الدكتور وليد عرموش:

التضخم باللوزة الثالثة لدى الطفل يرافقه عادة عوارض اخرى مثل سيول المخاط بشكل دائم تقريبا من الانف

نادرا ما تجد شخصا سمينا لا يشعر خلال نومه والسبب الاساسي هو تراكم الدهون في مسالك التنفس الطبيعية العليا

أحيانا وفي عمق النوم نستيقظ على كابوس مزعج يفسد علينا نومنا ، إنه الشخير الذي يحول الليل الهادئ إلى جو مشحون،فقد يسبب مشاكل زوجية تؤدي الى الطلاق او توتر دائم للشخص بسبب خوفه من ازعاج الاخرين اثناء نومه , والشخير أسبابه كثيرة ومعروفة وللتركيز على هذا الجانب أكثر قابلنا الطبيب وليد عرموش وهو اخصائي انف اذن وحنجرة في عيادة طمرة ويعمل في المركز الطبي في شفاعمرو .

الدكتور وليد عرموش

ما هي أسباب الشخير ؟
تقريبا لا يخلو بيتا من شخص يعاني من هذه المشكلة التي تبدو للوهلة الاولى مجرد حدث مزعج للاخرين.
يعرف الشخير بذلك الصوت المزعج الذي يصيب الشخص النائم بسبب خلل في مجرى تنفسه الطبيعي (نظريا) الا وهو الانف لاسباب عديدة كما يلي:
اولا: لنبدأ بصغارنا الذين يعانون من شخير الليل وعادة ما يكون السبب هو التضخم فيما يسمى "اللوزة الثالثة" الموجودة مباشرة خلف الفتحتين الخلفيتين للانف مما يشكل حاجزا امام مجرى الهواء الداخل عبر الانف وبالتالي يضطر الطفل الى فتح فمه والتنفس بمساعدته مما يحدث الشخير عن ارتجاج سقف حلقه الطري (الخلفي) الذي يجعل من الهواء الداخل والخارج كستار يتلاعب به تيار هواء قوي.
جدير بالتنويه ان التضخم باللوزة الثالثة لدى الطفل يرافقه عادة عوارض اخرى مثل سيول المخاط بشكل دائم تقريبا من الانف وفي حالات عديدة ايضا يؤدي الى تراكم سوائل في الاذن الوسطى مما يتسبب في ضعف بالسمع واحيانا التهابات الاذنين المعهودة. وسبب ذلك كله هو التقارب الجغرافي بين موضع اللوزة الثالثة المذكورة وفتحات قنوات المسماة (قنوات اوستاكيوس) وقد يتسبب هذا التضخم في عرقلة عمل هذه القنوات الا وهو معادلة الضغط الموجود في الاتموسفيرا (الجو الخارجي) وبالتالي اذا ما حدث هذا الخلل سيكون داخل الاذن الوسطى ضغط سالب ينتهي تكون السوائل داخل الاذن الوسطى وضعف حاسة السمع واحيانا التهابات.
فاذا رأيت طفل يتنفس عن طريق فمه. مخاطه سائل بشكل دائم ويعاني من شخير خلال نومه (وفي الحالات القصوى ايضا خلال النهار) ويعاني اولا من ضعف في حاسة السمع فما عليك الا ان تفكر في تضخم في اللوزة الثالثة وبالتالي استشارة الطبيب المختص لان لذلك اثار سلبية (اذا استمر الحال كثيرا) على نمو الطفل، حيويته وتحصيله العلمي للاسباب المذكورة انفا.
حل هذه المشكلة عادة ما يكون جراحي وذلك باستئصال هذه اللوزة دون ترك أي اثر سلبي على حياة الطفل.

الشخير والسمنة الزائدة:
السبب الثاني للشخير: هو السمنة الزائدة وهذا ينطبق على الصغير والكبير فنادرا ما تجد شخصا سمينا لا يشعر خلال نومه والسبب الاساسي هو تراكم الدهون في مسالك التنفس الطبيعية العليا، تضخم اللسان، ضغط كتلة المعدة والانعاء على القفص الصدري مما يتطلب مجهود اكبر لتحريكه (فتحه) ولاستقبال الهواء وبالتالي يضطر الى فتح فمه لاغواء حاجته من الهواء (الاوكسجين) وقد يعاني هؤلاء الاشخاص من اضطرابات حادة في النوم مترافقة بانقطاع التنفس مرات عديدة خلال النوم مصحوبة بشخير حاد هذا الانقطاع يخيف رفيق الفراش او الغرفة.
الحل لهذه المشكلة واحد أحد وهو انزال الوزن الى الوزن الطبيعي.

تعشّى وتمشّى
السبب الثالث: تناول وجبة عشاء دسمة ووافرة قبل النوم مباشرة، مما يعطينا وضعية شبيهة بوضعية السمين ولكن بشكل مؤقت والمعدة الملئ ستضغط على القفص الصدري كما ذكرت انفا. وتجعلنا نفتح فمنا من اجل الحصول على كمية اوكسجين اكبر.
وليس عتبا يقول المثل (تعشّى وتمشّى) وذلك حتى تتم عملية الهضم وتفرغ معدتنا من الطعام قبل الخلود الى النوم لذلك من المفضل تناول اخر وجبة 3 ساعات قبل النوم دون الافراط بالطعام.

صعوبة بالتنفس
السبب الرابع: اعوجاج في الحاجز الذي يفصل فتحتي الانف اما بشكل ولادي او بسبب حادث (ضربة بالانف) وعادة يعاني المصاب من صعوبة بالتنفس من طرف واحد دائما حل هذه المشكلة هو جراحي عن طريق تضخيم الحاجز المذكور دون فتح الانف من الخارج كما يظن البعض.

حساسية الطقس أو المواد
السبب الخامس: هو التضخم في الكتل اللحمية (لحميات الانف) الموجود على جانبي فتحتي الانف وسبب التعرض لمواد كحادثة خلال العمل او بسبب حساسية الربيع او أي حساسية لمواد ايا كانت، غبار، الخ.....وعادة ما يترافق ذلك بل يسبقه قصة شخص يعاني من العطس الزائد، حكة في غشاءات انفه، فمه او عينيه مصحوبة بسيولة من الانف (مخاط سائل كالماء). ومع مرور السنين يحدث تضخم في هذه الكتل (التي وظيفتها اقلمة الهواء الداخل الى الرئتين) بسبب الكبير بالتغييرات الدموية. وكثيرا ما يعاني المريض من تناوب بانسداد انفه (مرة من اليمين ومرة من اليسار) اذا كان التضخم كبير عادة ما يكون الحل عن طريق الحرق الكهربائي الداخلي لهذه الكتل.

اسباب هامشية
هناك اسباب اخرى اقل اهمية وشيوعا للشخير منها عدم ملائمة مخدة مناسبة لبنية الشخص، الارهاق الزائد وغيره. علينا البحث بحرية عن حل مناسب لمشكلة الشخير وكما ذكرت في المقدمة فقد تبدو مجرد ازعاج للاخرين لا غير لكن الحقيقة اكبر من ذلك بكثير فان الشخير (أي التنفس بشكل غير طبيعي وغير منظم) اثار سلبية كثيرة على الجسم واهمها اضطرابات القلب واعراضه اذا استمر الحال لسنين طويلة. (سبب الخلل في تزويده بالاكسجين الحيوي لعمله) بشكل منظم وكاف تأثير المخ ولنفس السبب المذكور ايضا ذلك بخمول فلان ساعات النهار والميول الى النعاس والنوم في كل فرصة تتاح له واحيانا خلال السياقة مما قد يتسبب في كارثة ضعف الذاكرة (النسيان)، ضعف في التحصيل العلمي (خاصة لدى الصغار) وفي الاداء الجنسي عند البالغين.
من هنا يجب ان نأخذ هذه المشكلة على محمل الجد ونبحث عن حل لها سيما ذكرت عند الانتهاء من شرح كل سبب على حدة.