الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 05:02

عندما تتحول الشمس من نعمة لنقمة- الجزء الثاني/ بقلم:سهير سلمان منيّر

كل العرب
نُشر: 14/04/13 20:28,  حُتلن: 12:32

خبيرة الطب البديل سهير سلمان منيّر

كلما كانت البشرة فاتحة البياض كلما زادت فرص حصول التسمم الشمسي

كيف يعرف الشخص أن لديه حساسية أكثر من غيره أو أكثر مما كان لديه في الماضي تجاه التعرض لأشعة الشمس؟

كلما طالت مدة التعرض لأشعة الشمس وبالذات في ما بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة من بعد الظهر زادت كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الجلد

تناولنا في الجزء الأول من المقال مخاطر وأضرار أشعة الشمس وانتشار ما يعرف بـ " حساسية الشمس" لدى كثيرين وفي الجزء الثاني نتناول تأثيرها علينا في مواسم الربيع والصيف. وتشير إصدارات إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن الحساسية من الشمس لها تأثيرات آنية وقتية، وتأثيرات أخرى مزمنة بعيدة المدى. والتأثيرات الآنية تشمل إما مظاهر حروق الشمس الجلدية أو حرقة في العين أو تفاعلات حساسية على الجلد كالاحمرار والحكة والتورم والبثور والقشور الجلدية. والتأثيرات البعيدة المدى تشمل إما شيخوخة الجلد المبكرة أو نشوء الماء الأبيض في عدسة العين أو تلف الأوعية الدموية الجلدية أو سرطان الجلد. وبشكل عام، يختلف مقدار التفاعلات، وبالتالي المظاهر الجلدية، بناء على لون بشرة الشخص، ومدة التعرض لأشعة الشمس، ونوعية المادة الموضوعة على الجلد أو الموجودة في داخله، وكمية تلك المادة، ومستوي مناعة الجسم. وكلما كانت البشرة فاتحة البياض، كلما زادت فرص حصول التسمم الشمسي. ومعلوم أن في طبقة خلايا الجلد هناك مادة «ميلانين» المسؤولة عن صبغة لون الجلد. وهذه المادة تكمن في هيئة «منتشرة» لدي ذوي البشرة السمراء، وبهيئة «مركزة» في خلايا الجلد لدى ذوي البشرة البيضاء. ويعتقد أن شبكة مادة «ميلانين» تعمل على حماية الجلد وصد تأثير الأشعة فوق بنفسجية. وعليه فإن الأشعة فوق البنفسجية تدخل بشكل أكبر في جلد ذوي البشرة البيضاء، مقارنة بذوي البشرة السمراء. والأشخاص الذين لديهم انخفاض في مستوي مناعة الجسم، عرضة بشكل أكبر للتسمم الشمسي.

كي لا يصبح غذاء المراهقين داء إليكم هذه النصائح/ بقلم: أخصائية التغذية سهير سلمان منيّر
سهير سلمان منيّر


وفي الغالب، كلما طالت مدة التعرض لأشعة الشمس، وبالذات في ما بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة من بعد الظهر، زادت كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الجلد. ولكن، كما تقدم، قد تحصل التفاعلات عند التعرض لمدة وجيزة للشمس.

تشخيص صعب
من الطبيعي أن يتحمل الجلد تعرضه لأشعة الشمس، طالما كان في الأصل سليما وطالما كانت المدة معقولة. ظهور الحروق أو التورم والانتفاخ أو الاحمرار أو الطفح أو البثور أو الحكة أو تقشر الطبقة الخارجية من الجلد، بعد التعرض لأشعة الشمس، هو طبيعي، وهناك منْ تظهر لديهم أعراض غير جلدية كالغثيان أو القيء. والسؤال، كيف يعرف الشخص أن لديه حساسية أكثر من غيره، أو أكثر مما كان لديه في الماضي، تجاه التعرض لأشعة الشمس؟
يقول الدكتور روجر سيلّي، بروفسور الأمراض الجلدية بجامعة أيوا الأميركية، إنك لو تعرضت لأشعة الشمس لفترة وجيزة، ثم لاحظت الشعور بشيء من الحرقة أو الوخز في الجلد، فإن عليك أن تكون متشككا في الأمر.
قد يتوقع الطبيب سبب هذه المشكلة بمراجعة ما يذكره المريض حول ظروف وملابسات نشوء التغيرات الجلدية وعلاقتها بالتعرض لأشعة الشمس، وبمراجعة الأدوية التي يتناولها الشخص أو المستحضرات التي يدهنها على جلده. ولا يوجد فحص معين لتأكيد الإصابة بالحساسية الشمسية. ويمكن للطبيب استخدام طريقة ما يعرف بـ«اختبار الحساسية الضوئية»( photosensitivity test)، سواء بتعريض الجلد للضوء حينما يوضع على الجلد مادة مثيرة لحساسية الضوء، أو ضمن الشريط اللاصق patch test لاختبار حساسية الجلد.

مستحضرات وعطور
تذكر إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الأوروبيين كانوا السباقين في إجراء الدراسات حول اضطرابات حساسية الضوء، وذلك في وقت متأخر نسبيا، أي حوالي ستينيات القرن الماضي. وفي عام 1967 نشر الباحثون من الدنمرك إصابة امرأة بتغيرات جلدية غير طبيعية جراء تعرضها للشمس بعد استخدام أحد أنواع الصابون المعطر. وفي نفس العام طرح الباحثون الإنجليز نتائج ملاحظتهم، تسبب الزيت العطري لخشب الصندل، المضاف إلى مستحضرات تجميل الوجه ومستحضرات الوقاية من الشمس، في تغيرات جلدية بعيد التعرض لأشعة الشمس. وبعدهم، أعلن الباحثون الفرنسيون عن نفس المشكلة مع مستحضرات الوقاية من الشمس المعطرة بزيت حمضيات البرغموت الشائعة الاستخدام. وكذا أعلن الباحثون الألمان عن تسبب العديد من أنواع الكولونيا والعطور، وأدوية منع الحمل، في تلك المشكلة.

حساسية جلدية
وفي عام 1972 ربط الباحثون الأميركيون بين مركبات «أنيلين»، الموجودة في بعض الأدوية أو العطور أو ورنيش الدهان أو معجون تلميع الأحذية، وبين تسببها بتفاعلات حساسية جلدية بعد التعرض لأشعة الشمس. وبعدها توسعت جدا الدائرة، وتبين أنها تضم الكثير من المواد الكيميائية الموجودة في المنازل ومستحضرات التجميل وغيرها. كما بدأ الاهتمام الطبي بمراجعة الأدوية المحتمل تسببها لنفس المشكلة.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة