الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

مُعَلَّقَاتِي الْمِائَتَانْ {45}مُعَلَّقَةُ أُنُوثَةِ الْحَيَاةْ-شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

محسن عبد المعطي
نُشر: 25/01/21 05:30

وَرِحَالُهُ حَطَّتْ عَلَى اسْتِحْيَاءِ = بِجَزِيرَةٍ تَشْدُو بِخَيْرِ الْمَاءِ
لَفَتَ انْتِبَاهَ مُؤَمِّلٍ فَضْفَاضَةً = هِيَ دُمْيَةٌ فِي الشَّكْلِ مِثْلَ نِسَاءِ
قَدْ أُجْلِسَتْ فِي سَاحَةٍ جَذَّابَةٍ = وَالنَّاسُ يُلْقُونَ السَّلَامَ الْحَائِي
يَا دُمْيَةً بِفَمِ الزَّمَانِ تَأَلَّقْتْ = بِالْبَاءِ ثُمَّ التَّاءِ ثُمَّ الثَّاءِ
لَمْ تَلْقَ بَعْدُ مَهَانَةً بِشَبَابِهَا = مَزْهُوَّةً بِجَمَالِهَا الْبَنَّاءِ
تُعْطِي الْأَنَامَ سَعَادَةً بِحَيَاتِهِمْ = فِي فِكْرِهَا الْمِقْدَامِ وَالْمِعْطَاءِ
تَجْتَاحُهَا الْأَنْوَارُ فِي فَخْرٍ بِهَا = تُزْهَى أَنُوثَتُهَا بِحَرْفِ التَّاءِ
أَلْقُوا السَّلَامَ عَلَى مَسَامِعِ دُمْيَةٍ = مِعْطَاءَةٍ تَغْدُو مِنَ الْأَحْيَاءِ
فَلَعَلَّهَا تَهَبُ الْحَيَاةَ أُنُوثَةً = فَتَصُبُّ فِي سِحْرِيَّةٍ وَنَقَاءِ
قَلْبٌ رَحِيمٌ يَصْطَلِي فَخْراً بِهَا = فِي نَشْوَةِ الْإِمْتَاعِ بِالْإِلْقَاءِ
تَشْدُو بِسِحْرِ قَصِيدَةٍ وَقَّادَةٍ = فَاقَتْ عَلَى الْأَلِفِ الْفَخُورِ بِبَاءِ
أَلْقَتْ عَلَى الْقَوْمِ الْكِرَامِ قَصِيدَهَا = وَرَوِيُّهَا قَدْ كَانَ حَرْفَ الْخَاءِ
حَرْفٌ يُجِيدُ تَفَاخُراً بِوِعَائِهَا = وَبِجُودِهَا فِي أُلْفَةٍ لِلرَّاءِ
أَهْلاً بِهَا مِنْ دُمْيَةٍ فِي عُودِهَا = حِبْرُ الْإِبَاءِ الْمُسْتَهَامِ الرَّائِي
اَلطِّفْلُ يَقْذِفُ بِالْكُرَاتِ مُلَاعِباً = تِلْكَ الدُّمَى بِسَعَادَةٍ الْإِرْضَاءِ
صُبِّحْتِ بِالْخَيْرَاتِ يَا بَدْرَ الدُّجَى = يَا شَمْسَ صُبْحٍ قَادِمٍ بِبَهَاءِ
فَتَيَاتُ أَرْضِكِ تَحْتَوِيكِ بِحُبِّهَا = وَتَقُومُ بِالْإِطْعَامِ دُونَ عَنَاءِ
بُورِكْتِ دُمْيَةَ حُبِّنَا وَعَنَائِنَا = خُلِّدْتِ بِالْآلَاءِ وَالنَّعْمَاءِ
لَوْ كَانَ عِنْدَكَ خِبْرَةٌ بِشَقَائِي = وَطَنَ الإِبَاءِ وَقَلْعَةَ الْكُرَمَاءِ
مَا كُنْتَ حُلْماً بَلْ صَبَحْتَ حَقِيقَةً = تَحْنُو عَلَى تَنْهِيدَةِ الْقُرَبَاءِ
وَلَصِرْتَ حُسنَ الْجُودِ يَا أُنْشُودَتِي = قَدْ تُوَّجْتْ بِالْخَيْرِ وَالْآلَاءِ
