الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 06:01

علاقة الطعام بالجسد والروح - الجزء الثاني/ بقلم:الاخصائية بطريقة الايبك سلام خوالد

كل العرب
نُشر: 09/02/13 12:42,  حُتلن: 18:42

الأخصائية بطريقة الايبك سلام زيدان خوالد: 

نحن نأكل تلبية للجوع ولملء الفراغ الجسدي أو العاطفي

كلما كان التجويع الذاتي دائما اكثر وتزويد الجسم برسائل الفراغ تكون لمدة طويلة سيكون التوتر اكبر بكثير

 الكثير من الناس يأكلون أكثر من اللازم لملء الشعور بالنقص الناجمة عن التعاليم وثقافة الاستهلاك والكثير من القيود الذاتية

نولي اهتماماً كبيراً جداً لظاهرة البدانة وذلك بدلاً من التركيز على الغذاء الذي يوفر لنا الطاقة للجسم والتأثير المُمتع على النفس

من أجل الشعور الجيد يجب أن نأكل طعاماً سعيداً ذاك الطعام الذي يحمل رسالة حُب للذات والأكل حسب الحاجة الداخلية بدون الخوف من أفكار الآخرين والأفكار المُسبقة

 لماذا نأكل؟
نحن نعلم أننا نأكل تلبيةً للجوع. البعض منا يُدرك أنه احياناً كثيرة يكون هنالك ايضاً جوع عاطفي - مشاعر غامضة من عدم الاكتفاء، اضطراب نفسي، غضب، وما الى ذلك من مشاعر، ونحاول تهدئة هذا الشعور بتناول الطعام . ولكن، احياناً كثيرة الطعام يحفز الجوع اكثر، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالجوع العاطفي. والنتيجة هي تناول طعام بكمية اكبر لتهدئة الجوع، حتى نجد أنفسنا منتفخين من الغذاء، وشعورنا بالفراغ الداخلي لم تتم تهدئته. والإحباط لمثل هذه الحالات مألوفة وواضحة.

الأخصائية بطريقة الايبك سلام زيدان خوالد تحذركم من تناول الحليب واللحم معا
الأخصائية بطريقة الايبك سلام زيدان خوالد

أمثلة:

1) تناول الحلويات
عندما نشعر بالإكتئاب، أي شيء مذاقه حلو يساعدنا على تحسين المزاج. ما لا نعرفه أنه بالنسبة لمُعظمنا، أن مذاق الطعم الحلو باللاوعي مرتبط بالمزاج السلبي. والسبب هو انه بطفولتنا عندما كُنا بمزاج سيء، قاموا باستخدام الحلويات لتهدئتنا والنفس/الروح لدينا خَلقت علاقة ورابطا بين المزاج السيء للمذاق الحلو. هكذا يمكن للمذاق الحلو أن يُهدىء من المزاج السيء (وخاصة من خلال تأثيره على جهازنا البيوكيميائي)، لكن خلال ذلك فإنه يُنشئ مزاجا سيئا من تلقاء نفسه بسبب العلاقة الترابطية المذكورة سابقا. لنتخيل الآن شخصا نعرفه (ربما أنفسنا)، يشعر بإحباط ويجلس لتناول كعكة (كرواسون) لرفع معنوياته. النتيجة انه خلال تناوله كعكة الكرواسون، هنالك تخفيف للعبء العاطفي، ولكن بعد ذلك سرعان ما يعود الى مزاج أسوأ من ذي قبل، لأن (الكرواسون) إقتُرن بالمزاج السيء وبتناول الكعكة نُذكر انفسنا بهذا الشعور المحُبط. مع استمرارنا بمحاولة حل المشكلة من خلال تناول الكعكة، نزيد الأمر سوءا وإضافة الى ذلك تعذيب النفس (جلد الذات) وإلاضرار بإحترام الذات (الثقة بالنفس)، مما يزيد المُشكلة اكثر تفاقُماً .


2) اطعمة "فارغة"
نحن نأكل تلبية للجوع ولملء الفراغ الجسدي أو العاطفي. لكن ببعض الأحيان الاطعمة التي نستهلكها تحمل رسالة فراغ. وهي الاطعمة الخفيفة، والتي تعطي شعورا غير كافٍ. بالحمية الغذائية العادية نُشجع على استهلاك اطعمة ذات سعرات حرارية قليلة. اطعمة الحمية الغذائية اليوم تُنتج بطرق تكنولوجية والتي تَستخرج العناصر من هذه الاطعمة، مثل: الدهون لجعل الاطعمة ذات وزن اقل للسعرات الحرارية. الخُبز هو مثال على هذه الأغذية. مشكلة هذه الأطعمة أنها تحمل معها رسالة "قليلا"، مثال على ذلك: شطيرة خُبز مع قطعة صغيرة من الجبن قليلة الدسم، أو شريحة من اللحم مع الخس. ليس فقط ان الاستهلاك الغذائي بكميات قليلة، انما تحمل معها رسالة "وجبة قليلة الدسم" مما يعزز الشعور بالحرمان والجوع العاطفي. من المهم أن نفهم أن مثل هذه الأطعمة لا تملأ المعدة بأغذية ذات سعرات حرارية قليلة، أنما تملأ المعدة ايضاً برسالة "غير كافٍ"، والشعور "عدم الاكتفاء" تحول النفس والجسم لحالة من التوتر بسبب الشعور بالنقص الذي لا ينتهي.

ملء النقص الجسدي
نحن نأكل لتهدئة الجوع وملء النقص الجسدي (أو العاطفي)، وفي نهاية المطاف ليس فقط اننا لا نَسد حاجة المعدة كما يجب، انما نُدخل لجسدنا الشعور بالفراغ بمستوى اعلى من مستوى الحاجة الجسدية. من الصعب تحمل التوتر مع مرور الوقت، وبالتالي تزيد في كثير من الأحيان الحاجة لملء النقص والفراغ، وبعد ذلك يكون الانهيار امام الثلاجة والتهام محتوياتها من اجل ملء الشعور الدائم بالنقص. كلما كان التجويع الذاتي دائما اكثر وتزويد الجسم برسائل الفراغ تكون لمدة طويلة، سيكون التوتر اكبر بكثير، وإن امكانية كسر الحمية الغذائية سيزداد، وعملياً نوبة الشراهه تُرافق الانكسار امام الحمية الغذائية.

تقييد الأطعمة
هنالك صعوبة أخرى وهي، عندما يتم تقييدينا بالاطعمة التي نتناولها بإطار الحمية الغذائية. اي طعام نتناوله خلال الحمية يحمل معه رسالة لقيود ذاتية، والافراط بالقيود الذاتية هي وباء الحياة العصرية. نمط هذه الحياة يُعلمنا المقارنة مع الاخرين، وبالتالي يحمل معه رسالة "ليس لدينا ما يكفي". ثقافة الاستهلاك تضيف لذلك بخلق جو من "نريد أكثر وأكثر". والنتيجة هي الشعور المستمر بالنقص وعدم الرضا. وبالإضافة لذلك فإن جزءاً كبيراً من الإحساس بالنقص الداخلي ينتج أن الكثير من الناس تنازلوا عما كانوا يريدون فعلاً، لصالح ما تُعلمهم ثقافة الاستهلاك عن رغباتهم. هذا التنازل يُعبر عنه بالحد الذاتي لرغباتنا الحقيقية، احدى الطرق التي نحاول بها ملء هذا النقص الداخلي من خلال الإفراط بتناول الطعام، والنتيجة هي أن الكثير من الناس يأكلون أكثر من اللازم لملء الشعور بالنقص الناجمة عن التعاليم وثقافة الاستهلاك والكثير من القيود الذاتية.

كسر الحمية الغذائية والشراهة
الحِمية تخلق تفاقما بالشعور بالقيود الموجودة وبذلك ممكن ان تُشجع على تناول الطعام. مثال: حمية غذائية تتضمن بقائمتها كعكة كرواسون واحدة باليوم، من اجل الإستمتاع، بعد يوم مُرهق من تناول الخُبز والارز ذات سعرات حرارية قليلة، هذه الكعكة تحمل معها رسالة "الكعكة الاخيرة لليوم" وهذا الاحساس يُولد الرغبة بتناول كعكة آخرى، مع أن كل كعكة تؤكل من الان فصاعداً تحمل رسالة "الخطيئة" وتُعزز المشاعر الداخلية السلبية والتي تُميز الكثير منا، ولتخفيف هذا الشعور يكون من خلال تناول كعكة اخرى. اذا كان اكل هذه الكعكة في إطار حُر بدون حمية وبدون الخوف من تأثير ماذا تحوي الكعكة، فمن المحتمل اننا لا نستثمر التفكير بها اكثر، ولم يكن يحمل رسالة اخرى غير أنه (كوراسون) لذيذ، واننا نستمتع به. ولا يخلق شعورا بالحزن بأننا لن نرى الكوراسون حتى اليوم التالي، وسنفتقده طوال الليل. لو عرف هذا الكرواسون كم استثمرنا التفكير به لتحول الى كعكة كبيرة من فرحته. بالتالي تكون النتيجة نفسها كما ذُكر مسبقاً، أن رسالة القيود التي تحملها الاطعمة في إطار الحمية الغذائية يُضاعف الشعور بالنقص الداخلي ويزيد من إمكانية كسر الحمية الغذائية والشراهة عند تناول الطعام.

غذاء صحي
أحيانا تناول الطعام لا يُشبع، لأنه ببساطة غير مُلائم للشخص. وحتى عندما يُعتبر الغذاء "صحياً".
مثال: خُبز القمح الكامل وفول الصويا، هذه الاطعمة قد تؤثر سلباً على هذا الشخص، بسبب وجود حساسية لديه من هذه الاطعمة. كثير من الناس، على سبيل المثال، لديهم حساسية لهضم فول الصويا بشكل صحيح. لذلك، بالرغم من انها مُفضلة كغذاء صحي فإن الشخص الذي لديه حساسية تؤثر عليه سلباً، وتشمل بإنشاء المزيد من الشعور بالجوع. من المهم أن نعرف إذا كان الطعام الذي نتناوله يلائمنا شخصياً، والمواد الغذائية التي سوف تُسعدنا وتُشعرنا بالرضا.
فترة طويلة ونحن أسرى للمفاهيم الخاطئة بتأثير الاطعمة علينا، نحن نولي اهتماماً كبيراً جداً لظاهرة البدانة، وذلك بدلاً من التركيز على الغذاء الذي يوفر لنا الطاقة للجسم، والتأثير المُمتع على النفس، يتحول لعدو والذي يهدد بتحويلنا لكرات لحمية. عندما ننظر برعب لقطعة اللحم التي سوف نأكلها او نقوم بشتم/لعن الخس عند اكله بسبب اتباعنا للحمية الغذائية، نحن نُضيف لها طاقة الرسائل السلبية. هذه الرسائل السلبية تدخُل لجسدنا سويةُ مع الطعام الذي نتغذى به، ولو تمكنا من الوقوف للحظة عن الخوف من السمنة وفصلنا الرسائل الخارجية حول ما يجب أن نتناول من الأطعمة وكيف سيبدو مظهرنا؟ سنكتشف اننا نعرف اكثر وافضل بكثير من أي شخص آخر ماذا نحتاج من المواد الغذائية. هذا هو تحديداً الغذاء الذي يضعنا ضمن الوزن الامثل لنا، ونشعر اننا بحالة جيدة جسدياً ونفسياً.

الشعور الجيد
من أجل الشعور الجيد يجب أن نأكل طعاماً سعيداً، ذاك الطعام الذي يحمل رسالة حُب للذات، والأكل حسب الحاجة الداخلية، بدون الخوف من أفكار الآخرين والأفكار المُسبقة. فقط التمتع بالأكل بدون الشعور بالذنب والخوف من السُمنه مستقبلاً. بأيامنا هذه نحن نأكل طعاماً حزيناً، فارغ المحتوى، نخاف من تأثيره السلبي علينا وعلى مظهرنا الخارجي.

ماذا علينا أن نفعل؟
علينا أن نحاول التخلص من ربط الطعام مع الحِمية الغذائية والتحكم بالوزن، ومحاولة رُؤية الطعام كعامل مُفرح يملأنا بطاقة ايجابية وجيدة. من المهم جداً محاولة فهم أي الأطعمة التي نُريد أكلها، حتى لو لم تُعتبر صحية. ثم يُمكن بناء قائمة التي تحوي اطعمة ذات اهمية غذائية وبنفس الوقت تكون لذيذة، حتى الاطعمة المُفرحة (مثل الحلويات)، قائمة خاصة لنا ونرغب بها. في نهاية المطاف، هل يوجد هنالك شخص افضل منك يعرف ما يلائمه وما لا يلائمه؟ إن جسدنا أذكى مما نتصور ويعرف جيداً رغباته وما يناسبه ويلائمه، ثقوا به. 

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة