الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

تدرج العرب في السياسة الإسرائيلية/ د. عمر مصالحة

د. عمر مصالحة
نُشر: 05/03/21 12:17,  حُتلن: 17:18

منذ قيام اسرائيل في عام 1948 تدرج الوجود السياسي للعرب فيها من الاهمال الكامل الى الحضور السياسي في مسارين: اولهما بناء قوائم عربية تابعة للحزب الحاكم ( مباي), وقد وصل تمثيل العرب في هذه القوائم الى اربعة نواب. وثانيهما, كان عن طريق التصويت للاحزاب اليسارية المعارضة المتمثلة في الحزب الشيوعي الاسرائيلي وحزب العمال (مبام)، في العام 1959 تم تأسيس حركة عربية قومية سياسية باسم "الأرض " التي تبنت الخط الناصري، ونادت بشعار دولة جميع مواطنيها، وقد ترأس الحركة مجموعة من الشباب كان ابرزهم منصور كردوش، حبيب قهوجي وصالح برانسي، وقد أخرجت الحركة من اطار القانون، الأمر الذي اثار غضب وسخط المجتمع العربي . ولكن مع مرور الزمن ازداد تأييد العرب للحزب الشيوعي, وخصوصا بعد توثيق العلاقات السياسية والعسكرية بين الدول العربية المجاورة والاتحاد السوفييتي, حيث كان الحزب الشيوعي يتبنى سياسة تدعو الى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال التام واقامة دولة مستقلة بجانب اسرائيل بعد عام 1967. في عام 1976 كان يوم الارض الذي ولد في اعقابه حركات سياسية وجماهيرية انعكست في اقامة أطر عربية لم تلبث ان تحولت الى احزاب كان اولها تأسيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة, والتي ضمت الحزب الشيوعي الاسرائيلي وجبهة الناصرة الديمقراطية وشخصيات عربية ويهودية. وقد خاضت الجبهة الانتخابات بهذا الاطارالجديد. في عام 1977. وقد تأسست أيضا الحركة التقدمية اليهودية-العربية وخاضت الانتخابات في عام 1984, ولكن الشراكة اليهودية-العربية التي تمثلت في ادخال عضوين للكنيست الحادية عشرة, هما: محمد ميعاري وماتي بيلد, لم تدم طويلا. في عام 1988 انفصل النائب عبد الوهاب دراوشة عن الكتلة البرلمانية لحزب العمل وأقام الحزب الديمقراطي العربي الذي يعتبر الحزب الطلائعي العربي في اسرائيل. وقد تمثل الحزب الديمقراطي العربي بنائب واحد في انتخابات عام 1988 ونائبين عام 1992. في عام 1996, وقبيل الانتخابات للكنيست الرابعة عشرة, تأسست القائمة العربية الموحدة كقوة تحالفية تشمل الحزب الديمقراطي العربي والحركة الاسلامية في اسرائيل. عشية الانتخابات للكنيست الخامسة عشرة انفصل عضوا الكنيست عزمي بشارة وهاشم محاميد عن الجبهة الديمقراطية للسلام. وانضم النائب هاشم محاميد الى القائمة العربية الموحدة, بينما أقام د. عزمي بشارة ود. أحمد طيبي حزبا جديدا هو التجمع الوحدوي الوطني الذي نجح في ادخال نائبين للكنيست الاسرائيلي. ان نجاح ثلاثة قوائم عربية في اجتياز نسبة الحسم ودخول الكنيست الخامسة عشر بعشرة نواب، وتدني هذا العدد الى ثمانية نواب في الانتخابات التي جرت في اواخر كانون ثان 2003 لم يغير مطالب الجمهور العربي الفلسطيني في اسرائيل بالوحدة السياسية داخل الاحزاب العربية, وقد بان هذا المطلب في النسبة المتدنية من خلال التصويت لدورة الكنيست التي جرت في العام1999 والتي لم تتعدى فيها نسبة التصويت عند العرب ال 75%, مع توزيع 25% من اصوات العرب على الاحزاب اليهودية الصهيونية، في الانتخابات الاخيرة للكنيست السادسة عشره كانت نسبة التصويت عند العرب قرابة الخمسين بالمائة وعند اليهود قرابة 69%. الانتخابات التي اقيمت في الثامن والعشرين من كانون ثان 2003 تمت بشكل قسري وغير طبيعي، تنافست على الصوت العربي اربعة قوائم عربية بعد مشاورات ومساع كثيفة حسب اقوال بعض رؤساء ومرشحي هذه القوائم لتوحيد الصفوف وكانت النتيجة عدم التوحيد وانخفاض التمثيل العربي وامتناع غالبية المصوتين العرب ممارسة حقهم في الانتخاب. أقيمت القائمة المشتركة على خلفية رفع نسبة الحسم قبيل الانتخابات للكنيست ال-20 وقد حصلت على 13 مقعد في الكنيست. قبيل الانتخابات للكنيست ال-21 والتي أقيمت عام 2019 انقسمت القائمة المشتركة وخاض الانتخابات حزب التجمع مع القائمة الموحدة من جهة وحصلوا على 4 مقاعد، والجبهة مع الحركة العربية للتغيير وحصلوا على 6 مقاعد. قبيل الانتخابات للكنيست ال-23 والتي أقيمت عام 2019 توحدت القوائم العربية وخاضت الانتخابات تحت اسم "القائمة المشتركة" وحصلت على 15 مقعد والذي يعتبر الحد الأعلى لتمثيل القوائم العربية منذ قيام دولة إسرائيل. ويطرح السؤال: لما الغرابة والاستهجان من الانفصال، ما دام الأمر حدث فقط في الأمس القريب؟؟؟؟
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة