الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 16:02

اسلحة جديدة لمحاربة انتشار السرطان


نُشر: 08/02/08 07:34

وجد الباحثون في مركز (Memorial Sloan Kettering Cancer Center ) بنيويورك أسلحة جديدة لمحاربة البرنامج الجيني الذي يؤول الى انتشار سرطان الثدي الى أعضاء أخرى بالجسم. بالفعل، كشف الباحثون النقاب عن ثلاث جزيئيات تتمكن من صد تكوٌن الثانويات (Metastasis) التي تعود إلى انتشار الورم من مكانه الأصلي (الموقع الذي بدأ به أي الثدي في هذه الحالة) إلى أعضاء أخرى في الجسم. ان حقن هذه الجزيئيات في الفئران المختبرية، التي نُقل إليها سرطان الثدي الذي يصيب البشر، أدى الى سد الطريق أمام الخلايا السرطانية في الوصول الى العظم والرئتين.
ان هذه الجزيئيات الصغيرة غير موجودة لدى المرضى حيث وضع السرطان أمامه خطة شرسة للتكاثر وغزو مناطق أخرى في الجسم. إذن، يكفي حقن الجسم بهذه الجزيئيات لتدمير برنامج انتشار السرطان خارج مكانه الأصلي، أي الثدي في هذه الحالة. وتنتمي هذه الجزيئيات الى عائلة جزيئيات (microRNA) المكونة، كل واحدة منها، من ترتيب خاص ينتمي بدوره الى الشفرة الجينية. وتلعب هذه الجزيئيات دوراً رئيسياً في شل نشاطات بعض الجينات. بمعنى آخر، تقوم هذه الجزيئيات ب"صقل" كمية بعض البروتينات الخلوية التي تستطيع "إسكات" بعض الجينات عن طريق قطع إنتاجها.



وتدعى جزئيات (microRNA) الثلاث، التي نجح الأميركيون في تمييزها والتي تلعب دوراً هاماً في تعديل قدرة الخلايا السرطانية على غزو مناطق أخرى بالجسم(العظم والرئتين في حالة الإصابة بسرطان الثدي)، (miR-335) و(miR-126) و(miR-206). بواسطة المقارنة بين فحص استئصال النسيج ودراسته مجهرياً (biopsy)، الذي خضع له مئات المرضى المصابين بسرطان الثدي الذين انتشر ورمهم الخبيث الى مناطق أخرى بالجسم، ومجموعة أخرى من المرضى الأكثر حظاً التي خضعت لنفس الفحص والتي لم ينتشر سرطان الثدي عندها الى مناطق أخرى بالجسم، لاحظ الباحثون أن حالات السرطان القاتلة(حيث انتشر السرطان الى مناطق أخرى بالجسم) تعلقت بمرضى كانت هذه الجزيئيات الثلاث غائبة من جسمهم. علاوة على ذلك، أثبت الباحثون أن إعادة هذه الجزئيات الى مستواها الطبيعي عبر حقنها في الفئران المختبرية، المصابة قصداً بسرطان الثدي البشري، ساهم في شل قدرة السرطان على الهجرة الى مناطق أخرى داخل هذه الفئران.
تجدر الإشارة أيضاً الى أن غياب جزئية (microRNA) المسماة (miR-335) مرتبطة بشدة بخطر ظهور سرطان الثدي مجدداً عند النساء. لوقف انتشار السرطان، تعمل هذه الجزئيات الثلاث على تعطيل عمل مجموعة من الجينات، وثمة ستة جينات مشتبه بها، ومنها الجينين (SOX4) و(TNC) الضالعين، كما تؤكد دراسات سابقة على الأورام، في انتشار السرطان خارج مكانه الأصلي. كما أن نشاطات هذين الجينين تصل الى ذروتها مع غياب الجزيئيات الثلاث المكتشفة، من الجسم.
على صعد التطبيقات السريرية، يمكن فحص وجود هذه الجزيئيات الثلاث أم لا في الجسم. بالطبع، فان غيابها يمثل جرس الإنذار الأولي. في المستقبل، يمكن تحويل هذه الجزيئيات الثلاث الى أدوية فاعلة لمحاربة انتشار سرطان الثدي وربما أنواع أخرى من السرطانات.

مقالات متعلقة