النساء فى أنحاء اسيا يدفعن مبالغ باهظة فى مستحضرات التجميل التى تعد بتفتيح بشراتهن واعطائهن مظهرا جميلا رقيقا كان يعتبر لقرون علامة على جمال النساء في معظم أنحاء المنطقة. لكن الطلب على مستحضرات تفتيح البشرة، التى قد تصل تكلفة العبوة منها بحجم 50 ملليمترا الى 385 دولارا، له ثمن يتجاوز التكلفة المالية.
وقال كريستوفر لام، استاذ الباثولوجيا الكيميائية بالجامعة الصينية فى هونج كونج، لا توجد قواعد صارمة على المعلومات التى تكتب على المنتج فيمكن أن تشترى كريما يقول انه خال من الزئبق وحين تفحصه تجده مليئا بالزئبق .
لام الذى يعمل ايضا بمستشفى "برينس اوف ويلز" قال" انه تم رصد حالات معزولة للتسمم بالزئبق فى نساء استخدمن هذه الكريمات". وأضاف ربما تكون هناك حالات تذهب الى أطباء اخرين ولا يقتصر هذا علينا ويمنع الزئبق افراز انزيم لازم لتكوين مادة القتامين "الميلانين" وهى الصبغة الداكنة فى بشرتنا. والتعرض المستمر المكثف للزئبق خطير فهو يهاجم الجهاز العصبى المركزى وقد يؤدى الى أضرار فى المخ والكلى.
وبرزت التساؤلات بشأن مدى أمان استخدام مستحضرات التجميل حين قالت سلطات صينية انها عثرت على معدنين سامين هما الكروميوم والنيوديميوم فى تسعة من منتجات "اس.ك2"
وهى علامة تجارية مملوكة لشركة بروكتر اند جامبل. وثلاثة من هذه المنتجات تزعم تفتيح البشرة. ويحظر استخدام هذين المعدنين فى مستحضرات التجميل فى الصين. والكروميوم مسبب للسرطان ويمكن أن يؤدى للاصابة بالاكزيما اما النيوديميوم الذى يستخدم فى صناعة المغنطيس فيمكن أن يسبب تهيجا فى العين والبشرة.
وقالت "اس.ك 2" انها "لا تضيف الكروميوم أو النيوديميوم أو أى معادن ثقيلة أخرى الى منتجاتها وانها تشعر بقلق بالغ بسبب هذه الاكتشافات الصينية". لكنها أضافت أن المعادن الثقيلة موجودة فى البيئة فهى توجد فى الماء والهواء.
كما قالت الشركة انها ستحقق فى ما اذا كانت "مستويات منخفضة لهذه المعادن الثقيلة ربما تكون دخلت اثناء عملية الانتاج التى تقوم بها "اس.ك 2" غير أن بروكتر اند جامبل سحبت منتجاتها من الاسواق فى الصين،  فى انتظار نتيجة تحقيق تجربة هيئة صينية معنية بالصحة والسلامة للتحقق مما اذا كانت منتجاتها ربما تحتوى على معادن ضارة".
فى دراسة أجريت على 38 نوعا من كريمات تفتيح البشرة عام 2000، اكتشف لام وزملاؤه أن ثمانية منها احتوت على نسبة مفرطة من الزئبق. وتجاوز أحدها الحدود المستخدمة فى الولايات المتحدة بمقدار 65 الف ضعف. وكانت خمسة منها مصنوعة فى الصين وثلاثة فى تايو.
وقال مايكل تشان المتخصص فى علم الامراض بمستشفى "برينس اوف ويلز" حين أجرينا فحصا بالاشعة السينية للكريم المخالف لم يسمح بمرور الاشعة عبره وكان غير منفذ للاشعة. ودعا الخبراء المستهلكين الى أن يكونوا اكثر تشككا بشأن وعود شركات مستحضرات التجميل بتفتيح بشراتهم. وقال لام لا نعلم عن أن أى مكون يستخدم فى مستحضرات التجميل فعال أو أثبت تأثيره الذى يدوم طويلا لتفتيح البشرة. لا تستطيع مستحضرات التجميل فعل شيء يذكر لتحسين تبييض البشرة، وناشدوا المستهلكين استخدام منتجات ذات علامات تجارية تنتج فى دول تفرض قواعد صارمة على المعلومات التى تكتب على المنتجات وتتمتع بممارسات تصنيع جيدة والشراء من متاجر موثوقة. وأضاف أن على الحكومات أن تؤدى دورها.
وقال لام يجب أن نفرض قيودا على الاستيراد. يجب الا يسمح بالاستيراد دون معلومات جيدة موثقة مكتوبة على المنتجات. ومع وضع منتجات العناية بالبشرة المصنعة تحت المجهر الان بحثا عن اثار معادن خطيرة .