الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 10:02

ندوة لسيكوي حول أمراض المجتمع


نُشر: 18/01/07 13:13

عقدت جمعية سيكوي نهاية الاسبوع الماضي، ندوة  في قرية يركا تحت عنوان "الصحة ومعوقات النمو والتطور المجتمعي". وتمت استضافة كل من جهينة حسين مفتشة وزارة الصحة في قضاء عكا وطالبة دكتوراة في الصحة الجماهيرية وتناولت في محاضرتها موضوع  "صحتنا الجماهيرية -أمراض وراثية وبيئية، أسباب وعوامل"، بالاضافة الى راوية شنطي المعالجة النفسية المتخصصة في علم الجريمة العلاجي، وتحدثت عن "العادات والتقاليد- إيجابيات وسلبيات والتأثيرات على تطور المجتمع". ومصطفى قصقصي- الاختصاصي والمعالج النفسي، رئيس رابطة السيكولوجيين العرب في إسرائيل وقدم محاضرة عن  "المناعة النفسية المجتمعية، تشخيص وسبل تطوير".



هذا وضمن محاضرة "صحتنا الجماهيرية-أمراض وراثية وبيئية، أسباب وعوامل" عرضت معطيات وأرقاما حتى العام 2004 عن صحة المجتمع الفلسطيني، وتطرقت جهينة حسين إلى معنى الصحة قائلة: " الصحة هي حالة من الاكتمال الجسماني النفساني والاجتماعي، وليست مجرد غياب المرض أو العجز وحسب". من أبرز المعطيات التي أوردتها: "في العقود الأربعة الأخيرة، طرأ انخفاض بنسبة 51%  في الخصوبة الإجمالية لدى المسلمات و 70%  لدى الدرزيات و 49% لدى المسيحيات"، "نسبة وفيات الرضع العرب هي 8.2 لكل 1000 ولادة حيّ، السبب الأساسي لهذه الوفيات هو العاهات الخلقية والخداج، النسبة لدى البدو في النقب تصل إلى حوالي 15 مقارنة بحوالي 5 لدى اليهود".
وأردفت تقول ضمن نشاط لجمعية سيكوي "أمراض القلب تتصدر لائحة أسباب الوفاة لدى النساء والرجال العرب، تليها الأمراض السرطانية ثمّ السكري لدى النساء بينما الإصابات الخارجية لدى الرجال". " زواج الأقارب- من استطلاع أجري سنة 1992 تبيّن أنّ 44% من الزواج لدى العرب هو بين الأقارب: 45% لدى المسلمين و 32% لدى المسيحيين". "من استطلاع أجري سنة 2000 يتضح أنّ 74% من طلاب العواشر العرب يعترضون على زواج الأقارب".
 وتطرقت حسين في محاضرتها ضمن مبادرة جمعية سيكوي إلى "العوائق والصعوبات التي تحدّ من منالية الخدمات الصحية للعرب- عوائق اجتماعية، جغرافية، عائق اللغة، صعوبات اقتصادية، قلة المعرفة وتدني الوعي الصحي، أسلوب التعامل المؤسساتي مع المجتمع العربي". "يتميّز الموقف الإسرائيلي اتجاه صحة المجتمع العربي داخله، بالجهل المطلق وبعدم الاكتراث معاً، وإن كانت هناك تحركات فتتميّز بالقيام بنسخ الخدمات الموجودة لدى اليهود دون ملاءمتها لاحتياجات العرب". وأشارت في المحاضرة إلى "بعض السلوكيات الخطرة على صحتنا- التدخين، قلة ممارسة للنشاطات الجسمانية وللرياضة، السمنة خاصة لدى النساء من الشريحة العمرية 55-64 ".

وضمن المحاضرة الثانية بعنوان " العادات والتقاليد- إيجابيات وسلبيات والتأثيرات على تطور المجتمع"  تحدثت راوية شنطي عن عمق التركيبة النفسية والاجتماعية لنا كأفراد وكمجموعات. ضمن ما قالت: "إننا نحافظ على بعض العادات ونمارسها بالرغم من تغيّر مفهومها أو كونها في السابق تشكّل قيمة بالنسبة لنا". "إننا نمارس الكثير من الإرضاء للمجتمع وللأغلبية، باعتقادنا أن الغير على صواب ونحن على خطأ". " الجنس يسيطر على مفاهيمنا وقيمنا ومعتقداتنا ووفقا لذلك يصبح الجنس هو الهاجس الموجّه لتصرفاتنا داخل المجتمع وخارجه". "هناك أهمية كبرى في المحافظة على بعض التقاليد الايجابية وليس العادات، مع محاولة تحسينها وملاءمتها لواقعنا وعالمنا، وفي المقابل التخلّص من العادات السلبية التي نمارسها دون فحص مدى ملاءمتها لقيمنا وأخلاقياتنا".
في المحاضرة الثالثة  بعنوان "المناعة النفسية المجتمعية، تشخيص وسبل تطوير" تحدث مصطفى قصقصي من خلال عرض محوسب مرفق بشرح سريع، عن مفهوم المناعة النفسية ومركباتها، انطلاقا من تحديد معنى الأزمة وعناصر المواجهة والتعامل الفردي والجماعي بغية تخطّيها، مشبّها ذلك بعملية بناء وإنشاء الجسور، حين نسعى لاجتياز الانقطاع الطارئ على مجرى حياتنا (أورد مثالا من نكبة 1948 والتي ما زالت تشكل مركّبا هاما في نفسية الهزيمة التي ترافقنا، بالذات نظرا لعدم إعطاء هذه الأزمة حقها لدرجة إنكار تأثيرها في النفسية الفردية والجماعية)  وقد وجّه الحضور لزيادة التركيز والاهتمام بخلق الجسور النفسية كواحدة  من أهم الوسائل التي يلجأ إليها الفرد والمجتمع في عملية تخطي الأزمات، وهي كالتالي: جسور الجسم؛ جسور العقل؛ جسور المشاعر؛ جسور عائلية؛ جسور المعتقدات والقيم؛ جسور اجتماعية؛ جسور الخيال والإبداع.
يذكر أنّ "سيكوي" تسعى من خلال سلسلة من المحاضرات والندوات والورشات حول قضايا المجتمع العربي، إكساب المجموعة، التي شكلتها وترافقها السيدة كفاح دغش في قرى منطقة عكا، المقومات الثقافية والمجتمعية كجزء من مسيرة تنميتهم كقياديين وقياديات في المجتمع.

مقالات متعلقة