الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 22:02

طرق جديدة لعلاج الشخير


نُشر: 17/04/06 15:57

منذ القدم تصدر تلك الأصوات المزعجة أثناء الليل المعروفة بالشخير وعادة ما تكون صادرة من رب الأسرة وكان من الحياء للمرأة أن تذكر أن أصوات التنفس المزعجة تصدر منها أيضا، بمعنى انه لم تكن المعاناة من مشكلة الشخير مقتصرة على الرجل فقط، بل كانت تشمل الأسرة بأكملها. وعند خلود الجميع لنوم هادئ وعميق بعد إرهاق نهار طويل، قد نستيقظ على كابوس مزعج هو الشخير الذي يحول الليل الهادئ إلى ليل متوتر ومشحون.
 أسباب الشخير 
 غالبا ما يحدث الشخير نتيجة لضيق في الحنجرة، ويعود الصوت المصاحب للشخير أثناء النوم وبالأخص على الظهر، تسترخي اللهاة واللسان والبلعوم فتقوم بسد مجرى التنفس وتعرقل مرور الهواء من القصبة الهوائية الذي يمر بصعوبة بالغه ويؤدي ذلك إلى اهتزاز اللهاة وأغشية البلعوم، وينتج عن ذلك صوت الشخير المعروف.
انقطاع التنفس 
ومن أهم الأسباب، زيادة الوزن وفرط السمنة، بالأخص السمنة المصحوبة بما يعرف بانقطاع التنفس أثناء النوم وهو مرض يصيب 5% من البشر، ويعانون فيه بجانب الشخير من عدم القدرة على النوم العميق وذلك بسبب انقطاع النفس لبعض ثوان عدة مرات في الساعة الواحدة لانسداد مجرى الهواء وبالتالي عدم وصول الهواء إلى الرئتين، وعند انقطاع النفس يحدث اختناق فيستيقظ المصاب عدة مرات طوال الليل دون الشعور بذلك وعادة ما يشتكي شريك الحياة من هذه المشكلة وليس المريض نفسه. ومن الأعراض الأخرى لهذا المرض الإحساس بالخمول والإرهاق والنعاس أثناء فترة النهار وأثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز أو خلال السواقة مما يتسبب في حدوث حوادث مرورية خطيرة، كما يصاب المريض بعدم القدرة على التركيز وقلة الانتباه وعلى المدى البعيد بسبب تأثر الرئتين قد تحدث مضاعفات للمرض على القلب والشرايين والضغط الدموي والرئوي، لذا من المهم جدا استشارة الطبيب المختص عند تطور الأمر لتجنب المضاعفات المصاحبة لانقطاع التنفس أثناء النوم.
أما الأطفال فعادة ما يكون السبب هو احتقان وانسداد الأنف والحلق أو انحراف حاجز الأنف وتضخم اللحمية، أما الشخير المستمر للأطفال فهو غير مطمئن وقد ينتج عن تضخم اللوزتين ويجب استشارة الطبيب.
 طرق العلاج
توصل الباحثون لعدة حلول:
أولا إنقاص الوزن وتنظيم التغذية التي من الممكن أن تختزل المشكلة بشكل كبير، وقف التدخين لتجنب الالتهابات المخاطية المزمنة، اجتناب تناول المهدئات والحبوب المنومة، تجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.
التدخل الجراحي، والذي يتم فيه تقليص حجم اللهاة وجزء من سقف البلعوم واللوزتين مما يفسح مجالا لمرور الهواء من دون حدوث الاهتزازات المسببة للشخير، .وتتم هذه العمليات تحت التخدير الكلي.
لعلاج بالليزر: ويستخدم فيه التخدير الموضعي ويستأصل خلالها جزء من اللهاة وسقف البلعوم وعادة ما تكون نتائجها طيبه مماثلة للعمليات الجراحية، أما المضاعفات فهي ضئيلة جدا والآلام أقل شدة وحدة وأقل مدة.
وهناك طريقة حديثة العهد ومن أسهل طرق العلاج حيث يتم إدخال قطب كهربائي في سقف البلعوم أو ما يسمى بالغلصمة تحت تخدير موضعي ثم يتم خلق تيار كهربائي لأمد قصير فيقلص من حجم الأنسجة فتنقص الاهتزازات التي تولد الشخير، والنتيجة مشابهه لكلتا الطريقتين السابقتين في العلاج ولكنها أسهل وتمتاز بسهولة مزاولتها وقلة الألم وقد تحتاج إلى عدة جلسات.
ومن طرق العلاج الأخرى، العلاج الميكانيكي ويعمل بواسطة آلة عبارة عن أنبوب خارجي يوسع ممر الأنف وينقص من استعمال الفم للتنفس، ولم تزل نتائج هذه الطريقة محل نقاش الباحثين، لكن مبدئيا شكلت علاجا مفيدا ومريحا لمرضى الالتهاب المزمن لأغشيه الأنف المخاطية.
ومن الحلول المطروحة أيضا شبه لقاح ضد الشخير حيث قام باحثون أميركيون بحقن مادة تقلص من حجم خلايا اللهاة واللحمية فتيسر عملية مرور الهواء، ولقد جربت هذه التقنية علي 27 مريضا وشفوا نسبيا من هذه المشكلة لكن الشخير عاد مرة أخرى بعد سنة تقريبا عند 25% من المرضى المتلقين للقاح مما يعني وجوب إعطاء اللقاح بصورة متكررة سنويا كما هو الحال مع بعض اللقاحات.
الشخير "قد يكون وراثيا"
قالت دراسة أمريكية إن الشخير قد يكون وراثيا، فقد توصل باحثون بمستشفى أطفال في سينسيناتي إلى أن الأطفال الذين يعاني والديهم من الشخير تزيد احتمالات إصابتهم به 3 أضعاف.
ورجحت الدراسة الأمريكية، التي أجريت على 681 أسرة ونشرت في صحيفة شيست، وجود علاقة بين الشخير والحساسية.
فقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من الحساسية تزيد احتمالات إصابتهم بالشخير بمقدار الضعف عن غيرهم.
وقالت الدكتورة مانيندر كالرا رئيسة فريق الباحثين:"سنواصل متابعة تطور الشخير لدى الأطفال مع تقدمهم في العمر لنرى هل تتوقف أم تستمر أم تزيد كي نعرف الإجابات عن هذه الأسئلة".
وقال البروفيسور جيم هورن مدير مركز لوبارا لبحوث النوم إنه من المحتمل وجود علاقة بين الشخير في الأسرة والسمنة فيها.
وأضاف قائلا:"إن نصف الذين يعانون من الشخير يعانون من السمنة ولعل ذلك وراء ظهور نتائج الدراسة الأمريكية".

مقالات متعلقة