الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 08:01

أسباب وجيهة لوجبة عائلية


نُشر: 19/04/07 17:24

إذا كنتم تحرصون على تناول وجبة عائلية واحدة في اليوم فأنتم جديرون بالتقدير. ولكن إن لم تفعلوا، حاولوا أن تبدءوا بتنمية هذه العادة. فيما يلي عدة أسباب وجيهة ستقنعكم بالسبب وراء كون هذه الوجبة مهمة لكم وكيف تستطيع هذه الوجبة أن تقوي العلاقات داخل العائلة


ميخال جيلاون، أخصائية تغذية - كلاليت
الوجبات العائلية هي أمرا ليس سهلا أبدا. فبرنامج الأهل والأولاد اليومي المضغوط، والركض ما بين الحصص والأصدقاء والسفريات وغيرها من المهمات اليومية المضنية لا تبقي لأحد الرغبة أو الوقت كي يعد وجبة عشاء. كما أن الأطفال أصلا يفضلون تناول الحبوب مع الحليب أما مشاهدة برنامجهم التلفزيوني المفضل، إذا فلماذا لماذا نجهد نفسنا في إعداد العشاء؟ لا شك في أن ذلك صعب للغاية، وإذا كنتم ممن يحرصون على تناول وجبة عشاء عائلية فأنتم تستحقون التقدير. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، حاولوا البدء في تطوير هذه العادة. وإليكم عدة أسباب وجيهة ستقنعكم بأهمية ذلك.
لأنها فرصة لقضاء الوقت معا ، الوجبة العائلية هي فرصة رائعة لالتقاء جميع أفراد العائلة. فخلال الوجبة يتحدث الأهل والأولاد حول تجاربهم خلال اليوم. وإذا كرّس الأهل لأولادهم الوقت وحرصوا على عادة الوجبة العائلية فمن المتوقع جدا أن تستمر هذه العادة حين يصبح الأولاد بالغين .



لأن عادات تغذيتكم تصبح أفضل

الأطفال والمراهقون الذين لا يتناولون الطعام بمعية أهلهم معتادون على الأكل أمام التلفاز، وفي الغالب ما يكون غذائهم غني بالسعرات الحرارية ولا يتطلّب وقتا طويلا لإعداده ولا يحتوي على مكونات الغذاء الضرورية مثل وجبات الاكل السريع التي لا تحتوي على مواد غذائية صحيّة أو على المجمّدات التي لا يتطلب إعدادها سوى التسخين فقط.
لأنهم سيختارون طعاما صحيا ومغذيا أكثر
الأولاد الذين يأكلون مع العائلة مرة واحدة في اليوم يأكلون الفواكه والخضار ومنتجات الحليب بشكل أكبر، ويقل في المقابل تناولهم للطعام المقلي والمشروبات المحلاة. نتيجة لذلك تصبح قائمتهم الغذائية غنيّة أكثر بالفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو والتطور السليم لأجسامهم.
إذا أعطيت الفرصة للأطفال بأن يختاروا بأنفسهم الغذاء من على المائدة فهم في الغالب سيختارون الفواكه والخضار أيضا. لذا يوصى بعدم إجبار الأطفال على تناول طعام معين والاستمرار في تقديم تشكيلة من الطعام المغذي وعدم اليأس. فالتعرض المستمر لهذه المأكولات سيجعل الأولاد في النهاية يتقبلونها.
لأنهم يتعلمون منكم ما يجدر أكله
الوجبة العائلية هي فرصة لتقليد عادات الأكل الصحيحة. فالأولاد في الغالب يقلدون ما يرونه أمام أعينهم وخصوصا الأهل وهو أمر صحيح بالنسبة للطعام المفضل أيضا. غير أن هذا الأمر قد يكون عاملا عكسيا في نفس الوقت – فالطفل الذي يلاحظ أن والديه يتجنبون أكل الخضار والفواكه لن يغريه تذوقها حتى لو حاول الوالدين إقناعه بأنها صحيّة للغاية. وبقدر وكما هو معلوم فإن تفضيل الأطعمة ليس أمرا وراثيا بل يعتمد على البيئة والمحيط ولذا هنالك احتمال أن يكون ذوق الأولاد مختلف عن ذوق الوالدين.
لأن هذا سيساعدهم في المستقبل أيضا
إن إكساب الأطفال عادات أكل صحيحة في سن مبكر يؤثر على عادات الأكل لدى البلوغ، وهو أمر مهمّ جدا إذا ما تذكرنا أن الأولاد حين يكبرون يتناولون الطعام خارج البيت بوتيرة أكبر. كما أن العادات المتعلقة بالأكل والطعام، التي تكتسب في إطار العائلة، لها تأثير قوي على وزن الطفل في المستقبل. فعادات الأكل الجيدة التي تكتسب في الصغر ترافقهم في سن بلوغهم وطيلة حياتهم أيضا.
على ماذا يجب أن تحتوي الوجبة العائلية في الغداء أو العشاء؟
يفضل أن تحتوي الوجبة على البروتينات، والنشويات والخضار. مثلا: شوربة الخضار، الدجاج والمجدرة (الأرز والعدس) أو العجة والجبنة.
يشتكي الكثير من الأهالي بأنّ أولادهم لا يأكلون ما يكفي من الخضار والفواكه. على هؤلاء ألا يجبروا أولادهم على أكل خضار أو فواكه معينة ولكن لا يجب أن يستسلموا.
فيما يلي عدة نصائح جيدة:
 يجب أن نتفق مع الأولاد على أنهم يجب أن يتذوقوا أطعمة جديدة ومن بينها الخضار والفواكه، وذلك لأن الأذواق تختلف مع مرور السنين والطعام الذي لم يكن الأولاد يحبونه في الماضي قد يصبح طعامهم المفضل , ويجب ألا تتنازلوا عن عرض الفواكه والخضار التي لا يحبها الأولاد. ففي بعض الأحيان يجب أن نقدم نوعا جديدا من الخضار والفواكه عدة مرات إلى أن يوافق الطفل على تناوله. إلى جانب ذلك، يحبذ أن تكون طريقة تقديم الطعام جذابة وأن لا نكتفي بـ "خذ برتقالة من الثلاجة". فهذا الأمر لا ينجح عادة، ولكن حين يتم تقشير وتقطيع الفواكه يأكلها الأولاد وبسرعة كبيرة.
يحبذ أن نجعل من عملية تحضير الطعام تجربة ممتعة وان تحاولوا مشاركة الأولاد في إعداد الوجبة، فهم يحبون المشاركة في عملية إعداد الطعام (كل حسب قدرته بالطبع)، وينتظرون تذوق ما أعدوه.

الكاتبة هي أخصائية تغذية في مركز شنايدر لطب الأطفال، من مجموعة خدمات الصحة الشاملة كلاليت

مقالات متعلقة