الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 13:02

فادية قموع تؤكد: العلاج بالأكبونكتورة هدية الصين للعالم والوخز بالإبر يوقف الألم

كل العرب
نُشر: 08/03/11 09:12,  حُتلن: 12:00

فادية قموع:

الوخز بالإبر يمكن أن يوقف إحساس المخ بالألم الذي يصل إليه من العضو المتألم

مفتاح الصحة هو الحفاظ على التوازن ما بين العناصر وما بين الحالة العاطفية لدى الشخص

الانسان هو جزء من الكون ونفس العناصر المكونة للكون هي نفسها موجودة في داخل جسم الانسان

 العلاج بالوخز ظهر عندما لاحظ الناس أن الجنود الذين يصابون بالسهام ويشفون من الإصابة يشفون أيضا في نفس الوقت من أمراض أخرى كانوا يعانون منها

الفلسفة الصينية جاءت ثمرة مراقبة القدماء للطبيعة ومحاولتهم لفهم القوانين التي عليها تسير كل التغييرات في السماء وعلى الأرض. ومن هنا توصلوا الى مبادئ الفلسفة الصينية والتي تعتمد بالاساس على قوتين رئيسيتين وهما الطاقتان: YIN & YANGوهاتان القوتان تشكلان مبدأ كوني الذي يدعوا الى الوحدة والتعايش بسلام مع الكون. هما شقان مكملان احدهما للآخر ولا يمكن لأحدهما من دون الآخر.  مثال على ذلك الليل (يعتبر طاقة تابعة لقوة yin) المفروض أن يكون هناك قوة موازنة له وهي النهار (حيث هذا تابع لقوة Yang), التوازن الوحدة والانسجام هم الهدف , أمثلة اخرى: المد والجزر , الحر والبرد, الجبل العالي والوادي السحيق, العمل والراحة, الشمس والقمر, جسد ونفس.... من هنا نستطيع القول ان الانسان هو جزء من الكون, ونفس العناصر المكونة للكون هي نفسها موجودة في داخل جسم الانسان. والعناصر خمسة وهم : الماء, الهواء, النار, التراب, والمعدن. بالاضافة الى العناصر الخمسة  طاقتي Yin & Yang هناك ايضا نوع آخر من الطاقة ويدعى : "تشي " 氣 وهو عملياً الطاقة بكل حالاتها: صلب, سائل, بخار. من هنا فانها موجودة بكل مكان من حولنا.

المعالجة بالطب الصيني فادية قموع:هناك ازدياد في اقبال الصغار على العلاج
فادية قموع

ما معنى كلمة أكبونكتورة (الوخز بالابر)؟ وكيف تعمل؟
مأخوذه من اللغة اللاتينيه: acus وتعني ابره والكلمة pungere وتعني وخز. الوخز بالإبر (أكبونكتورة) علاج صيني قديم يستعمل إدخال الإبر في الجلد في نقاط محددة في الجسم. وكلمة الوخز بالإبر استخدمها أولا طبيب ألماني يدعى "ويليام تن راين"، عاش في اليابان في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وهو أول من أدخل هذه الكلمة إلى أوروبا. ولكن هذه الممارسة تعود إلى وقت أبعد بكثير من ذلك، فأقدم مرجع طبي عن الوخز بالإبر يرجع إلى العام 400 قبل الميلاد تقريبا واسمه "كتاب الإمبراطور الأصفر للطب الباطني". وفي تلك الفترة تم تسجيل حالة أنقذ فيها مريض من الموت خلال غيبوبة عن طريق العلاج بالوخز بالإبر.
وبحسب المصادر القديمة يقال أن العلاج بالوخز قد ظهر عندما لاحظ الناس أن الجنود الذين يصابون بالسهام ويشفون من الإصابة يشفون أيضا في نفس الوقت من أمراض أخرى كانوا يعانون منها. وكما ذكرت في السابق, كانت هناك العديد من التجارب والتأملات التي خصصت لبحث العلاقة ما بين نقاط صغيرة تكاد لا ترى بالعين المجردة وأعضاء الجسم الداخلية. وتقدم طب الوخز بالإبر وتحسن ببطء في الصين حتى نهاية عهد شينج في عام 1911، وفي العصر الحالي انتشر الاهتمام بالوخز في كل أنحاء العالم. ويتم الوخز بالإبر في مجموعة من النقاط المحددة في الجسم يتم تحديدها خلال مسارات. وهي قنوات الطاقة " Meredians" والتي هي عمليا انعكاس للأعضاء الداخلية. وتجري داخل هذه المسارات الطاقة المسماة " تشي" وتستخدم الإبر في زيادة أو تقليل تدفق هذه الطاقة، أو لاطلاقها ان كانت مقيدة.

