الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 13:02

للسيدات: اعراض وعلاج جفاف العين


نُشر: 14/07/06 11:45

جفاف العين أمر شائع بشكل أكبر مما يتوقعه البعض، والمشكلة تصيب  الحوامل ومن انقطعت عنهن الدورة الشهرية كنتيجة للتغيرات الهورمونية المصاحبة.
يصعب في كثير الأحيان معرفة السبب في جفاف العين، إذ تتعدد العوامل المساهمة في نشوء هذه المشكلة الصحية، فالبيئة ومشاكل الجفون والأدوية التي يتناولها المرء، اضافة الى السن والعوامل الوراثية والتدخين وتناول الفيتامينات وأمراض المفاصل والعلاج الهورموني، كل هذه أمور تؤثر على نشوء حالات جفاف العين، لكن الأهم من هذا كله أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
النساء وجفاف العين
بعيداً عن القائمة الطويلة لأسباب لهذه الحالة المرضية، التي تكثر بين النساء، خاصة بسبب الأمراض الروماتزمية، وبالإضافة الى قائمة طويلة من المواد الكيميائية الضارة والمؤثرة مما يُستخدم في مساحيق وبخاخات وأصباغ وأدوات التجميل وأجهزة تجفيف الشعر وغيرها، فإن هناك سببا آخر وهو نقص هورمون الأندروجين. هذا الهورمون موجود في الرجال بكمية أكبر مما هو في النساء، ويسهم بدور فاعل في حماية العينين من خلال تأثيره على كمية وبنية الدمع. والذي يحصل أنه مع تقدم العمر ونقص هذا الهورمون لدى النساء، فإن مشاكل جفاف العين تبدو بينهن أكبر وأكثر. وكذلك الحال أثناء الحمل والتغيرات الهورمونية التي كانخفاض الأندروجين نسبياً، الأمر الذي يؤدي كذلك الى ظهور مشاكل على سطح العين ويستمر الأمر أيضاً خلال فترة الرضاعة.
إضافة الى هذا فإن الجفاف الذي يحصل لدى الحوامل في الشهور الأولى بسبب تكرار القيء وقلة الشهية للأكل والشرب، يقلل من كمية السوائل في الجسم، والدمع واحد منها. ليس هذا فحسب، بل أن بعض الأدوية المانعة للقيء والتي ربما تتناولها الحامل قد تؤدي الى نقص إفراز الدمع أيضاً. فهذا الوضع يجب أن تتنبه له من تضع عدسات لاصقة أو أجريت لها عملية تصحيح النظر بالطرق الحديثة.



