الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 16:02

اعراض الكآبة والطرق للسيطرة عليها


نُشر: 28/09/06 17:03

مثل السعادة، أوقات الحزن حتمية ايضا. عندما نفقد حبيبا، أو نصاب بإحباط من تجربة ما، أَو تثبط عزيمتنا، من الطبيعي أن نشعر بالحزن. كما تسبب ازمة منتصف العمر ازمة من المشاعر "الحزينة"، عندما يغادر الاولاد المنزل ليبدأوا مستقبلهم، ونشعر بالفراغ، ويبدأ التعب والشيخوخة بالتسلل. كل هذه المشاعر طبيعية، ولكن عندما يبقى الحزن لفترات طويلة من الوقت ويصبح اللون السائد في عالمنا، وعندما نصاب بالإعياء، وتضعف طاقتنا ويتناقص الحماسِ العاطفي، وعندما تسود مشاعر الحزن على نوعية الحياة... عندها تكون الكآبة مشكلة خطيرة.
الكآبة مؤذية؛ لَيس فقط للشخص الذي يعاني، ولكن كذلك للعائلة والأصدقاء المقربين. في الحقيقة، يمكن أن تؤثر الكآبة بشدة على حياة الشخص وصحته بطرق سلبية جداً.

الكآبة السريرية:
تعرف بالكآبة التي تدوم لأسابيع، أو شهور، أو حتى سنوات. وتَتفاوت الأعراض من شخص إلى شخص، ويمكن أن تكون ضعيفة، معتدلة، أو حادة. لكن الإختلاف الأكبر بين السلسلة "العادية" من الحزنِ والكآبة السريرية هو أن الكآبة السريرية، تكون أعراضها موجودة أغلب الوقت، تقريباً كل يوم، لفترة إسبوعين على الأقل.ويمكن أن تؤثر الكآبة على حياتنا بطرق متعددة. من اضطرابات النوم، إلى ضعف الشهية، وفقدان الألفة، والطاقة. كما يمكن أن تضعف العلاقات مع العائلة والأصدقاء. والقدرة على التفكير، و التركيز.  ويمكن أن يزول الأمل والمتعة من كل يوم وتقل الاهتمامات في النشاطات اليومية، وتضعف الرغبة في البقاء على قيد الحياة.
ولكن الاعراض تتفاوت من شخص لأخر، وكلما زادت الاعراض التي يختبرها الانسان، كلما كانت احتمالات الاصابة بالكآبة السريرية اقوى. دعنا نلقي نظرة عن قرب على أعراض الكآبة السريرية:
1. المشاعر المستمرة بالحزن التي تَدوم لأسابيع:
قد لا يكون الشخص قادرا على التَحدث عن مشاعر الحزنِ، أو يوضح "لماذا" يشعر بتلك الطريقِة. لكن العائلةَ والأصدقاء يمكن أن تستنتج وجود شيء خاطئ. فالشخص يبدو ويتصرف بشكل كئيب؛ وحزين.
بالنسبة للاشخاص الذين يفقدون وظائفهم، أو علاقة ما أو يمرون بمشاكل مالية، لا يعتبرون اشخاص مصابين بالكآبة السريرية.
فبالنسبة للاشخاص الذين يعانون من الكآبة السريرية، يبدو ان مشاعر الحزن تأتي دون سبب، ودون انذار مسبق. فقد تكون الحياة جيدة وجميع امورهم تمر بشكل جيد، ومع ذلك يشعرون بالكآبة والضيق.
2. مشاعر متأصلة بالفراغ: عندما تسأل، الشخص ما هو شعوره، قد يقول "لا شيء"، بدلا من "اشعر بالحزن"  هناك فراغ عميق أَو شعور بالتخدر داخله. فهو يشعر كأن الحياة بطيئة. وقد لا يتجاوب مع الاخبار السيئة، ولا حتى السعيدة بل قد يكون نفس التعبيرعلى وجهه في كلا الحالتين.
3. فقدان الإهتمام في الأشياء الممتعة: يفقد الأشخاص الذين يعانون من الكآبة السريرية كل إهتمام في الهوايات والنشاطات التي كانوا يستمعون القيام بها في السابق. في الحقيقة، يبدون انهم فقدوا قدرتَهم على مواجهة أي متعة في الحياة. وكل رغبة حتى الرغبة الجنسية.
4. صعوبة القدرة على التركيز، والتذكر، أو اتخاذ القرارات: من اوضح المؤشرات على الاصابة بالكآبة السريرية، عدم القدرة على التفكير بشكل صحيح، وحل المشاكل، أو الاستماع أو القراءة. فيصبح العمل صعبا، او حتى مستحيلا، كما تعاني العلاقات مع الاشخاص الاخرين ويصبح منعزلا عن الناس.
