الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 18:02

ورم الثدي: حميد أم خبيث؟


نُشر: 11/04/07 17:34

تعاني أكثر من نصف النساء من وجود أكياس في الثديين، وامرأة من بين ثماني نساء قد تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها.
 الدكتور سرجي فكلسر، أخصائي امراض نسائية، يشرح الفرق بين هذين النوعين من أنواع الأورام.


يعتبر مرض سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا في البلاد والخارج. ووفق معطيات جمعية مكافحة السرطان فإن حوالي 4000 امرأة يصبن بسرطان الثدي كل سنة وبأن امرأة من بين كل ثماني نساء قد تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها. أي أن احتمال الإصابة بسرطان الثدي الخبيث تبلغ 12 بالمئة. كما أنّ النساء التي تبلغ أعمارهن 60 فما فوق هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة. الثدي مثل أي عضو آخر في الجسم  يمكن أن يكون موطنا للأورام الخبيئة و الأورام الحميدة أيضا.
هل تعتبر الأورام الحميدة أوراما خطيرة؟
الأورام الحميدة هي أورام غير خبيثة. ومن أكثر أنواع هذه الأورام انتشارا أكياس الثدي (الأكياس الليفية) والأورام الليفية الغديّة الحميدة. تعاني أكثر من نصف النساء من وجود أكياس في الثديين. وفي الغالب ما يصاحب هذه الأكياس آلام وحساسية، وخصوصا في فترة ما قبل الدورة الشهرية. تتميز هذه الكتل أو الأكياس بأنّ لها أحجاما مختلفة وقد تتمركز في منطقة معينة أو تنتشر في نسيج الثدي أو الثديين. وعلى ما يبدو أن ظهور هذه الحالات يكون نتيجة لانعدام التوازن ما بين كمية الهرمونات الأنثوية التي يفرزها المبيض، الأستروجين والبروجسترون.
ما العمل إذا؟
لقد  تم بذل جهود جبارة  في محاولة لعلاج أكياس الثدي: بداية من الضمادات الباردة، مرورا بلبس صدرية مشدودة (وخصوصا قبل النوم) ونهاية بالعلاج الدوائي، بما فيه العلاج بالهرمونات. ولكن لم يكن العلاج ناجحا في كل الحالات. وبالرغم من أن هذه الأكياس تختفي من تلقاء نفسها في بعض الأحيان إلا أنه في الغالب ثمة حاجة للمتابعة الطبية وخصوصا لأن هذه الكتل تميل إلى التحول إلى أورام سرطانية في المستقبل. ولكن لا حاجة للفزع فالديث يدور حول نسبته ضئيلة جدا.



ما هي العلاقة ما بين ظهور أكياس في الثدي وما بين أقراص منع الحمل؟
اعتقد البعض في السابق بأن تناول أقراص منع الحمل يزيد من خطر تطوّر أكياس وكتل في الثديين، ولكن أصبح من الواضح اليوم بأن تناول أقراص منع الحمل يقلل من انتشار المرض.
ما هي أورام الثدي الغديّة الليفية؟
تعتبر أورام الثدي الغديّة الليفية ثاني أكثر الأورام الحميدة التي تصيب الثدي انتشارا حيث أنها تظهر لدى النساء صغيرات السن وهي شائعة للغاية لدى النساء اللواتي تبلغ أعمارهن 25 سنة. يتميز هذا الورم بأنه يكون في الغالب كتلة واحدة، ومرن كأنه قطعة مطاط صلبة ومتحرك وغير حساس. تكتشف النساء هذا الورم صدفة إذ أنه لا يتسبب بآلام أو أعراض أخرى. ولدى نسبة قليلة من النساء (10 إلى 20 بالمئة) قد يظهر هذا الورم على شكل عدة كتل. ويبلغ حجم هذا الورم ما بين 2 إلى 2 ونصف سم وقد يظل موجودا بشكل دائم لعدة سنوات. هذا الورم أيضا يتطلب متابعة طبية رغم أن احتمالات أن يتحوّل إلى ورم خبيث هي احتمالات ضئيلة جدا. وإذا ما ظهر هذا الورم لدى الفتيات في سن التطوّر والنمو فلا يتم إجراء جراحة لإزالته بل يتم الانتظار إلى حين انتهاء نمو الثدي.
كيف يتطوّر سرطان الثدي وكيف ينتشر؟
يتطوّر السرطان عندما لا تكمل إحدى خلايا نسيج الثدي تكاثرها وتستمر في الانقسام مكوّنة الكثير من الخلايا في منطقة واحدة. ويكبر حجم الكتلة المتكوّنة بشكل مستمر وبعد ذلك يمكنه أن يرسل خلايا إلى مناطق أخرى قريبة أو بعيدة عنه. يصيب النسيج السرطاني الأنسجة الطبيعية المحاذية له ويدمرها ومن ثم تتفشى هذه الخلايا السرطانية. وتعتبر الغدد الليمفاوية أول المتضررين من السرطان حيث تفقد القدرة على تنقية الفيروسات والخلايا السرطانية. وإذا لم تنجح عملية التنقية بعد ذلك تنتشر الخلايا وتصل الرئتين، والعظام وأعضاء أخرى من الجسم، حيث يطلق على مثل هذه الخلايا النقائل السرطانية.
ما هي عوامل خطر الإصابة بالمرض؟
كشفت العديد من الأبحاث عن عوامل الإصابة المتعلقة بتطور سرطان الثدي لدى النساء. فقد تبين بأن هنالك ميل عائلي ووراثي أيضا لظهور سرطان الثدي, ومن بين عوامل الخطر: الحمل الأول في سن متقدم نسبيا (30 فما فوق) يزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي. كما أن ظهور الطمث في سن مبكر وتوقفه في سن متأخر نسبيا يزيد من خطر الإصابة أيضا. وقد تبين كذلك أن المرض أكثر انتشارا في أوساط النساء البيض مقارنة بالنساء السمر والسود وأكثر لهذل فان انتشاره اكبر في عدد من المناطق في العالم، مثل شمال أوروبا وإسرائيل والولايات المتحدة مقارنة بدول الشرق وإفريقيا. كما أن سرطان الثدي أكثر انتشارا لدى النساء مقارنة بالرجال بمئة مرة، وأقل انتشارا لدى النساء اللواتي اجتزن عملية استئصال المبيض قبل سن 35 وأكثر انتشارا لدى النساء ذوات الوزن الزائد.
هل لتناول أقراص منع الحمل علاقة بتطوّر سرطان الثدي؟
تبين الأبحاث بأن وتيرة انتشار هذا النوع من السرطان ازدادت بنسبة بسيطة لدى النساء اللواتي تناولن في الماضي أقراص منع الحمل. بالرغم من ذلك تبين بأنّ النساء اللواتي تناولن في الماضي أقراص منع الحمل وظهر لديهن سرطان الثدي عشن زمنا أطول وكانت درجة قوة الورم الخبيث لديهن أقل وبحجم أصغر وبأقل عدد من النقائل مقارنة بالنساء اللواتي لم يتناولن الأقراص.
كيف تؤثر الهرمونات البديلة على انتشار سرطان الثدي؟
إن تناول الهرمون البديل لفترة طويلة تفوق العشر سنوات تزيد من نسبة الإصابة بالمرض بحوالي 30 بالمئة، ولكن بالرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض فلا يوجد ارتفاع بنسبة الوفاة نتيجة لهذا السرطان. ومن المحتمل أن التفسير لهذه الظاهرة يكمن في أن تناول هذه الهرمونات يقلل في نفس الوقت من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية - وهي مسببات الوفاة الرئيسيّة لدى النساء - و/أو يزيد من احتمال الكشف المبكر عن المرض وتلقي العلاج المناسب له لدى هؤلاء النساء المصابات لأنهن يتناول هذه الهرمونات البديلة وبالتالي يخضعن للمتابعة الطبية أكثر من غيرهن.
هل يؤدي دواء رالوكيسفين (إيفيستا) الذي يعطى للنساء المصابات بمرض تخلخل العظام إلى التقليل من الإصابة بالمرض؟
نعم، تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى هؤلاء النساء هو أمر مثير للغاية فقد تبين أن تناول هذا الدواء يقلل خطر الإصابة بنسبة تتراوح ما بين 76  و 90 بالمئة. رغم ذلك، فإنّ تناول دواء رالوكسيفين يزيد من خطر الإصابة بنوبات ارتفاع درجة الحرارة وتخثر الدم وفي الأوعية الدموية العميقة بثلاث مرات.
ما هي الأعراض والإزعاجات التي تستوجب استشارة الطبيب؟
تغير في شكل الثدي أو حجمه.
تغير في شكل الحلمة.
إفرازات من الحلمة.
الشعور بوجود كتلة غير طبيعيّة في الثدي.
كيف يتم فحص الثديين باللمس؟
يوصى بإجراء الفحص الذاتي للثديين باللمس مرة في الشهر، بعد أسبوع على توقف الدورة الشهرية:
في المرحلة الأولى: يجب النظر إلى الثديين في المرآة في وضعية الجلوس أو الوقوف وفحص ما إذا كان هنالك تغيّر في شكل الثدي أو حجمه.
في المرحلة الثانية يجب رفع اليدين وفحص الثديين مرة أخرى.
في المرحلة الثالثة، يوصى بالاستلقاء على الظهر وتحسس الثدي الأيمن باليد اليسرى وبالعكس.
ينصح بتقسيم الثدي إلى أربعة أرباع وتحسس كل ربع بعد ربع، والتركيز على الربع العلوي الخارجي الذي يصاب أكثر من غيره. بعد ذلك، يجب فحص منطقة الإبط ومن ثم مركز الثدي وعصر الحلمة لفحص ما إذا كانت هنالك أية إفرازات. الفحص الذاتي مهم جدا، إلا أنه لا يمثل بديلا عن فحص الطبيب الذي يوصى بإجراءه مرة في السنة أو نصف السنة حسب الااعتبارات الطبيب.
هل يوجد فحص يمكن بواسطته التمييز ما بين الأورام الحميدة والخبيثة في الثدي؟
توجد اليوم عدة أساليب تسمح لنا بالكشف المبكر عن سرطان الثدي:
التخطيط الحراري (ثيرموغرافي): وهو أسلوب يكشف عن الفرق ما بين دراجات الحرارة على سطح الثدي. في الغالب، يكون نسيج الثدي باردا ودرجة الحرارة على سطحه تبلغ 26 حتى 36 درجة مئوية. تنبعث من الورم السرطاني حرارة تزيد عن حرارة النسيج العادية ولذا بالإمكان الكشف عنه بهذه الطريقة التي تعتبر فعالة بنسبة 80 حتى 85 بالمئة.
المموغرافيا (التصوير الشعاعي للثدي) أو الكسيروغرافيا (التصوير الشعاعي الجاف للثدي، وهو فحص أكثر تطورا من فحوصات المموغرافيا): هذه الطريقة هي في الواقع تصوير رنتجن تسمح بالكشف عن التغيرات السرطانية بمصداقية عالية تبلغ (85 حتى 90 بالمئة). في معظم الحالات تسمح هذه الطريقة بالكشف عن الأورام التي ليس بالإمكان الكشف عنها باللمس. ومن المتعارف عليه عدم إجراء هذا الفحص قبل سن 35 إلا إذا وجد الطبيب سببا لذلك. وهنالك من يجري هذا الفحص مرة كل خمس سنوات أما بعد سن 50 فيجرى هذا الفحص للنساء مرة كل سنة.
أولتراساوند–  يمكن بواسطة الأولتراساوند الكشف عن الأورام السرطانية بفعالية تصل إلى 85 حتى 90 بالمئة. ومن أفضليات هذه الطريقة على تصوير المموغرافيا أنها لا تعرض المرأة لأي نوع من الأشعة. ويقدر الأخصائيون أن تتطوّر هذه الطريقة في المستقبل وتلعب دورا مهما في الكشف المبكر عن سرطان الثدي وخصوصا في أوساط الفئات الأصغر سنا.
فحص الخزعة (عينة من الورم) – في حال كان هنالك شك في نوعية الورم، يمكن فحصه بشكل مباشر عن طريق فحص الخزعة أو عن طريق وخز بإبرة دقيقة. فحص الخزعة الذي يجرى في العادة تحت التخدير الكامل يتطلب جرح الثدي وإخراج الورم لفحصه تحت المجهر. أما فحص الوخز بإبرة دقيقة فيمكن إجراءه تحت التخدير الموضعي ويتم إرسال مادة الوخز هي أيضا إلى أخصائي من أجل تحليل نوعية الخلايا التي تم سحبها من الورم بواسطة المجهر. ووفقا لنتائج فحص الخزعة يقرر الأطباء طريقة العلاج.
إذا تبين بعد الفحص إصابة المرأة بالسرطان، فماذا يمكننا أن نفعل؟
توجد العديد من أساليب العلاج، بداية من استئصال جزئي للورم وحتى الاستئصال الكامل للثدي، بما في ذلك العضلات الموجودة حوله والغدد الليمفاوية. وبالإمكان أيضا الدمج ما بين العلاج الجراحي والعلاج بالأشعة أو العلاج الكيماوي – حسب الحالة.
ماذا بالنسبة للفحص الوراثي للكشف عما إذا كانت المرأة حاملة لجين سرطان الثدي؟
بالرغم من أن فحص الكشف عن الجين المسؤول عن سرطان المبيض والثدي أجري في البلاد منذ عام 1995، إلا أن القليل من النساء يعرفن عن وجود هذا الفحص والقليل منهن قمن بإجراءه. هذا الفحص هو فحص دم بسيط جدا بدرجة دقة عالية للغاية للكشف عن الجين الذي يدعىBRCA1  و- BRCA2,  الذي يجرى في وحدات الأورام السرطانية في مراكز طبية عديدة في البلاد. إذا كان الفحص غير سليم فإنّ نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى المرأة المفحوصة تصل إلى 38 بالمئة، وفي المقابل فإن النسبة لدى النساء غير الحاملات للجين تصل إلى 2 بالمئة فقط.
من هم الذين ينصحون بإجراء الفحص؟
امرأة أصيبت إحدى النساء في عائلتها بمرض سرطان المبيض أو الثدي.
المرأة التي أصيبت بسرطان الثدي.
المرأة التي أصيبت بسرطان الثدي والمبيض.
يعتبر هذا الفحص فحصا ينقذ الحياة وكلما تم الكشف عن الجين بشكل أسرع كلما ازدادت بشكل كبير فرص نجاح العلاج الوقائي.



الكاتب هو أخصائي في طب النساء، ومدير مركز شاعار لصحة المرأة وخدمات الأورام السرطانية في عيادة كلاليت في حرم جامعة تل أبيب ومدير موقع الإنترنت " جينكولوج نت".

 

مقالات متعلقة