الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 16:02

فتيات في ريعان الزواج بقلم:رنا حكيم

بقلم: رنا حكيم
نُشر: 30/07/08 18:56

لا يزال الزواج المبكر ظاهرة تتكرر وتنحدر عن أصول قديمة, في حين اختلفت وتباينت وجهات النظر تجاه هذا الزواج ما بين الماضي والحاضر. وعندما أقول مبكر فإنني أقصد سن الثامنة عشرة فما دون.
فهذا الجيل هو ما يُعرف بسن المراهقة وفترة البلوغ الجسدي والجنسي, خلاله تحصل تغيّرات فيزيائية وهورمونية .. والخ في جسم الانثى. وفي اللحظة التي نقول فيها تغيرات تصاحب الكلمة كلمة تقلبات وقد تكون هذه التقلبات نفسية أو فكرية وما الى ذلك. وعندها فإن الفتاة ليست بكامل نضجها وليست جاهزة تماما لتخوض تجربة الزواج.


رنا حكيم

وما أسهلها من كلمة عندما نقول زواج لكن حين نفكر بها مليّا يمكننا ان نشعر بثقل مضمونها, فالزواج في الاساس هو مسؤولية تجاة خلية كاملة من خلايا المجتمع. وعندها هل انا, هي, أو انت كفتاة في سن الشباب فتاة جاهزة لحمل مسؤولية كهذه؟
قد تحمل كل منا في طيّاتها كلمة نعم لكن مجرد التفكير في التجربة ليس كعيش التجربة ذاتها وهذا واضح. ومسؤولية الزواج هي من اصعب المسؤوليات وذلك لأنها تنقسم ما بين الزوج والبيت والاولاد وذلك يستنفذ من الفتاة طاقة هائلة.
والنقطة الاهم هي اختيار شريك الحياة أي الانسان الذي تختاره ليشاركها حياتها بالكامل حتى النهاية. فهل من السهل اختيار هذا الشريك؟ وهل فتاة في مثل هذا السن قادرة اساسا على تحديد خصال الشريك الانسب لها, الانسان الذي تكون جاهزة لتتحد وإياه اتحادا كاملا مدى الحياة؟
إن فترة الشباب في مجتمعنا الشرقي نوعا ما هي فترة مقيّدة ما بين المدرسة والبيت والمناسبات العائلية والاصدقاء. وعلى الرغم من انّها مرحلة اختبارات عديدة إلا انها لا تمنح الفتاة وعيّا ونضجا فكريا كافيا لاختيار شريكها في الحياة. ولهذا فإنها بحاجة لمزيد من الوقت تخرج فيه الى معتركات الحياة لترى وتختبر. وهذا وحده ليس كفيلا بذلك اذا لم تسعى الفتاة بنفسها الى طلب العلم والمعرفة واكتساب المهارات الحياتية وادراك ماهية الصعوبات التي قد تواجهها في حياتها. وفي غضون ذلك تصل الفتاة ايضا الى نضجها الكامل جسديا وفكريا فيسهل عليها التحديد والاختيار, ويصبح اتخاذ القرار أفضل لأن ذلك يكشف جوانب ومزايا جديدة لم تُرى لها من قبل. وعندها احتمال الاصابة في اختيار الشريك أكبر.
ففي كثير من الحالات التي تعتمد على الزواج المبكر, يعي الزوجين في وقت متأخر خطأهم في الاختيار ويندمون في وقت لا ينفع فيه الندم. وأحيانا قد يصل الامر الى الطلاق وتدمير اسرة بالكامل.
ان مجتمعنا بحاجة ماسة الى كادر من الابناء المثقفين والطامحين. وهذا يعتمد في الاساس على الام التي تزرع ذلك في أبناءها, والتي تربي بناء على المبادئ والمفاهيم العلمية والعملية. وليست كل فتاة جاهزة لانشاء هذا النوع من الابناء وخاصة حين تكون هي بنفسها طفلة تحتاج لمزيد من الخبرة, المعرفة, والمفاهيم.
لم يعد الزواج قضية سهلة تقتصر على نعم أو لا, أو غاية محض يسعى الجميع لتحقيقها إنما أصبح الزواج وسيلة لاستمرار الحياة واكتمال بناء المجتمع ولهذا وجب التطرق الى كافة الجوانب التي تحيطه واختيار شريك الحياة الأنسب والذي يمكن معه الاستمرار.


* موقع العرب يدعو كل فتاة لها رأي او موقف او قضية اجتماعية تريد ان تطرحها من على منبره ارسال مقالها مع صورتها الشخصية لننشره في زاوية صبايا على البريد الالكتروني fayez_khlaif@alarab.co.il

مقالات متعلقة