الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:02

د.جبور يوسف عوادية يسلط الضوء على أمراض العصر في لقاء خاص لليدي

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 01/01/13 12:59,  حُتلن: 16:51

الدكتور جبور يوسف عوادية:

 انتشار أمراض السكري والقلب والشرايين التاجية وارتفاع ضغط الدم بات مخيفًا

منع أو تخفيف عبء الأمراض بتغيير نمط الحياة وتفادي عوامل الخطورة

علاجات الربو لها تأثيرها في منع نوبات المرض والسيطرة والقضاء عليها

السكري مرض مزمن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية


القولون العصبي أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارًا والأقل وضوحًا لدى الأطباء

معظم حالات سرطان القولون تبدأ من بوليبات ورمية غدية تتحول نسبة صغيرة إلى سرطان

خاص بمجلة ليدي كل العرب - منذ بداية العصر الحديث، وبسبب التطور الهائل الذي يشهده العالم "بعصر الثورة الصناعية"، بدأت تتكاثر الأمراض وتظهر على سطح الأرض، على شكل ظاهرة أقلقت الأطباء والمختصين؛ فظهرت العديد من السلوكيات وأنماط الحياة الحديثة من عادات غذائية مرهقة ومكلفة صحيًّا إلى جانب قلة الحركة والتنقل بسبب الرفاهية وتوفر وسائل المواصلات الحديثة، وتواتر ذلك مع ضغوط الحياة النفسية والعصبية. كل هذا أدى إلى ظهور أمراض لم تكن معروفة أو لم تكن منتشرة بهذا الشكل في العصور السابقة.


الدكتور جبور يوسف عوادية

يلقي الضوء على الموضوع الدكتور جبور يوسف عوادية – شفاعمرو اخصائي طب عائلة:
أمراض العصر، منها الخفيف ومنها المتوسط ومنها أيضًا الخطر. اختلفت الأمراض التي يمكن أن نسميها اصطلاحًا بأمراض العصر؛ فمنها الخفيفة وهي كثيرة الانتشار ويعاني منها الأغلبية، كالآم الظهر والقرحة والحموضة والصداع، والمتوسطة والتي قد تشكل عبئًا جسديًّا ونفسيًّا على المرضى، كالقولون العصبي والاكتئاب والربو (الأزمة) وآلام المفاصل والروماتيزم، والأمراض شديدة الخطورة، مثل السمنة والضغط والسكري والفشل الكُلوي والزهايمر والسرطانات على أشكالها. مؤشرات انتشار داء السكري وأمراض القلب والشرايين التاجية وارتفاع ضغط الدم، باتت مخيفة ليس بالنسبة للمصابين بها فحسب، بل أيضًا بالنسبة للمسؤولين عن الصحة، ويكمن وراء ذلك عدد من العوامل التي نطلق عليها عوامل الخطورة مثل السمنة، زيادة الوزن، التدخين، عدم ممارسة الرياضة والخ، والأسئلة التي تطرح نفسها:

إلى متى سوف نبقى مستسلمين لهذه العوامل ومضاعفاتها؟ وهل بالإمكان أن نغيّر بعضًا من عاداتنا غير الصحّية بأخرى صحّية؟
فالكثير من الأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة، أكدت على منع أو تخفيف عبء العديد من الأمراض، من خلال تغيير في نمط حياتنا وتفادي عوامل الخطورة.

أكثر هذه الأمراض انتشارًا:
مرض السكري، القولون العصبي، البدانة المرضية، سرطان القولون، الزهايمر، الربو (الأزمة)، أمراض الكبد المزمنة، مرض الانسداد الرئوي المزمن، أمراض القلب، الاكتئاب، وإلخ...

مرض السكري:
السكري مرض مزمن، يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال. والأنسولين هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم.  يمكن أن يتسبّب السكري، مع مرور الوقت، في إلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب. حيث إنه يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويزيد الاعتلال العصبي الذي يصيب القدمين، مما يؤدي إلى الإصابة بقرحات القدم وإلى بتر الأطراف في نهاية المطاف.  والسكري هو أيضًا من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى العمى والفشل الكُلوي. تبيّن أنّ إجراء تغييرات بسيطة لتحسين أنماط الحياة، مثل إنقاص الوزن والحفاظ عليه، ممارسة النشاط البدني، اتباع نظام غذائي صحي وتجنّب التدخين، من الأمور الفعالة في توقي السكري أو تأخير ظهوره، لكن أغلبية مرضى السكري يحتاجون عاجلاً أم أجلاً إلى تلقي العقاقير عن طريق الفم أو حقن الانسولين لعلاج المرض.

القولون العصبي:
القولون هو ما يسمى بالأمعاء الغليظة. متلازمة القولون العصبي والذي يسمى بالإنجليزية (Irritable Bowel Syndrome) هو من أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارًا والأقل وضوحًا لدى الأطباء. على الأرجح فإن الحركة غير الطبيعية والتقلصات العصبية لجدران القولون، هي السبب في تسمية القولون العصبي بهذا الاسم، وليس بسبب الحالة النفسية والعصبية التي ترافق مريض القولون العصبي كما يعتقد عامة الناس. أعراض القولون العصبي عديدة، منها الانتفاخ والغازات، الإمساك، الإسهال، الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام، آلام في البطن ومغص التي تزول بعد الذهاب للحمام. وتزيد هذه الأعراض في حالة الضغوط النفسية أو تغير نمط الحياة اليومي. فقد أثبتت بعض الأبحاث أن مرضى الاكتئاب يعانون من القولون العصبي بنسبة أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون من المشاكل النفسية. هنالك عدة عوامل أو مثيرات للقولون العصبي مثل التدخين، المشروبات الغازية، القهوة والشاي، والغضب والضغوط والقلق، بعض أنواع الطعام وغيرها.
ليس هناك فحص أو تحليل مخبري أو إشعاعي يمكن من خلاله التشخيص، لكن الفحوصات التي تشمل فحصًا للدم والبراز ومنظارًا للقولون، مهمة لاستبعاد الأمراض العضوية التي يمكن أن تشبه القولون العصبي مثل الديدان، والنزلات المِعَوية، القولون المتقرح وأورام القولون. العلاج قد يكون مهمة صعبة لبعض الأشخاص، فبالبداية ينبغي على الطبيب توعية وطمأنة المريض، وينبغي على المصابين بالقولون العصبي تجنب العوامل أو المثيرات التي تسبب العوارض، والقيام بتمرينات رياضية منتظمة مثل المشي، وإذا استمرت العوارض يمكن تلقي بعض العقاقير الملائمة.


البدانة المرضية:
لن أطيل عليكم بالحديث عن البدانة، لأن الجميع يعلم أنها غير صحية، وتعد من الأمراض الخطيرة في عصرنا هذا. تراكم الدهون في جسمنا ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.  هنالك عوامل كثيرة تؤدي إلى السمنة، ليس فقط تناول الطعام بكمية كبيرة. بعض هذه العوامل، قلة الحركة والنشاط، الوراثة، اختلال وظيفة الغدد الصماء والحالة النفسية مثل الاكتئاب. السمنة وزيادة الوزن تسبب الكثير من المضاعفات الخطيرة على حياتنا، مثل أمراض القلب، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، التهابات المفاصل، أمراض جلدية، ازدياد الحالات النفسية، وأخيرًا وليس آخرًا اختلال في العلاقات الزوجية. علاج السمنة يتطلب الكثير من الصبر والتضحية. وليس من السهل اتباع أنظمة غذائية قاسية وقليلة السعرات الحرارية، وممارسة الرياضة، لذلك يحتاج الأمر عادةً اهتمام عدة مختصين بينهم طبيب العائلة، مختصة تغذية، مختص غدد، مختص بعلم النفس ومختص بالجراحة الباطنية إذا تطلب الأمر عملية جراحية.

سرطان القولون:
سرطان القولون أو المصران الغليظ، هو أكثر سرطانات الجهاز الهضمي شيوعًا، وقد يكون لتدخين السجائر والعادات الغذائية، مثل تناول أطعمة عالية الدهون وقليلة الألياف دور في حدوثه.  معظم حالات سرطان القولون تبدأ من بوليبات ورمية غدية، لكن نسبة صغيرة فقط من جميع الأنواع المختلفة من البوليبات، تتطور إلى أورام سرطانية فيما بعد، فالتغير من البوليب الورمي الغدي إلى السرطان القولوني، يحدث ببطء على مدى يتراوح من 5 - 10 سنوات، بسبب سلسلة من التغيرات الجينية، لكن إذا تم استئصال البوليب قبل أن يصبح خبيثًا، فإنه لن يتحول إلى سرطان قولوني.  عادةً لا تؤدي البوليبات السرطانية أو غير السرطانية إلى عوارض في بداية الأمر. إذ أن الأعراض تكون نادرة إلى أن يصير الورم ضخمًا ويسد الأمعاء الغليظة، أو ينزف إلى البراز. حين يحدث هذا ربما يكون السرطان قد اخترق جدار الأمعاء وانتشر إلى الغدد اللمفاوية في البطن أو إلى أعضاء أخرى.
وفقًا للعديد من الأبحاث العلمية، اتضح أن ممارسة اللياقة البدنية، التغذية الصحيّة والاستخدام المنتظم للأسبرين، قد تقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون بشكلٍ ملحوظ.  هنالك أيضًا أهمية كبيرة جدًّا للفحوصات المبكرة، مثل فحص الدم الخفي في البراز أو فحص الناظور، التي قد تساعدنا على اكتشاف المرض بمراحله المبكرة. فكلما بدأ العلاج بمراحل مبكرة أكثر، قد تكون نسبة الشفاء منه أو عدم تطوره بسرعة، أكبر.

الربو:
الربو هو مرض تنفسي مزمن، يتصف بوجود التهاب في المسالك الهوائية. لقد انتشر هذا المرض بشكل سريع في الآونة الأخيرة.
والربو سببه مواد مسببة للحساسية، من بينها سوسة الغبار ومخلفات الصراصير والحيوانات وحبوب اللقاح. عند تعرض الشخص لهذه المواد تنتابه الأزمات الربوية والشعور بضيق التنفس وإفراز المخاط بالرئتين والسعال. بينت عدة أبحاث أن التلوث البيئي لا يثير نوبات الربو فقط، بل يسبب الإصابة بالمرض أيضًا.  ليس لكل مريض بالربو نفس الأعراض، فقد تكون الأزمة الربوية متوسطة أو شديدة، وكثير من مرضى الربو حساسون لبعض الأدوية التي قد تسهم في حدوث الأزمة الربوية، ويمكن تجنبها أو الاحتراس عند تعاطيها.  العلاجات المتاحة للربو لها تأثيرها في منع نوبات المرض والسيطرة والقضاء عليها عند وقوعها. والأدوية يتعاطاها المريض بالفم أو الحقن أو في شكل استنشاق من خلال مضخة أو بخاخة ليصل الدواء مباشرة داخل الشعب الرئوية.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة