يعتقد العلماء أن الكوابيس المتكررة يمكن أن تعطي مدلولات هامة عن الصحة

الكوابيس والأحلام المزعجة قد تكشف عن مرض في القلب أو مرض نفسي وتنبئ بانقطاع الطمث

الكثير منا قد يستيقظ بعرق بارد في الليل على كوابيس ولكنها بالطبع لن تكون شيئا ذات أهمية عندما تتوجه إلى الطبيب لتشكو من مرض ما. ويعتقد العلماء أن الكوابيس المتكررة يمكن أن تعطي مدلولات هامة عن الصحة، وحتى علامات التحذير حول مرض ما وشيك -أحيانا قبل سنوات من ظهور الأعراض.


صورة توضيحية

وفي الشهر الماضي، وجد الباحثون أن الكوابيس العادية التي تنتاب الأطفال في مرحلة الطفولة يمكن أن تكون علامة تحذير مبكرة من اضطرابات نفسية في وقت لاحق من الحياة. وقد تعقبت هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة النوم، 6،800 طفلاً ووجدت أن الأطفال الذين يعانون من كوابيس متكررة (مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع) والذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وسبع سنوات يكونون أكثر عرضة ثلاث مرات ونصف للإصابة بمرض ذهاني، مثل الهلوسة أو سماع أصوات، في سن المراهقة.

الكوابيس المتكررة 
وقال الباحثون إن الكوابيس المتكررة يمكن أن تشير إلى أن الأطفال الذين يواجهون تلك الكوابيس قد يكونوا قد تعرضوا لصدمة عاطفية، مثل سوء المعاملة أو الترهيب، في حياة اليقظة. وقالوا أيضاً إن استخدام ألعاب الفيديو العنيفة وأجهزة الكمبيوتر قبل وقت النوم قد تلعب أيضا دورا. ويوضح باتريك ماكنمارا، وهو أستاذ مشارك في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد أننا قد نواجه تهديدات مرعبة أثناء النوم على هيئة كوابيس يمكن أن نتعامل معها في حياة اليقظة، ولكن الكوابيس قد تشير أيضا إلى مشكلة جسمانية أساسية قد تؤثر على منامنا عندما نحلم. والجدير بالذكر أننا نحلم فقط خلال المرحلة المعروفة باسم حركة العين السريعة (REM) من النوم. وهذه المرحلة REM، هي مرحلة النوم الخفيف جدا، وتحدث في المتوسط 4-5 مرات في الليل.

ويقول الدكتور نيكولاس أوسكروفت، وهو باحث في أمراض النوم وأمراض القلب في مستشفى بابوورث في كامبريدج أن الكثير من المشاكل الطبية تسبب اضطرابا للنوم، مما يعني أننا أكثر عرضة للأحلام المزعجة خلال مرحلة REM.

والكوابيس العادية، يمكن، على سبيل المثال، أن تكون علامة من علامات مرض انقطاع التنفس أثناء النوم sleep apnea -وهذا يسبب توقف التنفس مؤقتا. والمرضى الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم يعانون في كثير من الأحيان من الكوابيس المتكررة.

وفي دراسة أجرتها جامعة سوانسي ، وتم نشرها في مجلة طب النوم السريري في عام 2011، تم تقييم محتوى الحلم في 47 من الذكور لديهم مرض توقف التنفس أثناء النوم. وتبين أن أولئك الذين لديهم أعراض أشد كان معظمهم يعانون من الكوابيس "السلبية و الغير سارة ". ووجدت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة طب النوم أنه عندما يتم علاج مرضى توقف التنفس أثناء النوم من خلال ارتداء قناع يدفع الهواء بلطف في المجاري التنفسية ، تتوقف لديهم الكوابيس بنسبة 91 في المائة.

