الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:02

ليدي- ارتفاع ضغط العين و"الغلوكوما"/ د. نزار بشارة

ليدي كل العرب
نُشر: 14/10/15 17:25,  حُتلن: 21:09

د. نزار بشارة اختصاصي طب وجراحة:

هناك قائمة طويلة من أمراض العيون، وعلى المستوى العالمي، فإن هذه الأمراض تهدد بشكل أكبر الدول الفقيرة، ومن أخطرها التراخوما وإصابة العين بالمياه البيضاء أو المياه الزرقاء

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالعمى الكلي في مختلف أنحاء العالم يتجاوز 43 مليون شخص، تتركز أغلبيتهم في الدول النامية

 ارتفاع ضغط العين يصيب نحو 2% من الأشخاص عالمياً، والنوع الشائع منه هو الذي ليس له أعراض ويتم اكتشافه بالصدفة أو في المراحل المتأخرة منه

الالتهابات الداخلية للعين التي تحدث بسبب ميكروب أو التهابات مناعية في الطبقة الدموية من العين، لا يمكن تجنبها، ولكن نستطيع التدخل بعلاجها في الوقت المبكر

قد يؤدي استخدامنا لبعض الأجهزة اليومية إلى إلحاق الأضرار بالعين، فمثلاً استخدام المكيفات والاستخدام الزائد للكمبيوتر والشاشات وارتفاع درجة حرارة الجو في المناطق الجافة والصحراوية ينشر جفاف العين

لعين الإنسان خصوصيتها في التعامل عن سائر أعضاء الجسد، فهي الأكثر رقة وحساسية، سواء من الجانب التشريحي أو الوظيفي، ولا يمكن ملامسة واقع ما والإلمام به من دون النظر إليه والتأكد منه. فكما تستطيع العين كشف الحقائق والأحداث، يمكنها أن تعكس الكثير عن الأشخاص كحالاتهم النفسية أو المرضية، لتعمل مؤشراً إلى وجود علة ما تستدعي مراجعة الطبيب سواء العيون أو غيره. 


الدكتور نزار بشارة

الدكتور نزار بشارة اختصاصي طب وجراحة عيون وصاحب سلسلة عيادات في الناصره وشفاعمرو وحيفا وطبريا، التقته محررة مجلة ليدي كل العرب وكان معه الحوار حول امراض العيون الشائعة انواعها واسبابها والوقاية منها :

هناك قائمة طويلة من أمراض العيون، وعلى المستوى العالمي، فإن هذه الأمراض تهدد بشكل أكبر الدول الفقيرة، ومن أخطرها التراخوما وإصابة العين بالمياه البيضاء أو المياه الزرقاء. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالعمى الكلي في مختلف أنحاء العالم يتجاوز 43 مليون شخص، تتركز أغلبيتهم في الدول النامية.
أما الأسباب الرئيسة لهذه المشكلة فإنها تتمثل في الجهل والأمية وانعدام المتابعة الصحية للأمهات الحوامل، وتدني إمكانات المؤسسات الصحية في تلك الدول ،حتى على مستوى تشخيص بعض الأعراض البسيطة التي تؤدي إلى العمى الحتمي عند إهمالها. كما تلعب العوامل البيئية وأساليب وأنماط الحياة والسلوك والممارسات اليومية للأفراد، وبعض العادات الاجتماعية دوراً خطراً في انتشار أمراض العيون.

المياه البيضاء
وعن تعريف المياه البيضاء وأسبابها وطرق علاجها، قال الدكتور نزار، إنها عبارة عن كثافة تتشكل تدريجياً في عدسة العين الشفافة وتسبب تدني تدريجي لحدة الإبصار غالباً تصيب العين، ولكن ليس بالضرورة بنفس الوقت، وتكون مصاحبة للتقدم في العمر وتزيد في البلاد الحارة وفي حالات الإصابة بمرض السكري وإذا كان هناك 100 شخص مصاب بالسكري يوجد 10 بينهم مصابون بالمياه البيضاء. وأضاف أن "الأسباب الشائعة للإصابة بالمياه البيضاء هي التقدم في العمر، وتزداد نسب الإصابة عند مرضى السكري الأمراض المزمنة في العين، وعند الإصابة برضوض العين واستخدام الكورتيزون بشكل مفرط، وقد يصاب بها الأطفال منذ الولادة نتيجة لأسباب وراثية".
وأشار الدكتور نزار إلى "أعراض المياه البيضاء التي تتمثل في فقدان تدريجي للبصر، أما في الحالات المتأخرة فتكون أعراض أخرى، ويتم العلاج بعملية جراحية عادة تحت تخدير موضعي حيث يتم من خلال فتحة دقيقة بالقرنية استخدام الموجات فوق الصوتية والليزر التي تمثل أحدث طرق العلاج، وذلك لسحب المياه البيضاء ثم يتم زرع عدسة مناسبة دائمة غير قابلة للتلف عوضاً عن العدسة الأصلية، وتستغرق هذه العملية دقائق معدودة، ويسترد المريض بصره بمجرد إزالة المياه البيضاء في معظم الحالات ولكن في بعض الحالات يستعيده تدريجياً".

المياه الزرقاء
أما عن أمراض الشبكية التي منها المياه الزرقاء التي تسمى بـ "ارتفاع ضغط العين" قال الدكتور نزار ، إن ارتفاع ضغط العين يصيب نحو 2% من الأشخاص عالمياً، والنوع الشائع منه هو الذي ليس له أعراض ويتم اكتشافه بالصدفة أو في المراحل المتأخرة منه، ولهذا ينصح لمن هم فوق سن الـ 40 بمراجعة طبيب العيون للفحص الدوري، خصوصاً من له أقارب من الدرجة الأولى كالوالدين أو الإخوة المصابين بارتفاع ضغط العين. وأشار إلى أنه لا يوجد حد فاصل لاعتبار الضغط مرتفعاً، ولكن إذا كان ضغط العين أكثر من 21 مليمتراً زئبقياً فيعتبر مرتفعاً، وهنا يستوجب فحص قاع العين لدراسة العصب البصري، كما يجب فحص مجال البصر لمعرفة تأثير ارتفاع الضغط، وينصح بفحص العينين فحصاً كاملاً. وفي حالة التأكد من الإصابة به يلزم مراجعة الطبيب بصورة دورية مدى العمر، وقد يحتاج المريض إلى قطرات مخفضة للضغط، ويمكن أن يكفي نوع واحد أو أكثر، كما في بعض الحالات قد يخضع المريض للعلاج بالليزر أو الجراحة.

مرض الظفرة
وأشار د. نزار إلى مرض الظفرة (اللحمية)، وهو عبارة عن زائدة من الملتحمة في الجزء الداخلي من العين، وتكون شائعة في البلاد الحارة بسبب التعرض للأشعة الفوق البنفسجية، وقد تؤدي إلى تغير في انكسار العين واحمرار مزمن، والعلاج يكون بالتدخل الجراحي واستئصال الجزء الزائد.

العشا الليلي
أما عن العشا الليلي وعدم الرؤية بوضوح مساء، فأرجع الدكتور نزار سبب حدوثه إلى التهاب الشبكية الصبغي، وهو مرض وراثي متعدد الطرق سواء في طرق التوريث أو في نوعية ودرجة الإصابة، وكذلك في تطور الحالة المرضية، وذلك لنقص في مستقبلات الضوء، كما ينحسر مجال الرؤية قليلاً وفي بعض الحالات المتقدمة يكون هناك ضمور في العصب البصري وعتامة في عدسة العين، كما قد تكون هناك بعض الحالات الوراثية التي تصيب أجهزة أخرى في الجسم. وفي أغلب الأحيان يتم التشخيص بالفحص الإكلينيكي، ولكن في بعض الحالات قد يلزم عمل فحص فرق الجهد الكهربائي للشبكية لتدعيم التشخيص، مضيفاً أنه من الضروري أيضاً دراسة التاريخ الطبي للأسرة لمعرفة كيفية التوريث، وذلك لتقديم النصيحة في هذا المجال، حيث إن بعض الحالات تصيب الذكور فقط كونها مرتبطة بالكروموسوم الأنثوي وأحياناً أخرى يكون التوريث بصفة مهيمنة أو متنحية، ومتابعة المريض تعتبر ضرورية وذلك لمواكبة تطور الحالة.

ارتفاع ضغط الدم وعلاقته بالعيون
أن ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة في منطقتنا. ولمعرفة علاقته بأمراض العيون أوضح الدكتور نزار ، أن السبب الأكثر شيوعاً لارتفاع ضغط الدم هو تصلب الشرايين، والشرايين التي تغذي شبكية العين ليست استثناء، ففي المراحل الأولى التي تستمر سنين طويلة يتعرف طبيب العيون إلى الآثار الأولية لارتفاع ضغط الدم ،ولكن من النادر جداً أن تتسبب في مشكلات تتعلق بشرايين الشبكية، وفي الحالات المتقدمة يضعف الجدار الشرياني ويتسبب هذا في رسخ مائي يتجمع في مركز الإبصار، وقد يؤثر في وضوح الرؤية، كما أنه في الحالات المتقدمة جداً قد يتسبب في نزف بالشبكية وتجمع مائي في العصب البصري، وهذا يمكن علاجه بالسيطرة على ضغط الدم والعلاج بالليزر للشبكية.

حساسية العيون والأمراض الموسمية
الالتهابات الداخلية للعين التي تحدث بسبب ميكروب أو التهابات مناعية في الطبقة الدموية من العين، لا يمكن تجنبها، ولكن نستطيع التدخل بعلاجها في الوقت المبكر، فالحساسية والالتهابات الفيروسية التي تصيب العين مع تغير الجو واختلاف درجات الحرارة تنتشر بسرعة، خصوصاً مع وجود الهواء والغبار، لأن الجسم يتحسس عند دخول غبار الطلع أو العادي مخلفاً حساسية داخلية أو خارجية ومسبباً أمراضاً مناعية.

جفاف العين
قد يؤدي استخدامنا لبعض الأجهزة اليومية إلى إلحاق الأضرار بالعين، فمثلاً استخدام المكيفات والاستخدام الزائد للكمبيوتر والشاشات وارتفاع درجة حرارة الجو في المناطق الجافة والصحراوية ينشر جفاف العين.
وأما الأسباب التي تؤدي إليها يوضح الدكتور نزار : "ويعود السبب إلى نقص في إفراز الغدة الدمعية بشكل عام، ويبدأ العلاج على حسب حالة المريض وشدة الجفاف، فينصح المريض باستخدام بعض القطرات التي تساعد على ترطيب العين، خصوصاً القطرات الخالية من المواد الحافظة، وإذا احتاج الأمر فقد يعطى المريض مراهم يستخدمها عند النوم تساعد على ترطيب العين لمدة أطول. وفي حالة شكوى المريض من التهاب بالجفون فإنه يحتاج إلى علاج الجفون ببعض المراهم الخاصة مع تنظيف الجفون بطريقة معينة مع القطرات المرطبة للعين، أما إذا كان الجفاف شديداً و"السبب في نقص الطبقة الدمعية" فقد يحتاج المريض هنا إلى تدخل جراحي بسيط لمنع ما تبقى من الدمع من التسرب عبر مجرى الدمع إلى الأنف، هذا كله مع أهمية تزويد المريض بنصائح وقائية مثل تجنب الهواء الجاف والمباشر على العينين عند قيادة السيارة مثلاً، واستخدام النظارات الشمسية، وقد يحتاجون إلى وضع قطرات مرطبة للعين أيضاً".

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة