الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 21:02

سحر الطعام-أغذية تسبب الفرح أو الإحباط/بقلم:سهير منير

كل العرب
نُشر: 13/04/14 07:25,  حُتلن: 11:00

سهير سلمان منيير خبيرة غذاء في مقالها:

تحقيق التوافق بين ما يوجد " خارجنا " وما يوجد " داخلنا " هو توازن متواصل ودقيق وينعكس تصورنا وشعورنا نحو هذه العلاقة على الطريقة التي نتنفس ونأكل ونهضم ونمثل طعامنا بها

يتكون الطعام من مواد كيميائية طبيعية بالإضافة إلى الكثير من المواد الكيماوية الصناعية التي أصبحت تضاف في الوقت الحاضر وإن لم تكن جميعها مفيدة لصحة الإنسان

يمكن التفكير في الطعام بإعتباره دواءا فعالا وقويا نتناوله عدة مرات كل يوم وبذلك فهو مثل أي دواء آخر، يجب أن نختار منه النوعية التي تدعم وتقوي الصحة البدنية والذهنية لا التي تضعفها

الحالة المزاجية الجيدة التي يشعر بها بعض الناس بعد تناول الحلوى أو السكريات يمكن أن تتحول بسرعة إلى حالة مزاجية سيئة

هل من علاقة بين الطعام والحالة المزاجية؟ بالتأكيد لأن ما نأكله وما نشربه له دور هام فيما نشعر به ذهنياً، ونفسياُ،ً وكذلك بدنياً. الطعام ليس مجرد وقود وطاقة، بل إنه يؤثر في الحالة المزاجية والنفسية.
تتغير أجسامنا بإستمرار أثناء عملها على تحقيق التوازن وذلك كي نظل أصحاء وتسمى هذه العملية من البقاء على قيد الحياة "بالتوازن البدني" الذي يرتبط بشبكة معقدة من الفحوصات والتوازنات بين أعضاء الجسم. لكن لا تعمل أجسامنا في معزل عما حولها من العلاقات السارية بين الموجودات كالهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والطعام الذي نأكله.
إن الهواء والماء والطعام هي عناصر الحياة التي تدخل أجسامنا وتتحول إلى الصورة التي نحن عليها. وكذلك تتلقى البيئة نتاج هذا التحول مثل: الهواء الذي نخرجه في الزفير، والفضلات التي يفرزها الجسم، والأصوات، والحركات، والأفكار، والأفعال التي يقوم بها الإنسان.
لم يصل الإنسان بعد إلى الوعي التام بمدى حميمية علاقته بالبيئة.
إن تحقيق التوافق بين ما يوجد " خارجنا " وما يوجد " داخلنا " هو توازن متواصل ودقيق، وينعكس تصورنا وشعورنا نحو هذه العلاقة على الطريقة التي نتنفس، ونأكل، ونهضم، ونمثل طعامنا بها .

الطعام دواء
قال أبقراط "رائد الطب الحديث " منذ أكثر من ألفي عام، "اجعل الطعام دواءا لك، واجعل دوائك هو الطعام". يتكون الطعام من مواد كيميائية طبيعية بالإضافة إلى الكثير من المواد الكيماوية الصناعية التي أصبحت تضاف في الوقت الحاضر وإن لم تكن جميعها مفيدة لصحة الإنسان. ويمكن التفكير في الطعام بإعتباره دواءا فعالا وقويا نتناوله عدة مرات كل يوم وبذلك فهو مثل أي دواء آخر، يجب أن نختار منه النوعية التي تدعم وتقوي الصحة البدنية والذهنية لا التي تضعفها.
وجدت نساء على اختلاف أعمارهن وظروفهن، أن تغيير ما يتناولنه قد أسفر عن نتائج إيجابية لصحتهن، وقد اختلفت هذه النتائج من سيدة إلى أخرى ولكنها شملت:
انخفاض معدلات القلق.
انخفاض الإحباط والاكتئاب.
تحسن تقلبات الحالة المزاجية، انخفاض الإقبال على الطعام،انخفاض الأعراض المتزامنة مع مجيء الدورة الشهرية،شعور أقل بالإجهاد.


تتضمن هذه المقالة بعض المسائل المثيرة للتفكير، وبعض التدريبات المفيدة كي يجربها القارئ، تهدف بعضها إلى زيادة الوعي بالانفعالات المرتبطة بالطعام والشراب، والتدريب الأول هو فرصة لك كي تفكر في معنى الطعام بالنسبة لك.
أعلن تقرير حديث لمؤسسة الصحة الذهنية أن ما يقرب من تسعة من بين كل عشرة أشخاص يعانون من متاعب ذهنية، ويرون أن هناك صلة بين الصحة النفسية والصحة البدنية، وأن الطعام يلعب دوراً هاماً في هذه العلاقة. وتم وضع قائمة بأنواع الطعام التي يعتقد أن لها أثرا سلبيا أو أثرا إيجابيا على الحالة المزاجية. ومن بين هذه الأنواع ( سواء مفيدة أو ضارة بالصحة الذهنية ) الشوكولاطه، والحلوى أو السكريات، والقهوة والشاي، والخبز والعجائن، والسمك، والدجاج، والجبن، والخضروات والفاكهة.
إن الحالة المزاجية الجيدة التي يشعر بها بعض الناس بعد تناول الحلوى أو السكريات يمكن أن تتحول بسرعة إلى حالة مزاجية سيئة.
من النقاط المثيرة في هذا التقرير ـ الذي يوضح أشهر أنواع الطعام المسببة للحالة المزاجية- "الجيدة" أو "السيئة" ـ هي ظهور هذه الأنواع في كل من القائمتين. على سبيل المثال تظهر على رأس قائمة " الحالة المزاجية الجيدة" "الحلوى والسكريات" وذلك لأن كثير من الناس يجدون الشوكولاته والبسكويت والكعك والحلوى أنها مفيدة ظاهرياً في تحسين حالتهم المزاجية.
ولكن قرر كثير من الناس أيضاً أن الحلوى أو السكريات لها أثر سلبي على صحتهم الذهنية ويرجع السبب في ظهور هذه الأنواع على رأس كل من القائمتين إلى أن السكر و الشوكولاته يمكن أن تحدث تحسناً في الحالة المزاجية لبعض الناس . لكن هذا التحسن لا يدوم إلا لفترة قصيرة أو بمعنى آخر، إن الحالة المزاجية الجيدة التي يشعر بها بعض الناس بعد تناولهم الحلوى أو السكريات يمكن أن تتحول بسرعة إلى حالة مزاجية سيئة.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة