الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:02

قصيدة بعنوان عد من السفر - بقلم: رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 02/07/21 22:38

 عُدْ من السّفر....
اتكأت سعفُ النّخيلِ على وجهِ القمرْ
فطرقَ طارقٌ فعادتْ سنونوات العمر من السفرْ
فلي لينة ليّنتْ المهجةَ في السّحرْ
وأصيلٌ قبل المساءِ قبيلَ ظهورْ البدرْ
أعائد الى حيفا، فقد طالَ الهجرْ؟؟
تَضَرَعتُ للربِ في تهجّدٍ والسحرْ
وكَفْكفَتُ دموعي المُنهالة على الوجناتِ كالنّهرْ
بَشرتها بعودةِ نوارس البحرْ
تركت لك على عتبات عكّا رسالةً وخبرْ
عُدْ عُدْ منْ السّفرْ ....
أزهرَ أيها الغائب الزّعترْ!
وملأت أشعاري القرطاس والدّفترْ
عُدْ عُدْ من السّفرْ....
الأعشاش تتبدّل على قممِ الشّجرْ
ولم نعدْ نقوى على ضرباتِ خنجرْ
فالفؤاد تلظّى من الغدرْ
والحبور يجول باحثًا مكانًا في الصّدرْ
فزهر اللّوز سجّادة بعتبةِ الدّارْ
وتعرقت الجرار بماءِ البئرْ
عُدْ أيّها اللّاجئ !
عُدْ! أسوَدّتْ أسوارُ القلاعِ
وضَجَّتْ السّماء بتضرّعاتِ الفجرْ
تكحلتْ مَحاجر المقلْ من السهرْ
فالاذنُ تحنُّ لسيمفونيةِ فرح والعمر لمغامرتها يفتقرْ
ليتَ الحياة بالحبورِ سُطورها تنحصرْ
وتتزيّن الأرواح بالسّعادةِ وتتحلّى بعذوبةِ العيشِ كالقطرْ
لتهبّ علينا نسائم العودةِ كالعطرْ
عروس مقدسيّة والأرض المهرْ
عُدْ عُدْ من السّفرْ ....
عُد أيها المحارب من السّفرْ !
بوابات إيليا شربتْ دماء الشّهداء المنعصرْ
فولادة الامل تتعسر من الخصرْ
وعتبات يافا تعجّ بأصوات الصيّادين
ونداءات النّوارس قُبيل بزوغِ الفَجرْ
والذّاكرة تشقّقتْ لكآبةِ المنظرْ
عُدْ أيّها الفاتح من السّفرْ!
نضحت آبار الفكر شعرًا ونثرْ
فطالما تُشرق الشمسُ بسماءِ بلادي
من البحر للنهرْ..... عبق الحبقِ سينتشرْ
فيومًا سَيَنبلجُ الضياءُ من عتماتِ الامل المندثرْ
والرّيحان أكاليلا
على جباه الحورِ سيزهرْ
عُدْ أيها اللاجئ منْ السّفر! ...
فلا بد لنيرِ الظلمِ انْ ينكسرْ
والعدلُ ريم يُقبلُ متبخترْ
عُدْ عُدْ من السفرْ!....
بقلم :رشا وتد 2-7-2021

مقالات متعلقة