الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

كيف تقلل من مخاطر تطور السكري


نُشر: 08/06/07 07:51

تقليل مخاطر تطور السكري تبدأ بزيادة النشاطات الجسمانية وتغيير عادات التغذية
أبحاث مختلفة تكشف عن معطيات مقلقة: في الولايات المتحدة مليونان من الفتيان و 41 مليون من البالغين يتواجدون في مرحلة "ما قبل السكري".الحل: تغيير أسلوب الحياة وعادات التغذية السليمة




الدكتور شموئيل جفعون - كلاليت
تقدر مصادر في المعهد الوطني لمراقبة الأمراض والمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية أن 2 مليون شاب في الولايات المتحدة يتواجدون في مرحلة "ما قبل السكري".
وفي هذه المرحلة من المرض فإن الجسم لا يقوم بتحليل السكر في الدم بالنجاعة المطلوبة، لكن ليس إلى درجة تطور مرض سكري خفي. وتسبق مرحلة ما قبل السكري في أوقات متقاربة إلى تطور مرض السكري من النوع الثاني، والذي يطلق عليه اسم "سكري البالغين"، الأمر الذي يزيد من خطورة الإصابة بمرض القلب, وعلى ما يبدو فإن مرحلة ما قبل السكري لا تمثل بشكل قاطع بطاقة باتجاه الإصابة بمرض السكري، لأنه يمكن حتى هذه المرحلة تغيير الاتجاه، لكن ذلك يحدث بعمل وبجهد متواصل.
يظهر أن الأولاد ليسوا هم الوحيدين الذين من المحتمل أن يعانوا من مرحلة "ما قبل السكري"، الكبار البالغين أيضا قد يعانون منه. ويقدرون في الولايات المتحدة أن 41 مليون أمريكي يعانون من "ما قبل السكري"، وأن 21 مليون أمريكي أصيبوا بالمرض بشكل مكشوف". وادعت تقارير المركز الوطني الأمريكي لمراقبة الأمراض في شهر أكتوبر أن "الكثير منهم لا يعلمون بأوضاعهم الحقيقية".



النسبة أكبر بين الشباب الذكور
وتستند المعطيات المذكورة إلى استطلاع وطني شمل 471 فتى و 444 فتاة تتراوح أعمارهم بين 12-19 عامًا ويمثلون أبناء جيلهم في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. وتبين أن 16% من المشاركين في الاستطلاع يعانون من سمنة زائدة، وذلك استنادا لمقياس متوسط الطول والوزن (المقياس المعدل لوزنهم وطولهم).
وفحص الاستطلاع نسبة الدم في جسم الفتية بعد صوم 8 ساعات على الأقل. ويهدف الفحص للكشف عن الخلل الموجود في مستوى السكر أثناء الصوم لديهم، الأمر الذي من شأنه أن يؤشر على مشاكل في عملية هضم السكر بعد الصوم.
وأظهرت النتائج أنه في أوساط 7% من المشاركين في الاستطلاع هناك خلل في توازن السكر أثناء الصوم، وهذا الأمر يعني أن حوالي 2 مليون أمريكي في هذا الجيل يعانون من هذا الخلل. وكانت نسبة الخلل في توازن السكر لديهم منتشرة أكثر لدى الفتيان. وبحسب النتائج التي فحصت فإن فتى واحدا من بين كل عشرة فتيان مصاب بخلل فيما وقفت النسبة لدى الفتيات على حالة واحدة من بين كل 25 حالة.
وتزيد ظاهرة السمنة الزائدة، وخصوصا في الخاصرتين، من خطورة الإصابة بمرض من هذا النوع، وأشارت نتائج الاستطلاع أن فتى واحدا من بين كل 16 فتى كان يعاني من سمنة زائدة وأن واحدًا من بين كل أربعة منهم كانت خاصرتاه كبيرة وأعلى من معدلها.
وتبين من خلال الاستطلاع أن الفتيان من أصل مكسيكي كانوا معرضين أكثر لخطر الإصابة بخلل في مستويات السكر خلال الصوم مقارنة بالفتيان البيض أو السود ( 13% مقابل 7% من البيض و 4% من السود).
وأظهرت النتائج أنه لدى الفتيان الذين يعانون من خلل في توازن السكر احتمال كبير أيضا بالتعرف على عوامل أخرى تتسبب بمرض القلب لديهم. وتبين أن لهم ميول كبيرة لمستويات كولسترول سيء (LDL) ومستويات منخفضة من الكلوسترول الجيد (HDL). وكان لديهم متوسط مستويات مرتفعة من ضغط الدم. وقد جرى الاستطلاع بين الأعوام 1999-2000 ، وتضمن نشر النتائج معطيات جديدة ومحتلنة حول الموضوع. وتضمن طاقم الباحثين كل من الدكتور دسموند وليامز من المعهد الوطني لمراقبة الأمراض وقد نشرت المقالة في المجلة الطبية PEDIATRICS
القضاء على مرض السكري وهو في بداياته
في بحث آخر في نفس المجلة الذي بحث في بعض القلاقل التي يثيرها الموضوع. وتمحور البحث حول المرض "الميتابولي"، ويضم  مجموعه من الأوضاع الصحية التي تسبب تزايد مخاطر الإصابة بالسكري وبمرض القلب وتضمن السمنة في منطقة البطن، والتي يتم قياسها من خلال حجم وكبر الخاصرتين، وخلل في مستويات السكر خلال الصوم ومستويات غير طبيعية من كمية الكولسترول ومستويات مرتفعة من الدهنيات (ترغلتسريديم). وتضم هذه الظاهرة ثلاثة أو أكثر من هذه التشخيصات. 
ومن  خلال هذا البحث تم تعقب ومتابعة حوالي 1200 فتاة سوداء وبيضاء خلال 10 سنوات، ابتداء من جيل سنة حتى 10 سنوات. وفي البداية، صنفت واحدة فقط من بين كل عشرة من كلى المجموعتين كمصابة بهذه الظاهرة، وبعد عشر سنوات أصيبت 20 فتاة سوداء (3.5%) و12 فتاة بيضاء (2.3%) بمرض "الميتابولي". وأظهرت النتائج أن الفتيان الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري بإمكانهم أن يقللوا من مخاطر تطور السكري لديهم من خلال تغيير أسلوب حياتهم مثل زيادة النشاطات الجسمانية وتغيير عاداتهم الغذائية.
فهل هذه النتائج صحيحة أيضا بالنسبة البالغين؟
"هذا الأمر وارد بالحسبان لكن لم يتم التحقق منه بعد"، هذا ما كتبه العلماء في المعهد الوطني لمراقبة الأمراض والمعهد الوطني للصحة ومن بينهم الدكتور جون موريسون الذي يعمل في قسم أمراض القلب في مستشفى الأطفال بمدينة سينسينتي. وعلى ما يبدو فإن وضع ما قبل السكري لا يظهر دائما من خلال عوارض مرضية إذا لم يتم التحقق منها خلال فحوصات مخبرية، لذا يجب استشارة الطبيب من أجل كشف وتصحيح أو منع وضع "ما قبل السكري" أو قبل تطور العوارض المرضية لظاهرة "الميتابولي" لدى الناس وفي كل جيل ممكن.
وتظهر النتائج أن السمنة الزائدة هي مرض العصر الحالي، ومن المتوقع أن تتضاعف نسبة المصابين بالسكري خلال السنوات القادمة وذلك على خلفية هذه المعطيات. وتشير الأبحاث المذكورة إلى إمكانية منع تطور المرض بشكل مكشوف إذا تم التعرف على عوامل التي تتسبب بمخاطر الإصابة بالمرض وإذا تم علاجها بواسطة أساليب سهلة ورخيصة نسبيًا: تغيير أسلوب الحياة وعادات التغذية، ولذا فإنه علينا الآباء والمعالجين أن نشمر عن ساعدينا وأن نتجند من أجل منع هذا المرض الخطير وذلك لأن السكري هو مرض قاتل وبطيء ولكن بالتأكيد يتسبب بإصابات صعبة لنا ولجودة حياتنا.

الدكتور شموئيل جفعون، طبيب عائلة ومركز برنامج السكري في لواء الشارون شومرون من مجموعة خدمات الصحة الشاملة – كلاليت



لمعلومات اضافية عن تبني نهج حياة صحي يمكنكم الاتصال على *2700 لخدمتكم على مدار الساعة او عن طريق موقع كلاليت www.clalit.co.il

مقالات متعلقة