الأعراض

هناك طيف واسع للأعراض التي قد يبدو بها جفاف العين. فالشعور بحرقة أو حكة أو كأن شيئاً ما في العين هي أوضح الأعراض، لكن مواجهة صعوبات في وضع العدسات اللاصقة أو إجهاد العين السريع أثناء القراءة أو استخدام الكومبيوتر أو التحسس من الدخان أو مواجهة الهواء والرياح أو حتى وجود طبقة من الإفرازات الجافة حول العين فإنها كلها قد تكون أعراضا للجفاف. لكن المهم أن الأمر يصيب كلتا العينين. والإشكال الذي يواجه المصابين أنه كيف يكون لديهم جفاف ودموعهم تسيل على خدهم أحياناً؟
والحقيقة أن إفراز الدمع هو على نوعين، النوع الأول هو الإفراز اللاإرادي طوال الوقت بما لا يلحظه المرء ولا يحصل معه فيض خارج العين، بل تصرفه قنوات خاصة الى الأنف، هذا الإفراز هو الغني بالزيت والبروتينات اللزجة وهو ما يفيد العين وهو الذي يطال إنتاجه الخلل أثناء حالة جفاف العين. أما النوع الثاني فهو يحصل كردة فعل بإفراز كميات فائضة وضعيفة التركيب من الدمع، خاصة قلة إفراز الزيت والبروتين اللزج فيه، وهو ما لا فائدة كبيرة منه للعين بشكل دائم، وهو مما لا يتأثر في المراحل الأولية لجفاف العين و قد لا يتأثر البتة.
العلاج
دقة التشخيص والبدء في العلاج أمر مهم لتخفيف الأعراض ومنع حصول المضاعفات. وهو من الأمراض التي يتشعب ويطول علاجها لأن التسكين المؤقت للأعراض عبر طيف واسع من القطرات التي تملأ الصيدليات لا يحل المشكلة وستظل تراوح مكانها لسنوات.
علاج السبب أياً كان إن أمكن هو الحل. وهناك العديد من الحلول العلاجية المطروحة كطرق المحافظة على كمية الدمع المتوفرة إما بتقليل تسربه الى القنوات التي تخلص العين منه أو باستخدام عدسات لاصقة خاصة تقلل من تبخر الدمع، أو كقطرات مضادة للالتهابات، أو الأدوية التي تزيد من إفراز الدمع، لكنها غير مناسبة أثناء الحمل أو الرضاعة، أو حتى هورمون الأندروجين التي ما زالت تحت التجارب. وهذه أمور يناقشها الطبيب مع المريض.
العناية الشخصية الهدف هو تقليل تبخر الدمع، بتجنب التعرض للرياح أو الجفاف أو الحرارة، فالحرص على عدم توجيه مجفف الشعر الى العين مباشرة، واستخدام النظارات الشمسية، والمحافظة على رطوبة المنزل في المدن الجافة، والحرص على تحريك الجفون أثناء القراءة أو استخدام الكومبيوتر والنظر الى أسفل أثناءهما، كذلك ينبغي تجنب فرك العين دونما ضرورة، والاحتفاظ بقطرات مرطبة للعين حين الشعور بالجفاف، كلها تفيد في تقليل الأعراض.
الدمع حماية وتغذية
الأساس في النظر الى الدمع هو الغاية من وجوده، والغاية تظهر من تركيبه وكيفية إفرازه وطريقة عمله وحاجة العين اليه. الدمع أكثر من أن يكون مجرد ماء، فهو مزيج مركب من طبقات الماء والزيوت الدهنية والبروتينات ذات الخصائص اللزجة إضافة الى الأملاح والشوارد ومواد لديها خصائص تفتك بالبكتيريا والفيروسات ومواد تعمل على تنشيط نمو طبقات الخلايا الخارجية في القرنية والملتحمة (الطبقة التي تغلف الجزء الأبيض من العين).
هذا المزيج إضافة لدوره في تغذية طبقات العين فهو يجعل سطحها الخارجي ناعماً مما يوضح الرؤية ويحمي العين. فحينما يحدث خلل في كمية إنتاجه أو نقص في إنتاج احدى المواد المكونة له فإن كميته أو قوام سائله يختل، وبالتالي يحصل قصور في أدائه للوظائف المناط بها. واستمرار هذا الوضع ينشئ حالة تظهر فيها أعراض جفاف العين، كما تبدأ من ثم مراحل تلف الطبقات الخارجية للقرنية والملتحمة.
القدرة على الإفراز تقل بتقدم العمر بشكل عام لدى الجنسين، ولدى السيدات في مرحلة الحمل أو ما بعد انقطاع الدورة الشهرية. وهناك أمراض كثيرة من جملة آثارها أن تؤدي الى حصول التهابات في الغدد الدمعية مما يحد من قدرات إفرازها، وأهمها الأمراض الروماتزمية واضطرابات المناعة الذاتية كالذئبية الحمراء وغيرها.
الأدوية سبب في نشوء المشكلة، فمدرات البول ومضادات الهيستامين للحساسية والأدوية المضادة للاحتقان كما في أشربة السعال والأدوية المنومة وأدوية الاكتئاب والأدوية المخففة للألم وغيرها كثير، كلها تسهم في تقليل إفراز الدمع وظهور أعراض جفاف العين. إضافة الى أن التغيرات في الهواء والبيئة كالدخان بأنواعه، والرياح وجفاف الهواء وقلة رطوبته والعيش في المناطق المرتفعة ونقصان الضغط الجوي فيها كما في الطائرة أو المدن المرتفعة، وقلة تحريك جفون العين أثناء التركيز في النظر كما في استخدام الكومبيوتر أو قيادة السيارة أو القراءة، والنظر بشكل مستقيم ومباشر مما يرفع الجفن العلوي ويوسع مساحة سطح العين المعرض للهواء، كلها عوامل تزيد من أعراض الجفاف.

 

مقالات متعلقة