5. صعوبة في النوم: يعاني المصاب بالكآبة من مشكلة عدم القدرة على النوم، والبقاء نائما. يقول العديد من الناسِ بأنهم يظلون مستيقظين في السرير لساعات كاملة، غير قادرين على النوم. وعندما يستطيعون النوم، يتقلبون، ويستيقظون بعد ساعات قليلة فقط. ويعتبر الاعياء من النتائج المحتملة لهذه الحالة من الارق.
بالنسبة لمجموعة اخرى، وجد الباحثون أن بعض المصابين بالكآبة، ينامون باستمرار، ولا يستطيعون النهوض من الفراش، وحتى ان فعلوا يشعرون بالاعياء والتعب والحاجة للمزيد من النوم.
6. فقدان الحافز: الكآبة السريرية منهِكة للبدن جداً. لأنها تسلب الطاقة والحافز. ويكون الإعياء حاد. بعض الاشخاص لا يجدون الدافع ليغيروا ثيابهم، فيبقون في ثياب متسخة، وبالية، وعندما تسألهم عن السبب، يقولون بأنهم متعبون ولا يهتمون بمظهرهم.
7.  تغير عادات تناول الطعام، والشهية: يفقد العديد من المصابين بالكآبةِ السريرية كميات كبيرةَ من الوزن، لأنهم لا يهتمون بالغذاء. وليس لهم شهية، ولا يهتمون بالطعام. من جهة أخرى، يقوم أخرون بتناول الطعام بنهم ، وشراهة، وتزداد اوزانهم بشكل كبير. فهم لا يستطيعون السيطرة على الشعور بالحاجة لتناول الطعام.
8. قلة إحترام الذات: مع استمرار مشاعر الكآبة، يبدأ الكثيرون بفقدان الشعور بالذات، وبأنهم عديمو القيمة. وبأن حياتهم بلا هدف أو قيمة كما يشعرون بالذنب العميق على الأشياء التي تكون ابعد من سيطرتهم.
9. قائمة الأعراضِ الطبيعية: من الأعراضِ الأبرز للكآبة السريرية شكاوى المضايقات الجسدية مثل الأوجاع، والآلام، والاضطرابات الهضمية. ومع ان التقارير الطبية قد لا تبين سببا واضحا للمشكلة، إلا انهم يشعرون بها.
الكآبة يمكن أن تضعف قدرةَ نظام المناعة على صد المرض، ويمكن أن تصعد خطر الاصابة بامراض القلب والأمراض الأخرى. في الحقيقة، كَشفت دراسة فلندية بأنه عندما تتساوى كافة عوامل الخطر الأخرى كانت نسبة الاصابة بامراض خطيرة مضاعفة مرتان إلى أربع مرات.
10. أفكار وشيكة بالانتحار:  يشعر الشخص بأن حياتَه لن تَتحسن، وبأنها من الأفضل إن لا يكونوا موجودين في الاصل في هذه الحياة. أحياناً هذه المشاعر تصبح قوية جداً، وتجعل الشخص يخطط لانهاء حياته.
11. أفكار شاذة: بعض الأشخاص المصابون بالكآبة السريرية الحادة يصابون بهلوسات قد تشوشهم وتخيفهم. فهم قد يسمعوا أصوات خيالية. وقد يصابون بالوسواس، والذعر، أو اعراض أخرى شبيهة بها.
12. تغير في النشاط الطبيعي: يصبح انجاز المهام اليومية مجهدا، ويأخذ وقتا طويلا للانجاز. بالاضافة الى الشعور بعدم الجدوى، والتعب. بعض المرضى يصابون بحالة تشبه المومياء، فهم يتحركون ببطئ، ولا يهتمون لشيء، بينما جزء اخر يصاب بالهوس، والذعر، والخوف والارتباك.
ويمكن أن يسبب المرور بتجربة مؤلمة، والتغييرات الهرمونية، والاصابة بمرض جدّي، والآثار الجانبية لبعض الأدوية، والعزلة الطويلة، الاصابة بالكآبة السريرية.
ويعتقد العديد من باحثي الكآبة أيضاً بأن السبب يمكن أن  يكون عدم توازن مادتين كيمياويتين في الدماغِ: serotonin، وnorepinephrine.  ويعتقد بأن هذه المواد الكيمياوية ترتبط بالمزاج، بالإضافة إلى تنظيم وتخفيض مشاعر الألم في الجسم. وبينما يمكن ان تخل المادة الكيمياوية بالتوازن وتسبب الكآبة، إلا ان الإرتفاع السريع في عدد الأشخاص المصابين بالكآبة يقترح وجد مسبب أخر غير المادة الكيمياوية. كأساليب الحياة وطبيعة المجتمع، واهمال الحاجات العاطفية، والطبيعية للآخرين. لأن تلك الحاجات بحاجة لأن تلبى وهي اساسية لحياتنا مثل الهواء والماء.

بالمساعدة والدعم الصحيح، يمكن أن تعالج الكآبة. وفقاً للمعهد الوطنيِ للصحة العقلية، يمكن أن تخفف أعراض الكآبة بنسبة 80 بالمائة خلال عدة أسابيع فقط.
وهناك طرق للخروج من بئر الكآبة. أهمها الحصول على الدعم، وطلب خبرة المحترفين. أي طبيب طبي أو مختص في الرعاية الصحيةِ ، مثل الطبيب النفساني، يمكن أن يشخص الكآبة ويجد لها الحلول.
ومن الطرق الشائعة العلاج بالادوية، وتتم تحت اشراف الطبيب المختص، وحسب الحالة، والعلاج بالتحدث عن المشاكل والمخزون العاطفي عند الشخص وبالتالية معرفة المسببات وعلاجها، كذلك يمكن علاج الكآبة عن طريق التحدث مع الاصدقاء، والعائلة، وشرح الاسباب التي تسبب الضيق للشخص ومحاولة تخطيها. ومن الوسائل المساعدة ايضا اتباع حمية غذائية مفيدة للمزاج.
وفقاً للمؤلفة والباحثة جوديث ورتمان من معهد ماساشوسيتس التكنولوجي، فأن الكربوهيدرات المعقدة يمكن أن تساعد على تخفيف الكآبة. عندما تؤكل لوحدها، فأن مستويات دفع الكربوهيدرات المعقدة من مادة الدماغ تعمل على استقرار المزاج الكيمياوية , serotonin، وتنصح الطبيبة، بتناول وجبة باستا، أو بطاطا .
كذلك وجدت دراسة اخرى، بأن ازالة الكافيين من الحمية الغذائية يساعد على اتخلص من الشعور بالكآبة والقلق.
أما العوامل الغذائية الأخرى التي تساعد على تخفيض الأعراض فتتضمن فيتامينات ب المعقدة ، وشرب كمية كافية من الماء، وتناول الطعام الصحي بشكل خاص، بضمن ذلك كميات كافية من الثمار، والخضار. بالاضافة الى التمارين الرياضية في الهواء الطلق.
واخيرا تذكر بأن الكآبة مثل اي اضطراب نفسي اخر قابلة للعلاج ويمكن التحكم بها, إذا قمت بإتخاذ الاجراءات اللازمة فورا.

 

مقالات متعلقة