الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 10:02

إنطلاقة تكنولوجية في عالم الطب


نُشر: 09/03/08 18:28

لأول مرة في البلاد! عمليات زرع صمام رئوي لدى الأطفال بواسطة القسطرة بدلاً من عملية القلب المفتوح في وحدة أمراض القلب في المركز الطبي شنايدر.
أجريت هذا الأسبوع بنجاح في مركز شنايدر لطب الأطفال من مجموعة "كلاليت" عدة عمليات قسطرة لزرع صمّام رئوي لدى الأطفال الذين يعانون من عيوب قلب خلقية. حتى اليوم، أجريت عمليات زرع الصمام الرئوي في عملية قلب مفتوح بالاستعانة بجهاز قلبي-رئوي. في حين أن عمليات الزرع التي تتم بواسطة القسطرة تنطوي على أقل قدر من التدخل الجراحي: الدخول إلى وريد ثنية الفخذ بينما يكون المريض تحت التخدير وقلبه يعمل بصورة طبيعية. يكون الصمام المعدّ للزرع مخاطا بدعامة معدنية (ستنت) مطوية وملبّسة على بالون. يتم تمرير الصمام بالاستعانة بالتصوير الإشعاعي إلى الموقع المعدّ للزرع. هناك، يتم نفخ البالون بشكل مراقب إلى أن يتم تثبيت الصمام بصورة آمنة، بعد ذلك يتم تفريغ البالون وإخراجه من الجسم.



في هذه المرحلة يبدأ الصمام بالعمل فوراً، ويكون التماثل للشفاء في أعقاب عملية الزرع سريع بحيث يكون بالإمكان تسريح المعالج إلى بيته في اليوم التالي ويكون بمقدوره العودة إلى مزاولة نشاطه الاعتيادي خلال أيام معدودة. لذا، وعلى الأخص في ضوء حقيقة أن غالبية هؤلاء الأطفال اجتازوا عملية قلب واحدة أو أكثر في الماضي، فإن عملية الزرع بواسطة القسطرة هي بمثابة نقلة نوعية في سبل علاج مشاكل الصمامات بشكل عام والعيوب الخلقية لدى الأطفال بشكل خاص، سواء من الناحية الطبية البحتة ومن ناحية المخاطر والإزعاج الذي قد يعاني منه المريض.

مرض القلب الخلقي هو أكثر العيوب الخلقية شيوعاً في العالم، وتبلغ نسبة شيوعه %0.8 تقريبا من مجموع المواليد. يولد حوالي %20 من هؤلاء الأطفال وهم يعانون من عيوب خلقية تعرقل سريان الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي. يصاب الأشخاص الذين يعانون من عيب خلقي يشوش عملية جريان الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي بالتعب بسرعة، لأن القلب يبذل جهود كبيرة في محاولة منه لضخّ الدم إلى أعضاء الجسم.
هذا النوع من العيب الخلقي يتطلب إجراء عملية قلب مفتوح عادة في سن مبكرة جدا من أجل زرع صمام غريب لإصلاح العيب الخلقي. لكن مع نمو الطفل فإن هذا الصمام لا يناسبه كما أن مدة حياة صمام كهذا محدودة. نتيجة لذلك، يضطر معظم المعالجين الذين يعانون من عيب خلقي من هذا النوع إلى اجتياز عدد من عمليات القلب المفتوح خلال حياتهم من أجل استبدال الصمام. حتى الآن، اضطر الكثير من الأطفال الذين ولدوا مع عيب خلقي في الصمام الرئوي إلى اجتياز ما بين 4-3 عمليات قلب مفتوح لإصلاح المشكلة قبل وصولهم إلى سن العاشرة.


