الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

كيف اخترق منصور السياسة الاسرائيلية ؟-بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 01/06/21 22:53,  حُتلن: 00:06


نجح في الامتحان الذي توقع الجميع فشله فيه ، حين تأجّجت المظاهرات واشتدت الاحتكاكات بالشكل الذي لم نعهده يوما بين الشارع العربي والاسرائيلي ، حيث استطاع منصور  التماسك والتمسك بالوسطية والمسؤولية القيادية وعمل على تهدئة الأجواء من خلال تصريحات مباشرة غير متلعثمة ، وقام بإتصالات مع المكاتب المسؤولة في الدولة من اجل حثها على القيام بواجبها ، ولم يفعل كما فعلت باقي القيادات العربية التي ركبت الموجة ودارت معها حيثما تدور دون اي مسؤولية ، علّها تحقق بعض المكاسب السياسية التي قد ترجع لها مكانتها التي قد بهتت وكاد ان يذهب ريحها .

فهِم منصور حدود قدرته السياسية وعرف جيدا وظيفته الوطنية ، فلم يبنِ امالا على رمال التحرير ، ولم ينسج احلام دحر الاحتلال ، ولا تغيير الواقع بشكل كلي بضربة واحدة ، وانما عمل على تحقيق المُستطاع من انجازات مطلبية حقيقية واقعية تمزج بين المُلِح والمادي والحقوقي والمعقول ، وتصب في مصلحة الجانب الوطني الذي يضمن صمودنا في ظل الوضع الراهن بكل حيثياته ، ويزيد من ضمانات حفظ مستقبلنا على هذه الارض لأمدٍ أطول وبشكلٍ أسلم .

خلق خطابا موجها للجانب الاسرائيلي الذي لم يدخل من خلاله في اي من التعقيدات الشائكة التي لم تسمن ولم تغنِ يوما من جوع ، ولم يكن خوضها ليخدم المشروع العربي ، بل تنزل تحت خانة الشعارات والفرضيات - المنفرة للاخر - التي اعتادت الاحزاب العربية من تكراراها دوما دون عازة ولا حاجة ، بل اطلقت رصاصتها في الفضاء السياسي من اجل حشد الجماهير دون مراعاة لأضرارها التراكمية .

ايقن ان كرامة الفلسطيني - ضمن تقسيمات القوى الراهنه - تكمن في عيشه الكريم ، وعمل على تحقيق ذلك بكل الوسائل ، حريصا ورافعا لكرامتنا كلنا ، داقا لكل باب ، مصافحا لكل يد ممدودة ، ومدخلا نفسه احيانا في دوامات قد إحتاجت في بعض الاحيان الى الشرح والتبرير لنفسيات قد إختارت وعن قصد فِهم الافعال بالمقلوب .

صمد وبشكل مُلفت للنظر امام اكبر حملة تشويه وتخوين موجهة من خصوم - إتحدوا ضدّه -  لم يردعهم اي خُلُق سياسي او روح رياضية ، بل تفننوا في التحريض ضده مستعينين بكل منابرهم الاعلامية وبجُلّ ميزانياتهم الدعائية ( التي لم يستعملوها في الانتخابات نفسها ) ، حتى وصلوا الى ان يكون تشويه شخص وطريق منصور هو دابهم الدؤوب .

لم ييحث عمّا يطيب لأذن العربي سماعه من شعارات  كما إمتهنت باقي الاحزاب العربية منذ سنين ، بل أعلن وعمل ما يراه مناسبا من اجل التقدم في مشروعه الذي لم تغض عينه طرفها عنه ابدا ، بل استمر في التحرك الحذر راجيا النجاح من اجلي وإجلك ، واضعا جانبا أي مطلب شخصي او حزبي ، وخير دليل على ذلك هو اصراره على نفس مطالبه قبَيل الإنتخابات رافضا لاي حقيبة وزارية لحزبه .

مقالات متعلقة