الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 06:02

هل الجبهة ستنتهي ؟ - بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 27/02/21 17:39,  حُتلن: 20:03

كون الجبهة علمانية لا يُنقِصُ من وزنها ايّ شيء ، وكونها يسارية بحته لا يلغي من قيمتها ايضا ايّ شيء ، فهي تؤمن بالتحرر الكُلي كطريقة حياة ، كما بالتعاون العربي اليهودي كمنهجٍ للحياة ، وتنادي بالمساواة المُطلقة التي يدخل تحت كنفها حتى فئة الشواذ العرب ، تحرر وعيش ومساواة لا يقيدها شرع سماوي وإنما تتلوّنُ في كل مرة من جديد حسب التطلعات الارضية ووفق الزمان والمكان ، وذلك طبعا لا يلغي حفاظ بعضهم على الشعائر الاسلامية ، او الاعراف التقليدية من منطلق الإرادة الحرة وليس كإنصياع لدين مُنزل .

اذا لماذا لا نرى الجبهة تطرح ذلك بوضوح ؟ بل تتلون خوفا وتتلعثم وجلا ، واجاباتها شِبه تأييد يُراد له ان يُسمع كشِبه إنكار . لماذا تصرح بما تؤمن به فقط في غرفها المغلقة ؟ وهي من تعتبر نفسها الحزب الاكبر من الاحزاب الاخرى مجتمعة كقول السيد ايمن عودة ، والجسم الحافظ لهويتنا الوطنية حسب اراء مؤيديها  ، اذا لماذا تُمطرنا بتبريرات متناقضة كلما اخفقت في تمرير اجندتها العلمانية على الساكت ! لماذا تتنصل من تصريحات بعض قادتها وتحاول تخفيف حدتها رغم انها تأتي طبقا لاجندتهم التي يؤمنون بها كتصريحات السيدة عايدة المتكررة ، فتارة يقولون هذا تصريح قديم وتارة مقصدنا موجه للمجتمع اليهودي ومن جهة ثانية يؤكدون على احترامهم للاديان ( رغم تصريحم المنافي له ) !

الجواب بسيط جدا : لانها وللمرة الاولى في تاريخها تواجه بمنافس بيّن الفروق وحدد الطرق وطرح بديل متكامل لا يخشى إعلان ما يريد والى اين هو ذاهب غدا ، حتى اصبحت الجبهة خجلة سياسيا من عرض فكرها بل نشاهدها تحاول جاهدة  تقليد طرح منافسها وتقزيم الفوارق -  التي لا يمكن تقزيمها -  من خلال اعلان تقربها الصوري للاديان  ، وتجنبها الافصاح عن فكرها المتعايش مع اليسار الإسرائيلي لاخفاقاته المتكررة وخيبة الامل العميقة منه في الشارع العربي واليهودي ، ونرى قادتها وعلى راسهم السيد ايمن يتهرب خجِلا من الاجابة عن اي سؤال يخص الشواذ ، وإلا فأتحداه أن يخرج ويقولها صريحة نحن مع حقوق الشواذ وننادي بمساواتهم وتحصيل حقوقهم من إعتراف بزواج وفرصة لتاجير الارحام من اجل توسعة عائلاتهم ! كما يقولون وبكل فخر في غرفهم المغلقة .

فكر لا ننكره عليهم ولا يحق لاحد إلغاءه ، بل لهم ان ينادوا بما تؤمنون به ويحشدون مؤيديهم بكل اريحية سياسية ، ما داموا لا يفرضونه على احد بدهاء وحيلة ، ولا يحاولون تقنينه وفرضه على الاخرين بالقانون ، ولا عن طريق سلب ارادة شبابنا بالإغراء ، وهذا كله يذهب وبتوافق  تحت راية لكم دينكم ولي دين .

فالنقد الموجه للجبهة هو بسبب تذبذبها المعلن مقابل اجندتها الخفية ، وعدم عرضها لفكرها بشكل شفاف ، وتغييرها لاعلانها وإعلامها في كل مرة ، متحرية ما يحب أن يسمعه الناس في تلك الحقبة الزمنية ووفق الدارج في إنتخابات معينة ، وتقليدها لمنافسيها فيما رأوهُ ، لأنها ترى أن تلك الرؤية  مُحببة لدى الجماهير ، وغيرها من الاخطاء التكتيكية التي اراها ستؤدي لتلاشي الحزب الشيوعي في السنوات القادمة إن لم يتخذوا خطابا صريحا يعرض فكرهم بوضوح بعيدا عن تخوين وإلغاء للاخرين .

مقالات متعلقة