الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 21:02

«اپيدورال» معجزة منحها الطب للمراة


نُشر: 28/05/08 15:22

لايزال الاعتقاد السائد لدى غالبية النساء، وفي الوسط العربي خاصة، بأن لحقنة «اپيدورال» التي تعطى للمرأة في مرحلة الولادة اعراض خطيرة ومضاعفات في المستقبل متناسيات او جاهلات بتقدم وتطور الطب منذ اكتشاف هذه الحقنة حتى يومنا هذا.
المصطلح « ابرة في الظهر» قد يكون مرعبا ومخيفا، لأنه يشبه مصطلح « سكين في الظهر» وكأن الطب ينوي ان يغدر بالمرأة الوالدة، بينما الحقيقة في ميزان الايجابيات والسلبيات تؤكد على ان حقنة « اپيدورال» التي هي تخدير نصفي او منطقي اشبه بمعجزة منحها الطب للمرأة للتخفيف من آلام المخاض واذا كان الوسط العربي يعاني من قلة الوعي لمنافع وايجابيات هذه الحقنة فإن د. اياد جهشان اخصائي طب النساء يشرح من خلال هذه المقابلة كل ما يتعلق بحقنة اپيدورال.



تاج الصحة: ما هي حقنة اپيدورال، متى تعطى لمن، وفي اية حالات؟

د.اياد جهشان: حقنة اپيدورال هي عبارة  عن حقنة تخدير تعطى بهدف تخفيف الام الولادة، وهي نفس الحقنة التي كانت  ولا تزال تستعمل في غرف العمليات لمجمل العمليات التي تجرى في الجزء السفلي من الجسم، سواء عمليات العظام « اورتوبيديا» او المسالك البولية او العمليات التي تجرى للنساء في حالات عديدة،، ونحن نسمي التخدير بواسطة حقنة ابيدورال تخديرنصفي او تخدير منطقي.
تاج الصحة: ما هي فاعلية حقنة « ابيدورال» عندما تعطى في الظهر؟
د.اياد جهشان: حقنة اپيدورال تعطى في الفراغ الخارجي للنخاع الشوكي، فهنالك غلاف في الظهر يغلف النخاع الشوكي وفي محيط هذا الغلاف هنالك غلاف آخر وبين هذين الغلافين تفرغ مادة اپيدورال، التي تؤثر على الجهاز العصبي وتشل الجزء السفلي لفترة زمنية محددة وبشكل جزئي فقط، لان تركيز المادة في حالات الولادة يعطى بنسبة اقل مما  يعطى في حالات اجراء عملية قيصرية التي  تعطل الاحساس بالجزء السفلي للجسم بشكل كامل، اما الكمية التي تعطى للمرأة فهي أقل ولذلك نسميها بلغة الطب» انالچيزيا» وليس « انا ستيزيا» بمعنى ان الطلق يستمر والولادة تستمر بشكل عادي لكن المرأة لا تعد تشعر بالأوجاع، لربما تشعر في المراحل الأخيرة بالام خفيفة لكي تستطيع ان تتعاون مع الطاقم المولد.