مسببات ألأمراض:
حسب الفلسفة الصينية تقسم مسببات ألأمراض الى مسببات داخلية وأخرى خارجية.
مسببات ألأمراض الداخلية والتي ترجع الى الحالة العاطفية الغير متوازنة:1. الغضب 2. فرط الفرح (جنون) 3. القلق 4. الحزن الشديد 5. الخوف 6. الخوف من شيء غير معروف 7. ألأفكار المقلقة وعدم السيطرة عليها.
مسببات ألأمراض الخارجية: 1. رياح (رياح باردة/ رياح حارة/ رياح جافة) 2. ضربة شمس 3. حر شديد. 4. رطوبة 5. جفاف 6. برد.
وكما ذكر في بداية المقال فان مفتاح الصحة هو الحفاظ على التوازن ما بين العناصر وما بين الحالة العاطفية لدى الشخص.. من هنا نرى العلاقة بوضوح ما بين الوضع الجسدي والنفسي أي لا فصل بين الجسد والنفس فهما وحدة واحدة.  وهناك عوامل أخرى من الممكن أن تؤثر تأثيرا سلبيا على صحة الانسان مثل: التدخين, تعاطي المخدرات , تناول الأدوية بشكل عشوائي وغير مراقب من قبل طبيب مختص, تغذية غير سليمة, نظام حياة مرهق عدم الاهتمام بعمل توازن بين العمل والراحة, علاج غير جيد أيضا من الممكن جدا ان يكون مسبب لحصول عدم توازن ولوعكات صحية (مثلا اذا تم علاج الوخز بالابر عن طريق شخص غير مرخص, او اذا تناول لأعشاب بدون استشارة مختص بالعلاج بالأعشاب , أو اذا قام الشخص بعمل الحجامة بظروف غير صحية ونظيفة فهناك امكانية كبيرة لحدوث الالتهابات و لظواهر جانبية أخرى) .
مثال: طبيعي ان يحزن الشخص على فقدان شخص عزيز عليه مثلا , لكن هنا يجب الانتباه وان تكون القدرة للتحرر من هذا الشعور بعد فترة معينة والا كان سببا لمرض. ومن الطبيعي جدا ان يفرح الانسان لكن ليس الى حد الجنون وحب السيطرة.
مثال آخر: انسان يعاني من الصداع أو ضغط الدم المرتفع يكون ذلك بسبب زيادة في ال Yang بينما زيادة ال Yin تؤدي الى الاحساس بالتعب البرودة واحتباس السوائل في الجسم.

التوازن بين "ين" و "يانج"
وهدف الوخز بالإبر هو تحديد ما اذا كان هناك عدم توازن بين "ين" و "يانج" ثم إصلاحه باستعمال الإبر في نقاط محددة في الجسم. وتقليديا هناك 365 نقطة، ثم أضيف إليهم نقاط أخرى فيما بعد حتى وصل الرقم إلى حوالي 800 نقطة للوخز. ويوجد بالجسم 12 مسارا للطاقة أطلق عليهم أسماء مرتبطة بالأعضاء التي تمثلها مثل الرئة والكلية والقلب والمعدة ، كما أن هناك عضوان غير معروفين في الطب التقليدي الغربي وهي المدفيء الثلاثي Triple warmer وله علاقة بنشاط الغدد الصماء وضبط درجة حرارة الجسم والآخر هو غلاف القلب Pericardium وهو يرتبط بالنشاط الموسمي وينظم الدورة الدموية. بالاضافة الى 8 مسارات طاقة خاصة حيث يتم اللجوء والاستعانة بهم في حالات ألأمراض المستعصية.

الحالات التي باستطاعة ألأكبنكتورة المساعدة في علاجها
درهم وقاية خير من قنطار علاج هو حكمة ملائمة جداً وتنطبق على العلاج بالطب الصيني. كون الطب الصيني هو طب طبيعي تكمن فيه القدرة بأن تجعله علاجا وقائياً . بما معناه من الممكن جدا اذا توجه شخص يعاني على سبيل المثال من حساسية الربيع (أعراض مثل العطس, حكة في العيون , التهاب حلق...) فاذا توجه للعلاج بفصل الخريف أو الصيف . فهو بالتالي يخفف من شدة الحساسية وبالتالي الى عدم رجوعها في المواسم الأخرى.
من خبرتي في العمل بهذا المجال 10 سنوات تقريبا, أرى فعاليته بالتخفيف من ألآلام مثل آلام الظهر, الرأس , المفاصل , الحساسية, التهاب القولون, ألأزمة, مشاكل الدورة الشهرية.. حالات الارهاق, العصبية , الحركة الزائدة وعدم التركيز لدى الأطفال.



