الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 02:02

فضيل سابا.. كاميرا من فضة وعدسة من ذهب

بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 03/07/21 12:31,  حُتلن: 15:41

يُعتبر المصور الفوتوغرافي فضيل سابا( 1901- توفي في الثمانينيات)، ابن مدينة الناصرة، واحدًا من اهم المصورين الفلسطينيين الذين ابلوا بلاء مشهودًا وبذلوا مجهودًا محمودًا في توثيق الحياة اليومية الفلسطينية بكل ما مارت به من نبض ووجود ابتداء من العشرينيات انتهاء بالأربعينيات حتى عام النكبة. وقد التقط بعدسته الذهبية المئات والاف من الصور التي تؤكد الهوية الفلسطينية لوجودنا في بلادنا وتثبت الرواية الفلسطينية العربية في مقابل الرواية الصهيونية العبرية التي تنفي الوجود الفلسطيني متذرعةً بالعديد من الحجج والذرائع.. منها ما التقطه مصوروها من صور.
من هنا تأتي الاهمية الخاصة للكتاب التوثيقي" بين فلسطين والمهجر- الارث الفوتوغرافي النصراوي فضيل سابا"، الصادر ضمن منشورات "دار التراث العربي"، القائمة في العاصمة الاردنية عمان، في حزيران الفائت من العام الجاري 2021، لمؤلفه ابن الناصرة المغترب في الولايات المتحدة الامريكية الباحث المتخصص في توثيق التراث النصراوي الدكتور هزاع ابو ربيع.
يروي مؤلف الكتاب في مقدمته الضافية له قصة تأليفه له وهي قصة تروى لما اشتملت عليه من طرافة، يقول، ان فكرة تأليف كتابه هذا ابتدأت قبل خمسة اعوام عندما طلب منه صديقه الاستاذ خالد عوض، الباحث في الادب الشعبي وصاحب متحف السيباط للحفاظ على التراث الفلسطيني في الناصرة، ان يزوده ببعض من الصور للمصور فضيل سابا، مساعدة له في وضع كتاب يعمل في تأليفه عن مصوري مدينة الناصرة الفوتوغرافيين، الذين وثق لهم المؤلف/ ابو ربيع، في كتاب " الناصرة في صور ايقونية- تاملات وافكار من الاراضي المقدسة"، (صدر هذا الكتاب باللغة الانجليزية عام 2013)، ويشار انه ضم معلومات توثيقية عن العديد من المصورين بينهم منصور سابا ونجله فضيل. ويضيف ابو ربيع قائلا ان صديقه الباحث خالد عوض زوده برقم تلفون ابنة المصور فضيل سابا المقيمة في ولاية كاليفورنيا الامريكية.. بصعوبة ما تمكن ابو ربيع من التواصل مع السي ابنة المرحوم فضيل سابا التي تجاوز عمرها الثمانين، والتقى بها في بيتها اكثر من مرة بعد ان تحدث معها فترات طويلة متواصلة حينا ومتقطعة اخر بسبب المشاغل، ما تسبب بنشوء علاقة مودة وثقة بينه وبينها. ويبدو ان هذه الثقة دفعتها لإعطائه كل ما بحوزتها من ارشيف والدها. بعد تلقيه هذا الكنز من الصور التي التقطها المصور فضيل سابا خلال تجوله في مدينته ومنطقتها مرافقا هذه البعثة او تلك. ابتدأت فكرة تأليف الكتاب بالتبلور، ونمت رويدا رويدا إلى ان انتظمت في كتاب.
يقسم المؤلف الصور التي حصل عليها من ابنة المصور فضيل سابا، في كتابه المتضمن ترجمة انجليزية الى جانب نصه العربي، يقسمها على النحو التالي:
1- صور حفريات أثرية شارك فيها فضيل سابا مصورًا. تحتفظ جامعة برنستون ومتحف جامعة بنسلفانيا بالآلاف المؤلفة من النيجاتيف للحفريات الأثرية التي التقطها فضيل سابا ولم تتم أرشفتها أو تحويلها إلى صور. ويذكر المؤلف ان زار متحف جامعة بنسلفانيا خلال بحثه عن صور لفضيل سابا وانه ذهل من كم الصناديق المليئة بالنيجاتيف التي تم تخزينها منذ الثلاثينات حتى ايامنا الجارية.
2- صور من فلسطين كان صاحبها فضيل سابا يبيعها للسياح في مدينة الناصرة وقد قسمها المؤلف إلى فترتين: فترة العشرينات وفترة الأربعينات.
3- صور عائلية خاصة لفضيل وأسرته في الناصرة، وهي قليلة.
4- صور فضيل سابا وعائلته في المهجر ابتداء من الستينات انتهاءً بالسبعينات.. وحتى وفاته في الثمانينات.
ويقول المؤلف انه حصل من ابنة المصور فضيل سابا على جوازات والدها وهي: جوازان فلسطينيين من زمن الانتداب الإنجليزي، جواز إسرائيلي وجواز أمريكي، بالإضافة إلى بطاقة هوية فضيل سابا من فترة الانتداب البريطاني في بلادنا. وأعطته كل جوازات السفر الخاصة بعائلتها.
كما يلمس الاخوة القراء، الكتاب حافل بالمعلومات التوثيقية والصور النادرة التي كانت ستبقى طي الكتمان وفي ظهر الغيب لو لم يحصل عليها مؤلفه من ابنة المصور سابا. هذا كتاب يغني ارشيف التوثيق الفلسطيني ويقدم دليلًا دامغًا على بطلان الرواية الصهيونية.
انه جهد محمود يشكر عليه باذله.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com   

 

مقالات متعلقة