تاج الصحة: الى اي نسبة تقلل حقنة « اپيدورال» الشعور بالاوجاع؟
د.اياد جهشان: هي تزيل الاوجاع كليا، وليس جزئيا الا ان الفرق بين حقنة « اپيدورال» التي تعطى للمرأة الوالدة وتلك التي تعطى في العملية القيصرية،يكون في نسبة تركيز المادة فقط، بمعنى ان المرأة الوالدة تستطيع ان تحرك ساقيها ولكنها لا تشعر بالاوجاع، اما في حالات العمليات القيصرية فتعطى المادة « اپيدورال» بتركز اعلى وتعطل الجزء السفلي كليا.
تاج الصحة: وهل تستطيع المرأة الوالدة ان تتعاون مع  طاقم  المولدين بعد اعطائها حقنة « اپيدورال»؟
د.اياد جهشان: نعم بلا شك تتعاون بشكل عادي، واود ان انوه هنا ان حقنة «اپيدورال» تتصل في انبوب يتم من خلاله تزويد المرأة بالمادة المخدرة على شكل وجبات بين الحين والاخر وعندما تدخل الولادة مرحلتها الفعلية،  نوقف اعطائها هذه المادة لاننا معنيون بان تشعر المرأة ببعض آلام المخاض.
 تاج الصحة: هل كل طبيب نساء مخول بحقن ابرة « اپيدورال»؟
د.اياد جهشان: طبعا  لا.. الذي يعطي هذه الحقنة هو اخصائي تخدير وليس طبيب النساء، يتم استدعاء هذا الاخصائي عندما تطلب المرأة  الحصول على هذه الحقنة او عندما توافق اذا كانت المبادرة منا نحن الاطباء، ونحن ننصح ونشجع كل مرأة والدة ان تحصل على حقنة « اپيدورال» اثناء الولادة.
 تاج الصحة: هل تنصح كل امرأة والدة بالحصول على حقنة «ايپدورال»؟
د.اياد جهشان:  انا كمولد وصاحب خبرة فانني  انصح كل والدة ان تحصل على الحقنة، وخاصة الوالدات « البكر» اي الوالدات لاول مرة، لان الولادة الاولى عادة ما تستمر لفترة طويلة، وبهدف التخفيف في معاناتها الطويلة ننصحها باستعمال هذه الوسيلة الكفيلة بوضع حد لمعاناتها وعذابها، وفي الولادات الثانية  والثالثة ايضا كثيرا ما تعطى هذه الحقنة، ومن حق كل امرأة والدة ان تطلب حقنة « اپيدورال».
 تاج الصحة: غالبية النساء يدعين ان لهذه الحقنة مخاطر وسلبيات، هل هذا صحيح؟
د.اياد جهشان: كل شيء في الطب قد يحمل مخاطر او أعراض جانبية  ولكن السؤال ما هو مدى هذه المخاطر  واحتمالات حدوثها؟ في البداية قبل سنوات  ربما كانت هنالك المخاطر بسبب حجم الحقنة التي كانت كبيرة في حينه وكان استعمالها حديث العهد ولم تكن تجربة  وخبرة الاطباء كافية كما هي اليوم، وكل امرأة تعي ان لهذه الحقنة قد تحدث مضاعفات واعراض جانبية ولكن بنسب ضئيلة جدا، لدرجة انه لو وضعنا  على كفتي الميزان مخاطر هذه الحقنة من جهة ومفعولها الايجابي في  الكفة الاخرى نجد انه لا مجال للمقارنة في اهمية ومساعدة هذه الحقنة للمرأة الوالدة، لذلك فنحن نشجع على اعطاء الحقنة لمعظم النساء، ولماذا لا يتم استغلال هذه الوسيلة اذا كانت تخفف من معاناة المرأة الوالدة بشكل كبير جدا.
 تاج الصحة: باعتقادك هل المرأة العربية واعية لنجاعة واهمية هذه الحقنة للمرأة الوالدة؟
د.اياد جهشان: الوعي في ازدياد، وهنالك افكار ومفاهيم مسبقة سلبية خاطئة  بالنسبة لحقنة «اپيدورال»، ولان مجتمعنا مترابط فاننا نواجه الكثير من النساء اللواتي يحملن افكارا خاطئة ومعلومات مغلوطة عن حقنة « اپيدورال» في حين انا استطيع ان اؤكد ان هذه الافكار والمفاهيم لا تستند الى اية حقيقة طبية او اساس علمي، قد تسبب حقنة « اپيدورال» اوجاعا في الرأس او الظهر ولكنها طبعا تكون عابرة ولفترة زمنية قصيرة ونادرا ما تسبب اوجاعا في احدى الساقين اذا ما اصابت الحقنة عصب الساق ولكنها عابرة قد تستمر لاسبوع اواسبوعين في الحد الاقصى.
تاج الصحة: لماذا يطلب من المرأة التوقيع على استمارة طبية قبل حصولها على حقنة «اپيدورال».
د.اياد جهشان: لانه حسب القانون اي عملية تحتاج الى تدخل اختراق لجسم المريض تحتاج الى موافقة، حتى لوكان انبوب» الانفوزيا»  والا فان ذلك يعتبر اغتصابا لجسم المريض، وحقنة « اپيدورال» بحاجة الى استمارة خاصة  حسب الطب الحديث والقانون، فان هناك حاجة لتوقيع المريض على استمارة لكل عملية عينية، ناهيك عن الاستمارة التي يوقع عليها لدى دخوله الى المستشفى والتي تتيح للطاقم الطبي امكانية اجراء كل الفحوصات العادية منذ دخول المريض الى غرفة الطوارىء، في الماضي كان  المريض يوقع على استمارة واحدة تخول الطبيب من اجراء اية عملية للمريض شريطة ان يسجل الطبيب اسم العمليةفقط، اما اليوم فان القانون يقضي بضرورة توقيع المريض على كل عملية عينية محددة، ويعود السبب في ذلك الى حق المريض في معرفة كل ما قد يرافق العملية من اعراض جانبية او مخاطر او مضاعفات قصيرة او بعيدة الامد.
تاج الصحة: ما هي نسبة النساء الوالدات اللواتي يحصلن على حقنة « اپيدورال» خلال الولادة؟
د.اياد جهشان: حوالي 40% من النساء، وهنالك سياسات في بعض المستشفيات تشجع على اعطاء حقنة « اپيدورال» لانها فعلا تصب في مصلحة المرأة الوالدة وتخفف من معاناتها بصورة كبيرة جدا.
 تاج الصحة: هل هنالك وسائل  اخرى تستعمل لتخفيف الام المخاض غير حقنة « اپيدورال»؟
د.اياد جهشان: نعم.. ولكن لا توجد حقنة ناجعة مثل « اپيدورال» هنالك  الحقنة المعروفة باسم كوكتيل التي هي مورفين او دولستين، هذه الحقن تخفف من حدة الاوجاع بينما حقنة «أبيدورال» تزيل الاوجاع كليا.
تاج الصحة: في اية مرحلة تعطى حقنة « اپيدورال»؟
د.اياد جهشان: الولادة تقسم الى مرحلتين المرحلة الخاملة والمرحلة الفعالة التي يزداد فيها الطلق وتزداد معه الاوجاع وهنالك دالة تشير الى تقدم مراحل الولادة تدريجيا، والمرحلة  التي يزداد فيها الطلق ويصل التفتح الى 3-4 سنتمترات تكون هي المرحلة الانسب لاعطاء المرأة حقنة «اپيدورال» وهذه الحقنة بالنسبة لنا هي وسيلة وليس هدف، بمعنى ان اعطاء الحقنة في مرحلة مبكرة قد يؤخر عملية الولادة،وفي مرحلة متأخرة من الولادة قد لا تشعر المرأة بجدوى الحقنة لذلك فان هنالك مرحلة مثالية للحصول على الحقنة كما ذكرت، ومن الجدير بالذكر ان هذه الحقنة لا تؤخر ولا تسرع الولادة وانما هي فقط لتخفيف الوجع وكثيرا ما نلاحظ ان المرأة ترتاح بعد هذه الحقنة تسترخي عضلاتها وتستعيد ثقتها وتتقدم عملية الولادة تلقائيا. 

مقالات متعلقة