الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 14:01

دراسات: مرض السكري بنوعيه يصيب الأطفال أيضا

أماني حصادية -
نُشر: 05/01/11 13:02,  حُتلن: 15:03

من أصل 7 آلاف حالة إصابة بالسكري، يشكل الأطفال المصابون بالنوع الأول منه، نسبة 5 إلى 10 في مئة

يعاني المصاب بالسكري زيادة في مستوى السكر في الدم، نتيجة نقص نسبي أو كامل في الأنسولين، أو لخلل في تأثير الأنسولين في الأنسجة

يعتبر السكري عند الأطفال، من أكثر الأمراض التي تسبب لهم معاناة طويلة على مدى حياتهم. ولا تقتصر هذه المعاناة على الأطفال المرضى، بل تمتد إلى أفراد الأسرة كافة. من هنا ضرورة تحلي الأهل بالمعلومات الأساسية والعملية التي تمكنهم من مساعدة طفلهم على التعايش مع المرض.
تشير الإحصاءات الصادرة عن مركز السكري والغدد الصمّاء في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إلى أنه من أصل 7 آلاف حالة إصابة بالسكري، يشكل الأطفال المصابون بالنوع الأول منه، نسبة 5 إلى 10 في مئة. وتقدِّر الدراسات العالمية عدد الأطفال تحت سن 15 عاماً، الذين يصابون بالسكري من النوع الأول كل عام، بحوالي 70 ألف طفل، أي ما يعادل 200 طفل يومياً. فما المقصود بالسكري من النوع الأول؟ وما هو الفرق بينه وبين النوع الثاني؟ في الماضي كان السكري من النوع الأول يُعتَبَر الأكثر شيوعاً بين الأطفال، لكن الدراسات الحديثة بيّنت وجود زيادة كبيرة في أعداد الأطفال الذين يصابون بالسكري من النوع الثاني، المعروف أيضاً باسم سكري البالغين. في الوقت الذي لا يمكن تفادي الإصابة بالسكري من النوع الأول، فإن ثمة خطوات عدة يمكن أن تقي الطفل الإصابة بالنوع الثاني منه.

 


لكن قبل الحديث عن هذه الخطوات، لابد من إعطاء لمحة موجزة عن ماهيّة مرض السكري وأعراضه وأسبابه.

- المرض وأسبابه:
يعاني المصاب بالسكري زيادة في مستوى السكر في الدم، نتيجة نقص نسبي أو كامل في الأنسولين، أو لخلل في تأثير الأنسولين في الأنسجة، ما ينتج عنه مضاعفات مزمنة في أعضاء عدة من الجسم. إنه مرض يؤثر في كيفية استخدام الجسم مادة "الغلوكوز" أي السكر، الذي يُعتبر مصدراً رئيسياً للطاقة التي تحتاج إليها أعضاء الجسم كافة لتأدية وظائفها على أكمل وجه. في النوع الأول من السكري يعجز البنكرياس عن إنتاج هرمون الأنسولين، حيث يقوم جهاز مناعة الطفل المصاب بمهاجمة وتدمير خلايا بيتا التي تنتج الأنسولين، التي يفرزها البنكرياس، فيقضي نهائياً على فرص إنتاج هذا الهرمون. لا يمكن تفادي الإصابة بالنوع الأول من السكري، ولا يوجد علاج شاف له، كما لا توجد وسيلة علمية لتحديد من هم الأشخاص المعرضون للإصابة به. إنه مرض دائم يلازم الطفل على مدى حياته، وأفضل علاج له يعتمد على التعايُش معه والالتزام بأخذ حقن الأنسولين بمعدل أربع حقن يومياً، إلى حين ابتكار علاج شاف.

خلل في الجهاز المناعي
أما أسباب الإصابة بالنوع الأول من السكري، فهي متعددة، فقد تكون نتيجة وجود خلل في الجهاز المناعي، حيث يقوم الأخير بمهاجمة خلايا البنكرياس وتدميرها، أو نتيجة العامل الوراثي، لكن الدراسات الأخيرة بيّنت أن نسبة حدوثها لا تزيد على 10% إذا كان الأقرباء الذين لديهم داء السكري، هم من الدرجة الأولى. ومن الأسباب الإضافية حدوث بعض الالتهابات الفيروسية التي قد تؤدي إلى تدمير خلايا بيتا وحدوث مرض السكري. بالنسبة إلى النوع الثاني من السكري، فإنه لا توجد مشكلة في إنتاج الأنسولين، إلا أن جسم الطفل لا يستجيب لعمل الأنسولين، ما يؤدي إلى دخول كمية قليلة من "الغلوكوز" في الخلايا التي تبقَى في حاجة إلى طاقة إضافية، في حين يستمر البنكرياس في إفراز المزيد من الأنسولين، نتيجة بقاء "الغلوكوز" في الدم، ما يسبب ارتفاع مستوى السكر أكثر من حدّه الطبيعي. يشير الأطباء إلى أن أعراض النوع الثاني من السكري، تظهر تدريجياً. وقد بيّنت الدراسات أن نسبة 45% إلى 55% من الحالات يكون أحد الوالدين، يعاني الإصابة بداء السكري، ما يعني أن العامل الوراثي له دور أساسي في الإصابة بالمرض، إضافة إلى زيادة الوزن ونمط الحياة غير الصحي المتبع. من حُسن الحظ أنه يمكن التحكم في هذا النوع من مرض السكري، عن طريق تنظيم الغذاء وممارسة التمارين الرياضية وتناول الأدوية لتحسين التفاعل مع الأنسولين، بهدف السيطرة على مستويات السكر في الدم. وقد يحتاج بعض الأطفال المرضى إلى أخذ حُقن من الأنسولين الصناعي أو وضع مضخة الأنسولين.

- أعراض مرض السكري بنوعيه:
تكمن مشكلة السكري في صعوبة تشخيصه عند الأطفال، نظراً إلى عدم وضوح أعراضه. إذ يمكن أن يكون الطفل مصاباً بالسكري من دون أن يعي أهله أنه مريض، ذلك أن الأعراض ربما تستغرق وقتاً طويلاً لتظهر، أو أنها تظهر كلها بشكل مفاجئ، من هذه الأعراض:
* كثرة التبول، الشعور بالعطش الدائم، فقدان أو زيادة الوزن. هنا لابد من الإشارة إلى أن الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، لا يكتسبون وزناً أثناء نموهم، على الرغم من تناولهم الطعام بشكل عادي. في حين، يعاني أغلب أطفال مرضى السكري من النوع الثاني، زيادة في الوزن، إضاف إلى ذلك، تظهر على مريض السكري بُقع سوداء في الرقبة وتحت الإبطين، وبين أصابع اليدين والقدمين أو الكوعين والركبتين. كما يمكن أن يعاني مريض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم. كذلك، يعتبر الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة عجز الجسم عن استخدام "الغلوكوز" للحصول على الطاقة، أحد أعراض المرض. كما تعد الالتهابات الفطرية في منطقة المهبل، التي تصيب الفتاة في مرحلة ما قبل البلوغ، مؤشراً إلى احتمال إصابتها بمرض السكري من النوع الأول. في حال التأخر في تشخيص مرض السكري من النوع الأول، بالتالي التأخر في تقديم العلاج، تبدأ بعض المواد الكيميائية التي تُعرَف باسم "كيتون" في التكوُّن في دم الطفل مسببة له آلاماً في المعدة، إضافة إلى الشعور بالغثيان والتقيؤ مع وجود رائحة فم حمضية، واضطرابات في التنفس تؤدي أحياناً إلى فقدان الوعي.

مقالات متعلقة