الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 12:02

الأبحاث العلمية لمشكلة النوم تؤكد.. وجود أطعمة مهدئة وأخرى تسرق النوم من الجفون

كل العرب
نُشر: 26/08/10 09:07,  حُتلن: 14:13

العلماء وجدوا بعض الأغذية التي تساعد الجسم على الاسترخاء، لكنها لا تضمن له نوماً هنيئاً

الدكتورة كريستين جيربستاد: يحتوي العنب الأحمر على مواد تحفز إفراز هورمون الميلاتونين، ولذلك فإن تناوله كفاكهة يساعد على النوم

مايكل غراندنر، باحث في النوم:
 
الدهون هي العنصر الغذائي الرئيسي الذي يرتبط بشكل وثيق بقلة النوم

الإحساس بالتعب والرغبة في النوم بعد تناول وجبة دسمة له علاقة بكمية الأكل الذي تناولها الشخص

قلة النوم مشكلة يعاني منها الكثيرون ويتمنون لو يجدون وصفةً سحريةً لعلاجها. علق العلماء ذات مرة الأمل على الأغذية والأطعمة وقالوا إنهم أوشكوا على إيجاد الروابط بين الأغذية والنوم، وتحديد قائمة الأطعمة التي تساعد على النوم، وتلك التي تسرق النوم من الجفون. انتظر المحرومون من النوم طويلاً، وناموا قليلاً، وجاءت نتائج دراسات العلماء وأبحاثهم بخلاف ما كان ينتظره من يخطبون ود النوم وهو يمتنع عنهم، إذ وجدوا أن بعض الأغذية قد تساعد الجسم على الاسترخاء، لكنها لا تضمن له نوماً هنيئاً.


صورة توضيحية

مايكل غراندنر، باحث في النوم من مركز النوم والتنفس وعلم الأحياء العصبية في جامعة بينسلفانيا، يقول: " النبأ السيء للأشخاص الذين يحاولون الربط بين الأكل والنوم هو أنه من الصعب إيجاد أطعمة معينة تساعد على النوم." ويظل السؤال الذي تسهل الإجابة عنه هو : ما هي الأطعمة التي ينبغي تجنبها؟ قد يعتقد الناس أن الأطعمة التي تحتوي على مادة الكافيين تتصدر قائمة الأطعمة المانعة للنوم، بيد أن غراندنر وجد في آخر بحث نشره في مجلة طب النوم غير ذلك.

دهون كثيرة ونوم قليل
أجرى غراندنر دراسةً تابع فيها الأنظمة الغذائية وعادات النوم لـ459 امرأة من المسجلات في نظام مبادرة صحة المرأة الحكومي، فوجد أنه من بين عشرات العناصر الغذائية، تبقى الدهون هي العنصر الغذائي الرئيسي الذي يرتبط بشكل وثيق بقلة النوم، إذ يقول:" دهون كثيرة تعني نوماً قليلاً." ويتصف النساء اللواتي يتناولن أكبر قدر من الدهون في أغذيتهن بالنوم لفترات قليلة وأخذ أقساط أكثر من القيلولة بسبب إحساسهن بأنهن لم يحصلن على ما يكفيهن من النوم خلال الليل. ويعتقد غراندنر أن هذا التشخيص لا ينطبق على هؤلاء النساء فقط، وإنما على غيرهن أيضاً.
 
البدناء هم أكثر الناس معاناةً
وإذا كان تناول الدهون بما يزيد عن حاجة الجسم يمنع النوم عن الجفون، فإن ذلك يعني أن البدناء هم أكثر الناس معاناةً من قلة النوم. ويقول غراندنر: " ينام الأشخاص البدناء أقل ويشتكون من أن القسط القليل الذي أخذوه لم يكن هنيئاً." ويضيف: "قد يكون ذلك ناتجاً عن ارتفاع معدلات انقطاع النفس الانسدادي غير المشخص أثناء النوم بسبب هبوط العضلات وارتخائها، لكن يبدو أيضاً أن السمنة بحد ذاتها مرتبطة بقلة النوم. وقد يكون لذلك علاقة بالتشويش الذي تتعرض له الهرمونات التي تراقب إحساسنا بالجوع والامتلاء عند حدوث اضطراب في النوم."

