الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 16:02

أمراض صمامات القلب وعلاجها

تقرير:محمد محسن وتد
نُشر: 03/08/07 22:10

* خلال حياته المهنية اجرى 2200 عملية قلب مفتوح منها 800 عملية لزرع صمامات خنزير في قبل الانسان* يأتي الى مستشفيات اسرائيل لاجراء العمليات ارشاد وتدريب الاطباء* في المانيا تجرى سنويا 90 الف عملية قلب مفتوح وفي البلاد المعد تقريبا 6000 عملية* د. احسان ناطور:"افضل زراعة صمامات الخنزير في قلب الانسان، كونها تشبه الى حدا كبيرا صمامات قلب الانسان ولديها نفس الصفات تقريبا"


إن أمراض صمامات القلب تعتبر من أكثر الأمراض التي تصيب القلب بعد أمراض الأوعية التاجية. وقد تكون مكتسبة خلال الحياة أو مولودة مع الإنسان. وعندما تصاب إحدى صمامات القلب بمرض ما، فالعلاج على الأغلب سيكون بالعملية الجراحية. الدكتور احسان ناطور من مدينة قلنسوة في المثلث في الاربعينات من عمره، يقطن في المانيا منذ 23 عاما حيث درس موضوع الطب وجراحة القلب وتخصص في زراعة الصمامات التي تؤخذ من الخنازير لتزرع في قلب الانسان، منذ 13 عاما يعمل في العديد في المستشفيات الالمانية، ويعمل حاليا في مستشفى هولدنبورغ، في تخصص جراحة القلب، وامراض الصمامات وعلاجها، وامراض وجراحة شريان الاورطى. منذ عام 1992 ، قام هو شخصيا باجراء ما يقارب 2200 عملية قلب مفتوح، منها ما يقارب 800 عملية لزرع صمامات خنزير في قلب الانسان، يزور العديد من المستشفيات في البلاد، بغية المشاركة في الايام الدراسية حول عمليات القلب المفتوح، وكذلك اجراء العديد من العمليات وتدريب الاطباء في المستشفيات الاسرائيلية، حول كيفية جراحة الصمامات، وفي المانيا يشرف ويرافق العيدد من الوفود الطبية من جميع انحاء العالم والتي تاتي خصيصا الى المانيا للتمرن والتدريب والاستفادة من خبرته وتجاربه الجراحية.



يقع القلب في التجويف الصدري بين الرئتين ويحتوي على أربعة حجرات تدعى البطين الأيمن والبطين ألأيسر، الأذين الأيمن والأذين الأيسر.  وهناك جدار فاصل  بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن، وبين الأذين الأيسر والبطين الأيسر ويدعى  الحجاب البطيني الداخلي. كذلك يحتوي على أربعة صمامات تقوم بوظيفتها كالردّاد " الفنتيل"  لأجل ألا يتراجع سريان الدم إلى الخلف. وهكذا يجري الدم بالاتجاه السليم وبمجراه الطبيعي."الصمام المترالي" هو صمام  موجود بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر. أما " الصمام ثلاثي الشرفات" فهو موجود بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن. ووظيفة هذين الصمامين تنظيم مجرى الدم داخل القلب. وهناك "الصمام الرئوي" الموجود بين البطين الأيمن والشريان الرئوي، و"الصمام الأورطي" الموجود بين البطين الأيسر والشريان الأبهر . ووظيفتهما تنظيم مجرى الدم خارج القلب.



يقول الدكتور احسان ناطور:"  بصورة عامة، من الممكن أن تصاب جميع الصمامات بشتى الأمراض، إلا أن صمامات القلب اليسرى، "الأورطي والمترالي"، هي المعرضة للإصابة على الأغلب. وذلك بسبب الضغط العالي للدم في الجهة اليسرى مما يعرضها لجهد أكبر من غيرها من الصمامات. والأورطي معرض أكثر لهذه الإصابة.  في حين تكون أمراض صمامات القلب مكتسبة لدى الإنسان، فهو على الأغلب قد عانى في سنين ماضية، حتى بعيدة الأمد، من مرض الحمى الرثاوية Rheumatic fever"". وإذا كان الصمام قد خلق مع عاهة ، أو تعرض بالماضي لأحد الأمراض فإنه سيكون عرضة للإصابة بخلل أو تلف أكثر من الصمام السليم".



يضيف الدكتور احسان:" هناك نوعان من الإصابة في الصمامات،الإصابة جراء عدم قدرة الصمام على الإغلاق لزيادة ليونته، أو قلة مرونته وليونته، بسبب تراكم طبقات الكلس داخله. وفي حالات أخرى تكون الإصابة من النوعين. إذا كانت الإصابة في الصمامات اليسرى، فان ذلك سيؤدي إلى تجمع الدم واختناقه في القلب والرئتين، مما يؤدي إلى زيادة مجهود القلب لضخ نسبة أعلى من الدم. ومع مضي الوقت سيؤدي ذلك إلى ضعف عضلة القلب وتكاثر الدم والسوائل في الرئتين، وهذا هو المسبب لضيقة النفس.إذا كانت الإصابة في الصمامات اليمنى، فذلك سيؤدي إلى تجمع الدم واختناقه، ويظهر ذلك في تضخم الرجلين وتجمع السوائل في البطن، وهذه قد تكون علامة من علامات ضعف القلب".



وعن اساليب العلاج يوضح الدكتور احسان:" افضل بالاساس علاج الصمامات عن طريق علاجها واصلاحها قبل الجراحة.إن المبدأ المتبع في علاج أمراض صمامات القلب الجراحي هو المحافظة على الصمام وعدم تبديله. إذا كانت الإصابة ناتجة عن زيادة الليونة والتمدد فغالبا يكون العلاج بإصلاح الصمام. ويكون ذلك ناجحا في أغلب الأحيان. في حالة تحجر الصمام وفقدانه لليونته، من الصعب على الطبيب الجراح المحافظة عليه وإبقائه، فيتم تبديله، من خلال الجراحة والعثور على صمام لديه صفات تكون قريبة من المريض، من اجل ان يعيش فترة اطول وباقل ما يمكن من ادوية. فالجراح بحاجة الى مهارة وقدرات عالية وتجارب كافية لضمان نجاح العملية".



 في مستشفيات اسرائيل ووفق الاحصائيات الرسمية، تجرى سنويا ما يقارب 6000 عملية قلب مفتوح، وفي مستشفيات المانيا حيث يعمل الدكتور احسان ناطور، تجرى سنويا ما يقارب 90 الف عملية قلب مفتوح، في المستشفى الذي يعمل به الدكتور ناطور، تجرى 1880 عملية قلب مفتوح، يجريها الدكتور احسان مع طاقم طبي مؤلف من اربعة جراحين مختصين. يوضح الدكتور احسان ناطور:" اشترك سنويا في المؤتمر الطبي لجراحي امراض القلب والذي يقام في اسرائيل، حيث اقوم بالقاء المحاضرات وارشاد الاطباء وتدريبهم حول كيفية اجراء العمليات لزراعة الصمامات، بالاساس الصمامات التي تزرع في قلب الانسان تؤخذ من الابقار والخنازير، شخصيا افضل زراعة صمامات الخنزير في قلب الانسان، كونها تشبه الى حدا كبيرا صمامات قلب الانسان ولديها نفس الصفات تقريبا، ليس هذا فحسب فالصمامات اليت تؤخذ من قلب الخنيرتكون كاملة، اي لايتم اخضاعها لايء جراحة تذكر، بل تؤخذ من قلب الخنزير ويتم تنظيفها لتزرع مباشرة في قلب الانسان، وعليه احتمالات نجاح هذه العملية عالية جدا. اما بخصوص الصمامات التي تؤخذ من الابقار، يتم تجزئتها الى ثلاثة اقسام ومن ثم جراحتها وقطبها وبعدها تزرع في قلب الانسانن اي نتحدث عن عملية شائكة ومعقدة واحتمالات نجاح العملية تكون اقل نسبيا للجراحة التي تعتمد بالاساس على الصمامات التي تؤخذ من قلب الخنزير. خلال مشواري الطبي اجريت ما يقارب 800 عملية جراحية لزراعة صمامات خنزير لدى المرضى، وجميعها تكللت بالنجاح".
 وتحدث الدكتور ناطور باسهاب عن أنواع الصمامات المتوفرة:" الصمامات الميكانيكية، وهي صمامات مصنوعة من الكراميكا وتحتوي على مادة البولوريت "Pyrolit "، وهي مادة متينة وتعيش مدى الحياة. تزرع هذه الصمامات في جسم المريض صغير السن كي لا يحتاج إلى عمليات إضافية في المستقبل. وبما أن هذه الصمامات ميكانيكية وتحتوي على مفاصل تتمركز في مجرى الدم وتؤدي إلى تخثره، يتوجب على المريض تناول دواء يمنع تخثر الدم مدى الحياة. وهناك الصمامات البيولوجية، وهي صمامات تؤخذ عادة من الخنازير أو الأبقار (لدى الأبقار من شغاف القلب)، وذلك لشدة تقاربها وتشابهها مع صمامات قلب الإنسان وهي تعيش ما بين 10- 20 عام. بعد عدة أسابيع من العملية الجراحية، يقوم جسم الإنسان باستقبال الصمام الجديد وتغطية هيكله بالأنسجة ولهذا يجب على المريض تناول دواء يمنع تخثر الدم فقط في هذه الفترة. وبما أن هذه الزراعة لا توجب تناول الدواء مدى الحياة، فإنها تلائم المرضى المتقدمين بالسن، فوق 65 عام، أو المرضى الذين لا يستطيعون تناوله لأسباب شتى مثل الحمل وغيره. زراعة هذا النوع من الصمامات لا تتلاءم مع صغار السن، لأنها لن تعش مدى الحياة، ولكي لا يضطر المريض للمرور بعمليات جراحية كل عدة أعوام".
يضيف الدكتور احسان:" هناك الصمامات الإنسانية، وهي صمامات تؤخذ من الإنسان في حالتين، إذا تم التبرع بقلب لم تتم زراعته فأخذت صماماته أو تم زراعة قلب الإنسان فأخذت صمامات قلبه المنزوع. هناك نقص بهذا النوع من الصمامات لأنه عادة تزرع القلوب المتبرع بها. لا تحتاج هذه الصمامات إلى تناول أي نوع من الدواء، وتعيش لمدة أطول من الصمامات البيولوجية وهي في النهاية صمامات إنسانية ما يجعلها الاختيار الأفضل خصوصا عند المرضى الصغار".

مقالات متعلقة