الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 09:02

هل يستطيع لابيد تشكيل حكومة أم أنّ الطريق جاهزة لانتخابات خامسة؟

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 06/05/21 13:46,  حُتلن: 14:56

ثمانية وعشرون يوما مضت على تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة وكانت النتيجة الفشل. لقد عجز نتنياهو عن تأيف حكومة تنقذه من ورطاته، رغم ألاعيبه وأساليبه الإحتيالية لكن كما يبدو اصبح مكشوفا للجميع بما فيهم أبناء جلدته السياسية (أليمين) الذين أصروا على التمسك بإسقاطه.
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أعلن الثلاثاء الماضي عن فشل نتنياهو في مهمة التشكيل، وأعلن أمس الأربعاء عن تكليف يائير لابيد زعيم حزب “يش عتيد”، ، بمهمة تشكيل الحكومة المقبلة، وهذا يعني أن لابيد أمامه أيضاً 28 يوما بالتمام والكمال ليجرب حظه في مهمة التأليف. لكن هذه المهمة التي عجز نتنياهو عن النجاح فيها في جمع 61 صوتاً من أصل 120 عضوا في الكنيست لن تكون سهلة على سياسي مثل لابيد لم يكن يوما ما رئيس حكومة ولا توجد لديه أساليب خداعية مثل تلك التي يتميز بها نتنياهو, لابيد حصل على توصيات بدعمه في تشكيل الحكومة من أحزاب “أزرق أبيض”، “العمل”، “ميرتس”، “يسرائيل بيتنو” حزب “الأمل الجديد” اليميني و”القائمة المشتركة” ذات الأغلبية العربية. بالإضافة إلى دعم أعضاء حزبه .
لابيد لديه الآن 51 صوتاً مضمونا وهم اصوات حزبه يش عتيد (17)، أزرق أبيض (8)، يسرائيل بيتنو (7)، العمل (7)، الأمل الجديد (6)، ميرتس (6) وهو يحتاج بعد إلى عشرة أصوات. ويبقى أمامه للمفاوضة أحزاب: يمينا (7) القائمة العربية الموحدة (4) والقائمة المشتركة (6). وحتى لو انضم إليه رئيس حزب يمينا فإنه يبقى بحاجة إلى ثلاثة اصوات فإما أن تكون هذه الأصوات من "الموحدة" أو من القائمة المشتركة، وطبعا يفضل لابيد أصوات الكتلتين.
صحيح أن الرئيس الإسرائيلي ريفلين قال حسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" ان لابيد صاحب الفرص الأفضل لتشكيل حكومة يمكنها الفوز بدعم الكنيست، لكن ريفلين قال صراحة في بيان تلفزيوني أن ذلك سيكون صعباً عل لابيد. ريفلين كان أكثر صراحة مع الإسرائيليين عندما تكالم الحقيقة بقوله: “أعزائي الإسرائيليين، نحن عالقون في متاهة إن لم يكن ذلك أزمة سياسية "
ريفلين على حق في رأيه. وقد يفهم منه أن البلاد ذاهبة لا محالة إلى انتخابات خامسة وأن الفشل سيكون من نصيبه كما أصاب سلفه، وأن استخدام صياغة "مهمة صعبة" هي للتجميل فقط. ولكن هل لابيد لا توجد أمامه إمكانية لتشكيل الحكومة وكيف يبدو المشهد أمام لابيد؟
بينيت زعيم حزب يمينا لا مانع عنده حسب تصريحاته من الإنضمام إلى حكومة وحدة وطنية، لا سيما وأنه أجرى مفاوضات مع لابيد حول شروط الاتفاق الإئتلافي وأنهما حسب تقارير صحفية،مقتربان من التوصل إلى اتفاق على العديد من النقاط، حيث أعلن زعيم يش عتيد عن استعداده السماح لبينيت بأن يشغل منصب رئيس الحكومة أولا في اتفاق تناوب. لكن في السياسة يتغير كل شيء.
فقد أعلن عضو الكنيست عن “يمينا” عميحاي شيكلي اعتراضه على تشكيل حكومة بينيت-لابيد، ووجه رسالة إلى بينيت تم تسريبها إلى وسائل الإعلام العبرية، قال فيها إنه يوافق على أن تغيير قيادة البلاد ضروري وأن الجولة الخامسة من الانتخابات منذ أبريل 2019 ستكون “سيئة للغاية”، لكنه لن يدعم تجنب الانتخابات “بأي ثمن”. وهذا يعني أنه ضد تحالف حزبه مع لابيد في تشكيل حكومة. وليس معروفا إذا كان شيكلي وحده المعارض أم بوجد معه آخرون. وعن سبب رفض شيكلي لدعم لابيد يقول:" أعترض على الانتهاك المتسلسل للوعود الصريحة لناخبينا، والتي تضمنت تشكيل حكومة يمينية، وعدم الجلوس في ائتلاف حكومي مع حزب ميرتس اليساري، وعدم تتويج لابيد كرئيس للوزراء حتى في إطار صفقة تناوب". إذاّ هذه مشكلة تقف أمام لابيد مجددا، وقد تكون سهلة على بينيت حلها وتغيير الأجواء، إذا كانت مصلحة حزب يمينا تقتضي ذلك.
رئيس “القائمة العربية الموحدة”، منصور عباس، لم يوصي بتكليف لابيد تشكيل حكومة، وظل يحتفظ بخط رجعة بقوله: إنه سيتعاون بشكل إيجابي مع أي شخص يُعهد إليه بتشكيل حكومة، أما عضو الكنيست سامي أبو شحادة، رئيس حزب “التجمع”، الشريك في القائمة المشتركة، لن يوصي بأي شخص، بينما يدعم نواب الحزب الخمسة الآخرون لابيد.
والسؤال المطروح الآن هل يستطيع لابيد جمع الأصوات العربية مع أصوات اليمين في سلة واحدة تساعده في تشكيل حكومة أم أن النهاية ستقود إلى انتخابات خامسة؟

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة