الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 03:02

السوائل لا تغني عن الماء


نُشر: 08/09/06 16:22

الماء حاجة أساسية للحياة، فالإنسان يستطيع أن يبقى بضعة أسابيع من دون طعام، ولكنه لا يستطيع البقاء هذه المدة من دون ماء، إذ أنه سيواجه خطر الموت بعد انقطاعه عن شرب الماء بأيام قليلة، ورغم أنه لا أحد معرض للموت عطشاً، بسبب توفر المياه من مصادر عدة، إلا أن أعدادا كبيرة معرضة للمعاناة من الجفاف أو نقص السؤال، لأنهم لا يأخذون حاجتهم من الماء، مما يلحق ضرراً فعلياً بصحتهم. وأظهرت الأبحاث أن نقص الماء يؤثر على العمليات الحيوية للجسم، حتى قبل أن يشعر المرء بالأحاسيس الأولى للعطش، حيث يشعر الإنسان بانخفاض مستوى التركيز، وتضعف قدرة جهاز المناعة على مقاومة المرض والإحساس بالخمول مما يجعلنا اكثر عرضة للإجهاد ويبدو أن الناس،  وبعد سنوات من تجاهل أهمية الماء،  أدركوا منافعه المتعددة للجسم، حيث ارتفعت مبيعات المياه المعدنية وأصبح استخدام " المرشح " ضرورياً في المطابخ، وصار الكثيرون يأخذون معهم زجاجات الماء أينما ذهبوا ومع ذلك فإن معظم الناس لا يشربون الكمية الكافية من الماء إذ أن الإنسان يحتاج إلى ثلاثة ليترات من الماء يومياً، ليقوم جسمه وعقله بالأداء الصحيح، وفي أشهر الصيف عندما يكون الطقس حاراً وجافاً ينبغي زيادة هذه الكمية لأن نقص الماء يجعل المرء أكثر عرضة لخطر السموم، إذ يحتاج الكبد والكليتان إلى كمية كبيرة منه لطرح السموم اليومية الناجمة عن الكحول والكافيين، والوجبات السريعة، والعقاقير والمواد الأخرى التي تضاف للجهاز الهضمي ونقصه يؤدي إلى الإمساك والصداع والتهاب المفاصل، وتهيج الأمعاء وفي الوقت نفسه يصبح الجلد أكثر عرضة للتجاعيد.


السوائل ليست بديلاً: 
ولكي تستطيع أن تتجنب كل هذه المشكلات، عليك أن تشرب الماء، أكثر مما تشرب أية سوائل أخرى، لأن المفارقة تكمن في أن معظم السوائل تؤدي فعلياً إلى الجفاف، فالكافيين مثلا يساعد على إدرار البول، ويساهم في تراكم الكادميوم أحد المعادن الثقيلة غير المرغوب فيها، ويضر بالكبد ويسبب قصورا كلوياً وتشنجات في المعدة وارتفاعاً في ضغط الدم، ومع ذلك فإن الكافيين رغم كل مخاطره فيؤدي إلى نقص الماء في الجسد ويشعر كل من يتناول كمية كبيرة من المشروبات الكحولية بذلك الشعور السيئ في صباح اليوم التالي نتيجة لظاهرة " الانسحاب الكحولي ".
ولا يقتصر الأمر على أهمية الماء اللازم للجسد بل وعلى نوعية ذلك الماء أيضاً حيث أظهرت الدراسات الحديثة، وأن حوالي 800 مركب كيميائي يوجد في ماء الصنبور وهذه المركبات تأتي من مبيدات الأعشاب ونفايات المصانع، وملوثات الجو ومسكنات الآلام ويكون بعضها ناجماً عن عملية تكرير المياه ذاتها بينما يأتي بعضها الآخر من الأنانيب القديمة وهناك مخاوف متزايدة حول وجود هذه المركبات أيضا في المضادات الحيوية والأستروجين.
ويعود الفضل في وجود المياه إلى التقنيات الحديثة، فالماء الذي تشربه يخضع لاختبارات عدة قبل أن يصل إليك ولكن هذا لا يعني أن شراء قوارير المياه المعباة يمثل اختياراً آمناً، ففي حين تخضع مياه الحنفيات في بريطانيا على سبيل المثال إلى 75 اختباراً خوفاً من ملوثات محتملة فإن المياه المعدنية تخضع إلى 15 اختبار فقط،  بينما يجري تصنف مياه الجداول والينابيع على حدة وبالتالي لا تجري عليها أية اختبارات.
وكخطوة أولى عليك ألا تشرب من المياه الساخنة حيث تذوب المعادن الثقيلة فيها بكميات أكبر من الماء البارد، وعليك لكي تحصل على مياه نقية أن تفتح حنفية الشرب لمدة دقيقة أو أثنين وبهذا تتجنب المركبات الكيميائية في التمديدات المنزلية. وإذا كنت تريد الحصول على مياه نظيفة بالفعل عليك استخدام مرشح الماء وتتأكد من مواصفاته قبل شرائه فعمل بعض المرشحات يقتصر فقط على تخفيف طعم الكلور في الماء لهذا فأنت بحاجة لمرشح يساعد على إزالة المعادن الثقيلة والبكتيريا، والمركبات الكيميائية، ويحافظ في الوقت نفسه على الكاليسوم والمغنزيوم، الذين يساهمان في تقليل إمكانية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وأخيراً على المرء أن يتجنب شرب المياه المقطرة لأنها تخلو من المعادن الضرورية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه على الوجه الأكمل.


مقالات متعلقة