ما هي المؤهلات التي تسمح للشخص بأن يكون معالجا بالطب الصيني؟
بالدرجة ألأولى اسمح لي أن أتطرق الى موضوع مهم جدا حسب رأيي, ألا وهو شخصية الطالب قبل أن يقرر أن يتعلم موضوع زخم مثل الطب الصيني طبعا ونحن نتعامل مع موضوع طبي بحت وحساس. يجب الانتباه جدا لهذه النقطة.  على الطالب أن يكون صحيح العقل الجسد النفس والروح. أن يكون قادراً على تقبل ألآخر وتفهمه حتى يصل الى لغة مشتركة وبالتالي ايجاد العلاج الملائم . صاحب نفس متواضعة,أن يكون طموحا مثابرا ومهتم باستكمال دراساته التي لا تنتهي بانتهاء السنوات الدراسية الأربعة.أن يبني عنده عنصر الاهتمام ومراقبة الحالة الصحية لمرضاه فيما بعد, أن يكون أميناً مع نفسه ومع ألآخرين وكان قد أنهى دراسته بنجاح واستكمل فترة التأهيل . في البلاد مثلا يدرس هذا الموضوع لمدة 4 سنوات. وخلال فترة الدراسة يتم تدريس الطب الصيني: مسارات الطاقة ومواقعها على الجسم النقاط ووظائفها المبنى التشريحي لجسم الانسان ووظائف كل جهاز من وجهة نظر الطب الصيني وطبعا تكون هناك دراسة للطب الغربي. وبنهاية كل سنة تدريسية تكون هناك امتحانات شاملة نظرية منها وعملية . ويتعمد اجتياز الطالب من سنة دراسية أولى الى ثانية باجتيازه كل الامتحانات بنجاح بالاضافة الى لجنة المؤلفة من مجموعة من المحاضرين والمعالجين ذوي الخبرة الكبيرة في هذا المجال.

على ماذا أعتمد بفحصي للمرضى؟
لم يكن لدى أهالي الصين القدماء أجهزة متطورة مثل تصوير الأشعة أو امكانية اجراء فحوصات مخبرية وما الى ذلك من فحوصات متطورة (بالنسبة لعالمنا اليوم). بل كان اعتمادهم الكلي على قدرتهم الطبيعية لفهم الاشارات الصادرة من الجسم وتحليلها. مثلا الفحص عن طريق النبض حيث يكون هناك 6 أنواع من النبض (في معصم اليد) والتي يتبع كل نبض منها لعضو داخلي. وعن طريق فحص النبض يمكن الكشف والمعرفة بموقع عدم التوازن والمرض الذي أصاب الجسد. وفحص مهم آخر هو تشخيص عن طريق اللسان حيث يستطيع المعالج أن يستدل على مكان وقوع المرض داخل الجسم وحتى كشف عن أمراض ممكن أن تصيب الانسان في المستقبل.
ويكون لملمس الجلد ولونه ونوعه دور في تشخيص الحالة والعلاج حسب تقاليد الطب الصيني. ويطرح المعالج الأسئلة على المريض (نموذج طبي خاص) بخصوص المشكلة الرئيسية التي بسببها وصل للعلاج, المشاكل الصحية الثانوية, طبعا ضرورة معرفة التاريخ الطبي للانسان وما اذا كان قد خضع لعمليات جراحية أو اذا كان يتناول الأدوية وما هي نوعيتها.... نوع غذائه وكمية حركته البدنية ونوع حياته ومخاوفه وأسلوب نومه وردة فعله تجاه ضغوط الحياة. وقد تستغرق الجلسة ألاولى مع المعالج المختص حوالي الساعة. وبعد الحصول على المعلومات الكافية يكون هناك تشخيص وبالتالي أقوم ببناء مبدأ للعلاج بحيث اعتمادا عليه أختار النقاط الملائمة للوخز بجلسة العلاج.
وتستعمل الابر المعدة للوخز مرة واحدة يتم بعدها التخلص منها ولا تستعمل مرة أخرى مع نفس المريض أو مريض غيره بالطبع، وهي مصنوعة من الصلب غير القابل للصدأ، وتكون موضوعة في غلاف معقم. وبمجرد غرس الإبر في الجلد يتم تحريكها عن طريق إصبعي الإبهام والسبابة وذلك لنشر الطاقة أو لجذبها من النقطة المغروس فيها الإبرة. ويتراوح العمق الذي تغرس فيه الإبرة حتى يصل إلى حوالي 12 ملليمتر وهنا يشعر المريض بأحاسيس مختلفة مثل التنميل حول المنطقة المغروس فيها الإبرة أو فقد الإحساس بالكامل في هذه النقطة. وفي الحالة الواحدة يتم غرس حوالي 5-3 ابر. والوقت اللازم للعلاج يتراوح بين بضعة دقائق (اذا كان المعالج طفلا) ونصف الساعة، ويعتمد تحديد الوقت على عديد من العوامل مثل ردة فعل المريض لجلسات العلاج السابقة، وأيضا نوع المرض الذي يعاني منه. وفحص امكانية استعمال طرق علاج طبيعة أخرى من شأنها أن تدعم وتقوي سرعة العلاج.
مثل: الشياتسو , ألأعشاب الطبية الصيني, الحجامة , Cranio-Sacral Therapy , Moxibustion (أو العلاج بالكًَي- استعمال الحرارة), الريكي (العلاج بالطاقة الكونية). حيث يكون علاجا شاملاً ويغطي جوانب عديدة من ألأعراض التي يشعر بها المريض.
وغالبا ما يشعر المرضى بالتحسن بعد 4 إلى 6 جلسات من العلاج بالوخز، حيث يتم حدوث التأثيرات المفيدة بالتدريج وخصوصا اذا كان المرض مزمن ويعاني منه المريض لفترة طويلة.
وبعض الحالات المرضية مثل الربو تأخذ وقتا أطول حتى يشعر المريض بتحسن واضح. وفي بعض الحالات قد لا يشعر بعض المرضى بأي تحسن على الإطلاق أو قد يشعروا بتدهور في الأعراض بعد الجلسة الأولى، ويرجع ذلك إلى أن طاقات الجسم تكون قد نشطت أكثر من حدودها، ولعلاج ذلك فان المعالج يستخدم عددا أقل من الإبر لفترات أقصر من الوقت. وإذا لم يتم الشعور بالتحسن بعد 6-8 جلسات فاني أرى من المناسب الاستعانة بطرق علاج بديلة أخرى كالتي ذكرت سابقا. وفي حالات تحسين الصحة العامة يقترح المعالجون بالوخز بأن تتم الجلسات في وقت تغيرات الفصول، والحالات المزمنة تأخذ جلسات أكثر للشفاء، بينما قد تشفى الحالات الحديثة في جلسة واحدة أو اثنتين.

ماذا يحدث عند وخز الابر في داخل نقاط الوخز؟
أجريت بحوث كثيرة وخصوصا بواسطة الصينيين الذين أصدروا كتبا عدة تتناول بالتفصيل نسب النجاح الكبيرة للعلاج بالوخز في مختلف الأمراض. وهذه الدراسات نظر إليها الغرب بحذر في بداية الأمر حيث تختلف أساليب البحث الطبي فيه عنها في الشرق. ولكن بعد إجراء البحوث الطبية تم إثبات أن الوخز بالإبر يمكن أن يوقف إحساس المخ بالألم الذي يصل إليه من العضو المتألم، حيث تسير إشارة وخز الإبرة في العصب فتغلق ما يشبه البوابة مانعة رسالة الألم من الوصول إلى المخ وبالتالي يتوقف الإحساس بالألم.
إذن فالوخز بالإبر يعمل عن طريق إعاقة إشارة الألم، مع الوضع في الاعتبار أن الألم قد يكون علامة على وجود خطأ ما أو مرض خطير مثل السرطان مما يستدعي علاجا طبيا تقليديا. وقد تم اكتشاف بعض المواد التي يفرزها الجسم بصورة طبيعية وترتبط بتهدئة الألم وهي المورفينات الطبيعية مثل مادة الانكيفالين. وأظهرت الدراسات التي أجريت في بلدان العالم المختلفة أن الوخز ينشط إفراز هذه المورفينات الطبيعية في الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى تهدئة الألم.
ويستخدم الوخز بكثرة في التخدير الجراحي في الصين في الحالات المناسبة ويقال أنه فعال للغاية في حوالي 90 % من الحالات. كما يستخدم هذا النوع من التخدير أثناء الولادة وعلاج الأسنان وأنواع الجراحات الأخرى. ويتقبل الأطباء في الغرب فكرة العلاج بالكي Moxibustion والتدليك والوخز بالإبر في علاج الآلام المختلفة عن طريق تعريض نقاط حساسة في الجلد، تسمى نقاط محفزة Trigger Points وهذه قد تكون بعيدة عن العضو المصاب. ولقد لوحظ أن ثلاثة أرباع هذه النقاط تقريبا تقابل نفس نقاط العلاج بالوخز بالإبر الصينية.

مقالات متعلقة