لا للبهارات والكافيين
إلى جانب الكافيين، ينصح من يرغبون في التمتع بالنوم ليلاً بتجنب تناول البهارات والأطعمة الحارة في المساء. ويفيد غراندنر أن : " مادة الكافيين قد تخطف النوم من الشخص لمدة تصل إلى 12 ساعةً بعد تناولها. ويكفي أنها تبقي مستويات الاستنفار عاليةً بحيث يتعذر على الإنسان خفضها أو إيقافها."


العنب الأحمر وليس الكحول
من ضمن موانع النوم، هناك الكحول والأغذية التي تحتوي عليه. فالدكتورة كريستين جيربستاد، المتحدثة الرسمية باسم الجمعية الأميركية للحمية، تقول: " إن شرب الكحول يسبب اضطرابات في دورة النوم. فهو يؤخر بداية انسداد الجفون السريع ويقصرها، ويحرم الجسم من ثم من التمتع بالنوم الهانئ الذي يحتاج الجسم إليه كل ليلة."
وعلى الرغم من احتواء المواد الكحولية على الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية لتحفيز الجسم ومساعدته على النوم، فإنه يقابله ويوازيه تدخل الكحول في مرحلة انسداد الجفون السريع أثناء النوم. ويحتوي العنب الأحمر على مواد تحفز إفراز هورمون الميلاتونين، ولذلك فإن تناوله كفاكهة يساعد على النوم.

تأثير الحليب الخرافي
ماذا عن شرب كوب من الحليب الساخن أو مواد تحتوي على الحمض الأميني تريبتوفان، مثل لحم الديك الرومي والشعير، للمساعدة على النوم؟ تقول جيربستاد جواباً على هذا السؤال: "إن مفعول بعض الأطعمة يعادل نظرياً بعض الأدوية وحبوب النوم ذات التأثير القوي مثل دواء بنزوديازبين الذي يزيد من نشاط مادة كيميائية في الدماغ تسمى حمض جاما أمينوبيوتريك في نظام الجهاز العصبي المركزي. فهذه المادة الكيميائية، يضيف غراندنر، تعزز قدرة الشخص على الخلود إلى النوم من خلال تقليل حدة القلق وتخفيف اضطراب باقي مناطق الدماغ ذات الصلة. ويحتوي الحليب على مادة مشابهة في تأثيرها لمادة جابا، وذلك هو السر وراء تأثير الحليب الخرافي ومفعوله التنويمي. ويقول غراندنر: " اطلعت على العديد من الدراسات وأجريت عدداً من البحوث، لكنني لم أجد في أي من المواد الغذائية ما يكفي من مادة جابا للتأثير على النوم."

مهدئات طبيعية غير منومة
لا يكمن السر وراء مفعول الحليب والشاي بالأعشاب وغيره من المنومات الطبيعية في جعل الشخص ينام، وإنما في مساعدته على الاسترخاء. وإذا أردنا الحديث عن الأطعمة المهدئة، فإن هناك العديد منها، غير أن الدراسات تشير إلى أن غالبيتها ذات تأثير قصير ومؤقت سرعان ما يتلاشى. أما فيما يخص تريبتوفان المحفز على النوم، فإن لحم الديك الرومي لا يتوافر على القدر الكافي منه بما يجعلك تأوي سريعاً إلى الفراش.

وهم النوم بعد الأكل
ويقول غراندنر:" إن الإحساس بالتعب والرغبة في النوم بعد تناول وجبة دسمة له علاقة بكمية الأكل الذي تناولها الشخص، خاصة الكربوهيدرات، ولا يعني البتة احتواء هذا الأكل على مواد مساعدة على النوم". ويضيف "الدراسات التي تحدثت عن التأثيرات المسكنة للتريبتوفان بينت بوضوح أن ذلك مشروط بكمية لا تقل عن جرام واحد، ولا تزيد عن 15 غراماً. فالحصول على جرام واحد من تريبتوفان يقتضي تناول 454 غراماً من لحم الديك الرومي أو الدجاج أو الضأن". وينصح الدكتور غراندنر بعدم تصديق ما يقال عن المفعول الوهمي أو التأثير السحري لهذا الغذاء أو ذاك الطعام في النوم، فقد تفيد صنوف الأكل في التمتع بصحة جيدة وتجنب أمراض معينة، لكنها لا يعول عليها كثيراً للظفر بليلة نوم هانئة .

مقالات متعلقة