الدكتور وليد عرموش:

 ربع ساعة من الإرضاع, للتواصل مع طفلك بكل معاني الأمومة والإنسانية لم تفسد عليك مشاريعك

أطلب منكن أيها الأمهات العزيزات أن تأخذ أطفالكن إلى صدوركن بكل حنان وبالشكل الذي يليق بهم كأطفال

إضربي عصفورين بحجر واحد... الأول هو تفادي التهاب اذنيه المقيت والثاني توثيق الروابط العائلية التي بدأت بالتفكك مع دخول التكنولوجيا إلى بيوتنا

حدثنا الدكتور وليد عرموش من مدينة طمرة عن أن الكثير من النساء في الوسط العربي يعكفن على ارضاع أبنائهن وهم مستلقون على ظهورهم مشيرا الى أن هذه طريقة مضرة جدا بصحة الطفل.


الدكتور وليد عرموش

وقال الدكتور وليد عرموش للعرب: في سقف حلقنا (بلعومنا) وعلى جانبيه توجد فتحتان صغيرتان ما هما الا فتحات تسمى بقنوات اوستاكيوس اللتان تقودان إلى عضو مهم جدا ألا وهو أذننا الوسطى ولهما وظيفة سامية جدا ومهمة جدا وهي إيصال الهواء الداخل عبر الأنف إلى أذننا الوسطى في كل مرة نبلع فيه ريقنا (في أقل من دقيقة) حتى نعادل الضغط الاستموسفيري (الخارجي) مع الضغط الموجود داخل أذننا الوسطى وهكذا يحافظ هذا الجزء من جهاز الأذن على أدائه جيدا. 

تراكم الحليب في البلعوم
ويؤكد د. عرموش لالعرب قائلا: إذا كان الطفل يرضع (لا يهم من أمه أو من زجاجة) لا بد من تراكم كمية من الحليب في سقف بلعومه (في منطقة فتحات اوستاكيوس، وكما ذكرت آنفا فانه في كل مرة يبلع الحليب فيها يدخل الهواء عبر أنفه إلى القنوات المذكورة وإذا كان هناك حليب متراكم فلا بد أن يدفع هذا الهواء الداخل عبر الأنف كمية ولو قليلة من الحليب إلى داخل القنوات وقد يصل إلى إذنه الوسطى، مما سيشكل حساء فاخرا لتكاثر الجراثيم وبالتالي التسبب بالالتهابات المقيتة في إذني الأطفال وما ينتج عن ذلك من متاعب وآلام للطفل وللعائلة أجمع، وقد يؤدي ذلك إلى ضعف في السمع مستديم إذا ما أهمل الطفل.

تنازلي عن العادة المضرة
وتابع: من هنا أختي الأم آن الأوان أن تتنازلي عن هذه العادة المضرة بطفلك, وإذا ما حسبنا الوقت الذي يتطلبه إرضاع الطفل فلا أظن أنه مضيعة للوقت, فربع ساعة من الإرضاع, للتواصل مع طفلك بكل معاني الأمومة والإنسانية لم تفسد عليك مشاريعك, لأنه ومن ناحية نفسانية بحاجة إلى هذا التواصل والى حنانك وحتى لو ارضعتيه من زجاجة حتى تتوثق الروابط بينكما وهذه اللحظات هي البداية لتربية الطفل فإما أن تكون سليمة وصحيحة وغير منتقصة وأما أن تكون خاطئة وتستمر هكذا حتى ضياع أطفالنا.

إضربي عصفورين بحجر واحد
وختم حديثه للعرب بالقول: إنني أطلب منكن أيها الأمهات العزيزات أن تأخذ أطفالكن إلى صدوركن بكل حنان وبالشكل الذي يليق بهم كأطفال, كأبناء بأمس الحاجة إلى حنانكم ووضعية الجلوس مع انحناء قليل حتى لا يحدث ما ذكرناه آنفا, واذكري أن هذه اللحظات لم تعوض أبدا حتى ولو كانت في ساعات الليل المتأخرة. ولا تنسي أنك هكذا تضربين عصفورين بحجر واحد, الأول هو تفادي التهاب اذنيه المقيت, والثاني توثيق الروابط العائلية التي بدأت بالتفكك مع دخول التكنولوجيا إلى بيوتنا (تلفزيون, شبكة عنكبوتيه, حمال وغيره), على الأقل هيا نحافظ على بعض القيم التي تربينا عليها, ضعي (قلة الخواص) جانبا واضعي ابنك كما يجب وتفادي هكذا الكثير من المتاعب لك وله.