الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 17:01

الشعب العربي الفلسطيني والأبعاد الإستراتيجية

بقلم: أسامة الأشقر

أسامة الأشقر
نُشر: 25/05/21 00:20

اعتاد الشعب الفلسطيني على الانتفاض المرة تلو الأخرى نصرة للقدس ودفاعا عنها، وما بين ثورة البراق في العام 1929 وانتفاضة القدس في العام 2020 كانت دائما القدس والمسجد الأقصى هما الدافع والمحرك الأهم والأقوى لأبناء شعبنا للانتفاض في وجه الاحتلال، غير أن هذه الانتفاضة طرحت أسئلة جديدة ذات أبعاد مختلفة على دولة الاحتلال وستكون مدار بحث ونقاش معمق في أوساطه السياسية والأكاديمية بعدما ضجت استوديوهات الأخبار بالمحللين الإستراتيجيين وخبراء الأمن القومي والباحثين في الشؤون العربية والفلسطينية وقد تسابق الجميع بطرح وجهة نظره الخاصة حول الأسباب الحقيقية لما حدث فمنهم من رأى بذلك فشلا إسرائيليا ذريعا ومنهم من حاول الربط بين ما حدث والتطورات الجارية في المنطقة وبخاصة علاقة بعض الفصائل الفلسطينية بإيران ومنهم من عرض الأسباب الموضوعية لهذا الفعل الاستثنائي ألا وهو الاحتلال، فبعد سنوات طويلة من الجمود السياسي والانكفاء الدولي والعربي واستبدال قضية العرب الأولى بقضايا محلية وإقليمية أخرى ، جاءت هذه الإنتفاضة المباركة بتنوع أساليبها وشمولية المشاركة فيها لتعيد القضية الفلسطينية لأجندة السياسة الدولية ولتجبر العالم على إعادة تحديد أولوياته من جديد فما حدث في فلسطين التاريخية وما أحدثه أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم كان له أبعاد استراتيجية بعيدة المدى وإسرائيل أكثر من يدرك حجم المأزق الذي فرضته هذه الأهداف فلأول مرة منذ سنوات طويلة تكون مشاركة الكل الفلسطيني بهذا الحجم وهذا الشكل وكأنه ولأول مرة منذ النكبة عام 1984 تلغى كافة الحدود والحواجز التي فرضتها على الشعب العربي الفلسطيني ويصبح الفلسطيني ابن اللد والرملة على نفس المسافة مع الفلسطيني ابن القدس وغزة ونابلس وجنين فهم يستشعرون الخطر ذاته وتجمعهم القضية ذاتها وتحركهم المشاعر ذاتها، حتى أن حجم ردة الفعل كان غير متوقع وفاق كل تصور فجزء كبير من المشاركين بهذه الفعاليات كانوا منخرطين بشكل أو بآخر وفي مستويات مختلفة في المؤسسات التعليمية والاقتصادية في إسرائيل وجزء كبير منهم لا تتجاوز أعمارهم ال20 عاما وهم من الأجيال التي اعتقدت إسرائيل بأنها قادرة على اجتثاثها وجعلها أدوات إضافية في سعيها لتعزيز موقعها الاستراتيجي من خلال حملتها المحمومة للتطبيع مع الدول العربية. هذه الأجيال هي التي سترسم بشكل أو بآخر ممستقبل المنطقة والشعب الفلسطيني وهي التي ستعيد فلسطين للخارطة السياسية مجددا وهذا الضبط ما يقلق إسرائيل ويقض مضاجعها وسيكون مسار التحليل طويل ومعمق لهذه الظاهرة الحية

مقالات متعلقة