الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

علاقات الحب والصداقة لماذا تفشل؟؟


نُشر: 09/05/06 14:50

الفشل هو مضاد كلمة النجاح، ويشار إلى الفشل بأنه حالة لا يستطع الفرد تلبية أهدافه الراغب فى تحقيقها.
وتعتمد معايير الحكم على الفشل على سياق استخدامه بالنسبة لكل شخص واعتقاده الذاتى لهذه المعايير، فقد يكون الفشل عند شخص ما نجاحا بالنسبة لآخر، مثل المنافسة فى المسابقات: فخسارة أحد المتسابقين تعنى نجاح الطرف الآخر المشترك معه فى هذه المنافسة، وبالمثل درجات النجاح أو الفشل المتعددة فى المواقف المختلفة تخضع للحكم الفردى.
العلاقات الإنسانية متعددة، وقد تستمر العلاقة مدة طويلة، وهذا ما نسميه بالنجاح والمداومة فى العلاقة، أو قد تنتهى بالفشل والتوقف عن صفة التبادلية بين الطرفين.
ولذا يمكننا القول بأن معايير الفشل لا تختلف من شخص لآخر فقط، وإنما تختلف باختلاف العلاقات من: علاقة زواج - علاقة عمل - علاقة صداقة - علاقة حب - علاقة زمالة الدراسة ... الخ.
- مفهوم الصداقة:
الصداقة هى علاقة تتم فى إطار كل ما يمكن أن نصفه بانه "متبادل"، أى انه إطار من المعرفة المتبادلة، والاحترام المتبادل، والعاطفة المتبادلة، والقبول المتبادل، والولاء المتبادل. ومفهوم التبادل، هنا، يكون من أجل صالح الطرف الأخر ومنفعته قبل منفعة النفس والبعد عن الذات.
ويسير مفهوم الصداقة، فى إطار هذا السلوك المتبادل، ابتداء من إسداء النصائح، ومشاركة الصعاب وأوقات المحن، فالصديق هو من يُظهر رد الفعل الإيجابى الفورى، والصداقة أيضاً هى تبادل الثقة وتجنب فعل ما يؤذى الغير.
- قيم الصداقة:
- إظهار التعاطف والعاطفة فى أكثر صورها الإيجابية.
- الرغبة الداخلية فى تمنى الأفضل للطرف الآخر.
- الإخلاص فى المواقف التى يصعب على الشخص العادى الإفصاح عن الحقيقة.
- الفهم المتبادل.
- الإحساس بالمشاعر العميقة من الطرف الآخر بدون التعبير وخاصة عند الاحتياج إلى المساعدة فى وقت الأزمات.
- فشل علاقة الصداقة:
متى تسقط علاقة الأصدقاء وتنهار؟ وما هى أسباب هذا الانهيار؟ وهل يحدث هذا الفشل فى العلاقة فجأة، أم تدريجياً حيث توجد علامات تنبؤ بهذا الانهيار؟
لا توجد إجابة قاطعة تُجزم بفشل علاقة الصداقة، لكن أغلب علاقات الصداقة تفشل لإحدى هذه الأسباب الثلاثة:
1- التغير.
2- الإهمال.
3- خيانة الثقة.
- التغير:
التغير الذى يحدث لأحد طرفى العلاقة هو السبب الأعظم فى انكسار علاقة الأصدقاء سواء أكان هذا التغيير للأفضل أم للأسوأ. وعامل التغيير هنا ينقسم إلى شقين شق وجدانى والشق الآخر عملى وملموس.
فتحقيق أحد طرفى هذه العلاقة لحلم يراوده قبل الآخر يسبب له الغيرة أو الغضب ومن ثَّم فتور العلاقة وفشلها، والأمثلة على ذلك كثيرة مثل زواج طرف قبل الآخر - الحصول على منصب وظيفى مرموق - الانغماس فى علاقة رومانسية.
- الإهمال:
الإهمال المتمثل فى عدم التواصل يقتل الصداقة، فالصداقة مثل الأسماك التى تكون حركتها فى المياه دائماً بالاندفاع لأعلى وإلا ستموت فإذا لم تغذى ويصيبها الركود فسوف تنتهى وتموت.
فعلى سبيل المثال، اذا ننت تعلم جيداً تاريخ عيد ميلاد صديقك لكنك مشغول ولاتحتفل به حيث تخبر نفسك "صديقى متفهم لانشغالى هذا"، لكنه على العكس، فمع عدم توجيه الاهتمام ينتج الضجر ثم الضيق، وعندما نكون منشغلين فدائماً ما يتجه تفكيرنا إلى من سيلتمس الأعذار لنا ممن نحبهم بالطبع ونعتقد بأن هذا شيئاً سهلاً .. لكن الصداقة ليست بالأمر الهين.
انتبه إلى علامات الضجر التى تبدأ فى الظهور على صديقك والتى تنبؤ بإهمالك له: إذا بدأ فى الشكوى/ وسواء أكنت أنت السبب أم الطرف الآخر فالشرخ سيبدأ، والإهمال تكون بداياته عند الشعور بالاحتياج الشديد للطرف الآخر لكنه غائباً عنك.
- الخيانة (سم الصداقة)
أنت تثق فى صديقك/صديقتك وتحكي له/لها كافة تفاصيل حياتك، ثم تجده أو تجدها تحكى هذه التفاصيل لطرف ثالث ورابع أو لأكثر من هذا العدد بكثير. وإذا كان الإهمال والتغير من أكثر الأسباب شيوعاً فى فشل علاقة الأصدقاء،فالخيانة مؤلمة لأن الإيذاء منها أقوى  لأن الصديق يعلم أدق أسرارك. وليس الخيانة هو كشف الأسرار للغير وإنما أيضاً التخلى عن الصديق وقت الاحتياج والشدة، وهذا يولد الخيانة المتبادلة حيث يقوم الطرف الآخر الذى تعرض لها بممارستها وهنا تأخذ صفة الانتقام ويكون فشل علاقة الصداقة فى هذه المرحلة نهائياً ودون رجوع.


مقالات متعلقة