الصمّام

وحدة القلب في مركز شنايدر لطب الأطفال، والتي ترأسها د. عينات بيرك المختصة في علاج العيوب الخلقية، تجرى فيها أكثر من 400 عملية جراحية و-500 عملية قسطرة في السنة على يد طاقم من الخبراء في العديد من المجالات والتي تشمل أطباء قلب، جراحين، أطباء تخدير وأطباء العلاج المكثف بالإضافة إلى طواقم طبية مساعدة المناسبة. تم اختيار الوحدة من قبل شركة مديترونيك، منتجة الصمام "ميلودي"، ليكون واحد من بين الـ 40 مركزاً في العالم والوحيد في البلاد الذي يتم فيه العمل بهذه التقنية المبتكرة. إن إضافة هذه التقنية إلى تشكيلة العلاجات التي يقدمها مركز شنايدر اليوم في مجال العيوب الخلقية القلبية، يضع المستشفى في صدارة المراكز الرائدة في هذا المجال في العالم. قام بإجراء القسطرة كل من د. إلحانان بروكهايمر، مدير قسم القسطرة في وحدة القلب ود. لي بنسون الذي حضر خصيصاً من مركزHospital For Sick Children في تورونتو. قبل ذلك، سافر كل من د. بيرك  ود. بروكهايمر من اجل الاستكمال في ستشفى الأطفال المعروف Great Ormond Street في لندن بهدف تعلم إجراءات التقنية وسبل تطبيقها.



الصمام الرئوي "ميلودي" الذي يتم إدخاله بواسطة القسطرة، تم تطويره من قبل شركة ميدترونيك بالتعاون مع طبيب القلب البروفيسور فيليب بونهوفير، رئيس وحدة القلب في مركز طب الأطفال المعروف Great Ormond Street في لندن وهو من رواد تقنية زرع الصمام من خلال القسطرة. الصمام مصنوع من وريد رقاب البقر ويعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها الصمام الطبيعي في القلب، حيث يضمن سريان الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين وفي نهاية المطاف إلى كافة أعضاء الجسم. يتم اضافة جهاز توصيل خاص إلى الصمام والذي يتضمن قسطار (أنبوب طويل) يستخدم لنقل صمام "ميلودي" عبر وريد في الرجل الى موقعه المناسب في القلب. يحتوي القسطار على نظام "بالون داخل بالون" الذي يتوسع ويضع الصمام في النقطة المطلوبة. زرع بروفيسور بونهوفر الصمام الأول في أيلول 2000. حتى الآن، تم زرع صمام "ميلودي" لدى أكثر من 400 مريض في العالم.



د. عينات بيرك، مديرة وحدة القلب في مركز شنايدر لطب الأطفال: "ان استبدال الصمام بواسطة القسطار هي طريقة مأمونة، سريعة ومريحة. وهو يساعدنا على تجنب عملية الفتح المتكررة للقفص الصدري وتجنب عملية القلب المفتوح. إنّ امكانية استبدال الصمام بالقسطرة والتي كانت خيالية قبل بضعة سنوات فحسب، أصبحت اليوم حقيقة ملموسة. أود التعبير عن تقديري الكبير لخدمات الصحة الشاملة كلاليت على جهودها الحثيثة واستعدادها من أجل ادخال هذه التقنية المبتكرة".
د. الحانان بروكنهايمر، مدير قسم القسطرة في وحدة القلب في المركز الطبي شنايدر: "هذه الانطلاقة مثيرة جداً لأنها تثبت من جديد أن ما يعتبر مستحيلا اليوم يمكن أن يصبح العلاج الدارج غداً. يتم اليوم تطوير العديد من الطرق العلاجية لعلاج الصمامات من خلال استعمال القسطرة في علاج العيوب الخلقية وأيضا في علاج مشاكل القلب لدى البالغين."



"صمام ميلودي هو دليل على التزام شركة ميدترونيك بتطوير المعرفة العلمية حول مرض القلب الخلقي ووضعها على قمة الصدارة" هذا ما ذكرته يهوديت جال، المديرة العامة لشركة ميدترونيك إسرائيل. "إن مثابرتنا وتصميمنا هذا يعكس تمسكنا بهدف توفير تقنية صمامات ابتكارية تلبي احتياجات المريض التي لم تتوفر لها حلول حتى الآن. عندما نضع بين يدي الأطباء إمكانيات تتطلب تدخلا جراحيا أقل، ونجنب المريض بهذه الطريقة الحاجة إلى الخضوع ولو لعملية واحدة، فإننا نحسن بذلك جودة حياة المريض إلى أبعد حدود. أنا سعيدة للغاية بهذه الفرصة التي أتيحت لنا للتعاون مع وحدة القلب في المركز الطبي شنايدر في هذا الموضوع المهم".
بصفتي إسرائيلية، أنا فخورة لأن إدارة الشركة اختارت المركز ليكون إحدى المراكز التي يتم فيها تطبيق التقنية إلى جانب نخبة من المراكز الرائدة في العالم وآمل أن تكون هذه بشرى للمستقبل".

مقالات متعلقة