الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 14:01

لئوميت تقدم كل ما أردتم معرفته عن اضطرابات الإصغاء والتركيز

كل العرب
نُشر: 19/01/10 14:50,  حُتلن: 08:15

* الأمراض التي ترافق الأضطراب موجودة لدى ما يقارب 70 ٪ من الأولاد الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه

يعاني حوالي 7-10 ٪ من الأولاد من اضطرابات في الإصغاء والتركيز ، ما يقارب 60 ٪ منهم سيعيشون مع الاضطراب عند بلوغهم، لذلك فإن هذه المشكلة لا تعتبر مجرد مشكلة لدى الأولاد.
لا يؤثر الأضطراب فقط على الدراسة ولكنه ينعكس على جميع مناحي الحياة : في البيت ، المجتمع والدراسة -- في مرحلة الطفولة ، وكبالغين تحدث مشاكل في العمل ، والحياة الزوجية وقيادة السيارة.
إن الشعور بأن نسبة التشخيص ارتفعت كثيرا في السنوات الأخيرة صحيح جزئيا. المشكلة معروفة منذ القرن التاسع عشر ولكن في أيامنا هذه ثمة وعي للمشكلة من قبل نظام التعليم والصحة ومن قبل أولياء الأمور، لذلك فمن حسن حظنا يتم تشخيص الأولاد في الوقت بدلا من معاناتهم وعقابهم بلا داع.

إن اضطراب نقص التركيز هو اضطراب عصبي – سلوكي مع خلفية وراثية (دائما أحد الوالدين يعاني أو عانى من هذه المشكلة) . المشكلة موجودة في منطقة معينة من الدماغ الأمامي الذي يعمل بصورة مختلفة في أدمغة الأطفال من دون الاضطراب. في حال وجود الأضطراب فإن مادة الدوبامين التي تعمل كوسيط دماغي، تعمل وقت اقصر ويشكل ذلك القاعدة البيولوجية لعوارض الاضطراب. لذلك فإن دور العلاج بالعقاقير هو تصحيح هذا الاختلاف في الأداء.
ليس جميع الأطفال هم هيبراكتيفيون ، فبعضهم يعاني من نقص الإصغاء فقط (ADD) ويتميزون بمشاكل الإصغاء والتركيز ، التحصيل تعليمي أقل من المتوقع، الانطواء والشعور بالإحباط. معظمهم يتسم بالهدوء ولا يزعجون المعلم لذلك فمن الصعب اكتشافهم في وقت مبكر.
المجموعة الثانية تعاني من نشاط متزايد وتهور من دون اضطراب في الإصغاء (اولاد مفرطي الحركة )
المجموعة الثالثة تدمج بين نقص الإصغاء، النشاط المتزايد والتهور/الأندفاع (ADHD)
يعتمد التشخيص على معايير طبية واضحة. يحصل الطبيب المشخص على كمية واسعة من المعلومات من الطفل، العائلة، المعارف وان كان بالغا فمن عمله، يشمل التشخيص فحص بدني ونويرولوجي ويتوجب محاولة تشخيص امراض مرافقة. يقوم الطبيب المشخص أحيانا وذلك حسب تقديره ، بتوجيه المعالج لفحص محوسب (وذلك فقط كفحص مكمل(TOVA,BRC) وليس كفحص تشخيصي خلافا لما يعتقده الجمهور.

الأمراض التي ترافق الأضطراب موجودة لدى ما يقارب 70 ٪ من الأولاد الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه. وتشمل ، عسر تعليمي، صعوبات أجتماعية ومشاكل في التواصل الاجتماعي ، اضطراب الرفض / التمرد ، مشاكل في الأتزان الحركي والشعوري، القلق ،الاكتئاب ،اضطرابات الأكل ، الإدمان ، متلازمة تورت وغيرها... .
من المهم تشخيص الأطفال في سنوات الدراسة الأولى لإعطائهم العلاج المناسب فالطفل الذي لا يعالج في الوقت المناسب هو كالطفل الذي عليه السباحة طوال حياته ضد التيار! وهذا ليس بعادل بحق الطفل وبالإمكان تجنبه حتما.
تكون نسبة تحصيل الأطفال من غير المعالجين ضئيلة وفي أي حال هم لا يظهرون قدراتهم، نتيجة لذلك نجدهم محبطين، ييأسوا بسرعة ومتذمرين ، وقد يتحول جزء منهم الى مكتئبين . ومن الممكن أن يتحول بعضهم في سن البلوغ الى مدمنين على الكحول أو السموم، ومعرضين أكثر لحوادث الطرق والتسرب من المدرسة. وكبالغين يكون نجاحهم الأكاديمي قليل ويغيرون مكان عملهم اكثر من مرة ويطلقون أكثر من المتوسط.
العلاج ليس فقط طبي ، ويشمل أيضا العلاج السلوكي / العاطفي ، وكذلك توجيه الوالدين وتعليمات خاصة بالمدرسة.
العلاج بالريتالين - الريتالين عبارة عن عقار دوائي من فصيلة المنشطات التي تستخدم في الطب منذ أكثر من 50 عاما. وهو ليس دواء تجريبيا ولا يمكن الادمان عليه (على العكس من ذلك ، فإنه يمنع الإدمان على المواد الخطرة) كما انه لا يتراكم في الجسم لذلك فبالإمكان ايقافه في حال حدوث مشكلة. وهو فعال في 85-90 ٪ من الحالات ، أما اثاره الجانبية فغالبتها خفيفة وتمر بسهولة.
في الخلاصة : أوقفوا "وصمة العار" غير الضرورية عن طفلكم .امنعوا عنه مصاعب يمكن تفاديها.
ولا تقولوا – انا كنت مثله ودبرت حالي.

بقلم الدكتور آريه بكلو
أخصائي طب الأطفال والمراهقين
متشخص ومعالج اضطرابات نقص النتباه
في صندوق المرضى لئوميت، لواء الشمال

مقالات متعلقة