إرتباط الأحلام بالصحة
ويقول الباحث الأستاذ الدكتور أحمد با همام. ، وهو خبير في طب النوم في جامعة الملك سعود ، بالمملكة العربية السعودية أن نوبات الاختناق وانخفاض الأكسجين في الدماغ والتي تحدث أثناء توقف التنفس أثناء النوم يمكن أن تؤدي إلى كوابيس. ويقول الدكتور أوسكرافت وفقا لدراسة شملت أكثر من 6،000 من البالغين ، والتي نشرت في مجلة الطب هولندا في عام 2003 إن الأحلام السيئة المنتظمة يمكن أن تكون مرتبطة بمشاكل في القلب ، والناس الذين يعانون من كوابيس عادية ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع يكونون أكثر عرضة للمعاناة من عدم انتظام ضربات القلب، كما أن ألم الصدر يكون أكثر بسبعة أضعاف في أولئك الذين يعانون من كوابيس في كثير من الأحيان. ويوضح البروفيسور ماكنمار إن أي نوع من العدوى ، سواء كانت إنفلونزا شديدة أوعدوى في الكلى مثلاً ، يمكن أن تجعلنا أكثر عرضة للكوابيس.

ويقول الدكتور روبرت برينر ، طبيب أعصاب استشاري في مستشفى سباير بوشي في واتفورد إن تكرار الكوابيس العنيفة قد يكون مؤشرا مبكرا على الإصابة بمرض باركنسون، و التي تسبق ظهور الأعراض بنسبة تصل إلى عشر سنوات. ومرض باركنسون هو اضطراب عصبي يسبب هزة في العضلات ، وتصلبها وضعفها. وذلك لأنه وجد أن 15 في المائة من المرضى الذين يعانون من مرض الشلل الرعاش ( باركنسون ) لديهم اضطراب في السلوك أثناء النوم ، وهذا يعني أن عضلاتهم لا تكون مشلولة خلال هذه المرحلة من النوم، ويمكن أن تتحرك خلال الكوابيس. ويقول البروفيسور ماكنمارا إن الصداع النصفي، أيضا، غالبا ما تسبقه الأحلام الغير سارة ، التي تنطوي على موضوعات الغضب والعدوان ، وفقا لدراسة علم النفس الجسدي و العلاج النفسي في عام 1996. فإن حوالي واحد من كل أربعة يعانون من الصداع النصفي يواجه بهالة من الأضواء الساطعة والهلوسة.وفي بعض الأحيان ، يحدث لهم أثناء النوم هالة بمثابة كابوس أو أحلام يقظة ، حيث تشاهد الهالة بمثابة ضوء شديد أثناء الحلم.

ويضيف الدكتور توني بوريت وهو طبيب أمراض نساء استشاري في مستشفى سباير بوشي أن الكثير من النساء يحلمون أحلاماً غريبة في فترة انقطاع الطمث. وقد تصل إلى عشر سنوات قبل انقطاع الطمث ، ويلاحظ في هذه الفترة أن مستويات هرمون الأستروجين الأنثوي تنخفض بشكل ملحوظ .

ويعتقد بعض الخبراء أيضا أن متلازمة ما قبل الحيض يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الكوابيس. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2008 أن النساء يعانين من الكوابيس أكثر بكثير من الرجال ( كانت 30 في المائة من أحلام النساء مقارنة بـ 19 في المائة في الرجال ) .وقال مؤلف الدراسة الدكتور جيني باركر ، وهو طبيب نفساني في جامعة غرب انجلترا ، أنه تم ربط الكوابيس بالتغيرات في درجات الحرارة التي ترتفع في أوقات معينة أثناء حيض المرأة .كما أن الزيادة في هرمون البروجسترون ، قبل فترة الحيض، يسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم ة.ويمكن أن يسبب هذا التعرق الليلي و الهبات الساخنة ، وكذلك أحلام اليقظة و الكوابيس. كما أن المرأة التي تعاني من الكوابيس في فترة ما قبل الحيض قد تكون أكثر عدوانية وأكثر عرضة لتذكر الأحلام. 

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net