وَطَنِي يَجُودُ بِرَاحَتِي وَسَعَادَتِي = وَهُوَ الضِّيَاءُ بِقَسْوَةِ الظَّلْمَاءِ
اَلْخَيْرُ كُلُّ الْخَيْرِ فِي وَطَنِ الْعُلَا = وَالْمُعْجِزَاتِ وَصَفْوَةِ الظُّرَفَاءِ
يَا طِينَةً مِنْ حُبِّنَا يَا وَرْدَةً = مِنْ عِشْقِنَا وَمَحَطَّةَ الْأُدُبَاءِ
أَنَا فِي حِمَاكَ وَأَنْتَ لِي مَعْزُوفَةٌ = غَنَّيْتُهَا لَحَّنْتُهَا بِذَكَائِي
كُتِبَتْ بِمَلْحَمَةٍ مَعَ الْأُدَبَاءِ = وَنَسَبْتُ فِيهَا الْفَضْلَ لِلشُّعَرَاءِ
يَا رَبِّ هَبْ لِي فِطْرَةَ ذَوَّاقَةً = مَحْبُوبَةً مِنْ سَائِرِ الْخُلَصَاءِ
وَارْحَمْ بِفَضْلِكَ شِقْوَتِي وَتَعَاسَتِي = وَتَوَلَّنِي يَا أَلْطَفَ اللُّطَفَاءِ
وَاكْتُبْ عَلَى قَلْبِي الْكَلِيمِ سَعَادَةً = يَنْجُو بِهَا مِنْ سَائِرِ الْأَرْزَاءِ
وَأَعِنْ بِفَضْلِكَ يَا كَرِيمُ قَرِيحَتِي = وَأَدِمْ نُبُوغِي بَعْدَ مَحْوِ بَلَائِي
يَا مَلْجَأَ الْعَبْدِ الضَّعِيفِ وَجَاهَهُ = بِكَ أَسْتَعِينُ عَلَى دُجَى الْأَعْضَاءِ
بِكَ أَسْتَعِينُ عَلَى السَّقَامِ مَعَ الضَّنَا = يَا الْحَيُّ يَا الْقَيُّومُ فِي بَلْوَائِي
بِكَ أَسْتَعِينَُ عَلَى الْمَكَارِهِ كُلِّهَا = فِي عَالَمٍ قَدْ نَاءَ بِالْفُرَقَاءِ
بِكَ أَحْتَمِي يَا جَاهَ كُلِّ مَوَكِّلٍ = يَا الْبَاقِي وَالدُّنْيَا مِنَ الْقُتَلَاءِ
بِكَ أَسْتَعِزُّ وَمَنْ سِوَاكَ يُعِزُّنِي؟!!! = وَيُمِدُّنِي بِالرِّزْقِ فِي الْأَحْيَاءِ
قَدْ عِشْتُ مِثْلَ الْمَيِّتِينَ مُقَيَّداً = بِحَوَادِثِ الدُّنْيَا مَعَ الطُّلَقَاءِ
فَارْحَمْ تَقَلُّصَ حَائِرٍ مُتَشَبِّثٍ = بِكَ فِي جَمِيعِ مَدَارِجِ الْأَنْوَاءِ
وَاشْدُدْ عَلَى قَلْبِي وَأَسْعِدْ مُهْجَتِي = يَا ذَا الجَلَالِ وَأَكْرَمَ الْكُرَمَاءِ
قَدْ عِشْتُ مَنْهُوبَ الْحُقُوقِ مُفَرَّغاً = مِنْ خَيْرِ قَلْبِي يَا لَفَيْضَ عَزَائِي
فَتَوَلَّ أَمْرِي يَا كَرِيمُ وَأَنْعِمَنْ = وَاشْفِ الْعَلِيلَ وَجُدْ بِخَيْرِ دَوَاءِ
هاتِ الْقَصِيدَةَ مِنْ رُبَى الْجَرْدَاءِ = وَأَعِدْ إِلَيْهَا بَسْمَةَ الْعَرْجَاءِ
أَشْعِلْ فَتِيلَ الْحُبِّ فِي عَرَصَاتِهَا = مَا كَانَتِ الشَّرْبَاتُ بِالْحَمْقَاءِ
لَا تَفْجَعَنْ قَلْبِي عَلَى أَمْجَادِهَا = وَتَسَلَّحَنْ بِمَبَادِئِ الشُّرَفَاءِ
إِنِّي أُعِيذُكَ يَا خَلِيلُ مِنَ الْهَوَى = أَنْقِذْ فُؤَادِي مِنْ عَظِيمِ الدَّاءِ
هَبْ لِي قَصِيداً أَسْتَظِلَّ مِنَ النَّوَى = بِالْقُرْبِ مِنْ تَرْنِيمَةَ الْحَسْنَاءِ
دَعْنِي أُفَتِّشْ عَنْ مَنَاقِبِ بَسْمَتِي = فِي الْأَرْضِ إِنْ لَمْ تَتَّحِدْ بِسَمَاءِ
أَطْرَيْتُهَا فَتَعَجَّبَتْ وَلَثَمْتُهَا = فَتَبَسَّمَتْ وَيْلِي مِنَ الْأَحْشَاءِ
طَرَقَتْ جِبَالِي فَاحْتَلَمْتُ بِعُودِهَا = وَطَلَبْتُ مِنْهَا أَنْ تَهِيمَ بِهَائِي
وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمُخْلِصِينَ حِبَالُهُمْ = تَصِلُ السَّمَاءَ فَهِمْتُ بِالشُّرَفَاءِ
وَخَبِرْتُ أَنْ الْمُسْلِمِينَ تَفَرَّقُوا = فَرَثَيْتُهُمْ بِمَحَجَّةِ الْحُنَفَاءِ
وَبَكَيْتُ لَمَّا أَنْ أُهِينَتْ حِفْنَةٌ = مِنْهُمْ بِرَغْمِ الطِبِّ وَالْأَدْوَاءِ
وَاحَسْرَتَا لِلْمُسْلِمِينَ بِعَالَمِي = هَانُوا عَلَى كِبَرٍ بِشّرِّ رِدَاءِ
قَدْ كُنْتُ آمُلُ أَنْ يَكُونُوا عُصْبَةً = مَلْمُومَةَ الْأَدْوَارِ وَالْإِجْدَاءِ
لَكِنَّهُمْ فَرِحُوا بِرَهْبَةِ ذِئْبِهِمْ = وَتَفَرَّقُوا فِي مُعْظَمِ الْأَنْحَاءِ
يَا رَبِّ وَحِّدْهُمْ وَلَمْلِمْ شَمْلَهُمْ = وَاجْمَعْهُمُ فِي حُلَّةِ الْبُسَطَاءِ
اَلنَّاشِرِينَ لِدِينِهِمْ وَالْمُخْلِصِي=نَ لِرَبِّهِمْ بِالْقُرْبِ وَالْإِقْصَاءِ
يَا رَبِّ فَاطْرَحْ هَمَّهُمْ يَا رَبِّ فَرْ = رِجْ كَرْبَهُمْ فِي فَرْحَةٍ وَنَجَاءِ
يَا رَبِّ أَنْقِذْ مَا تَبَقَّى مِنْ حِمَىً = وَالْطُفْ بِفَضْلِكَ مِنْ لَظَى الرُّفَقَاءِ
اَلنَّافِثِينَ سُمُومَهُمْ وَالطَّارِحِي = نَ هُمُومَهُمْ فِي حِنْكَةٍ وَخَفَاءِ
اَلْخَائِنِينَ رِفَاقَهُمْ بِتَجَسُّسٍ = وَتَحَسُّسٍ مِنْ صَالِحِ الْأَعْدَاءِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ = اَلْمُصْطَفَى مِنْ سَائِرِ الْأَرْجَاءِ
وَاضْمُمْ بِفَضْلِكَ أُمَّةً مِعْطَاءَةً = بِشَبَابِهَا مِنْ خِيرَةِ الْأَبْنَاءِ
أَدْخِلْ شَرَابَ مَحَبَّةٍ فِي جَوْفِهَا = لِلذِّكْرِ وَالتَّوْحِيدِ وَالْعُلَمَاءِ
وَازْرَعْ نَقَاوَتَهَا وَجَوْدَةَ أَصْلِهَا = فِي سَاحَةِ التَّشْرِيفِ وَالنُّجَبَاءِ
أَسْعِدْ أَصَالَةَ فَرْعِهِمْ عَزِّزْ كَرَا = مَةَ أَهْلِهِمْ أَكْرِمْهُمُ بِسَخَاءِ
أَعْطَيْتَ كُلَّ السَّائِلِينَ رَجَاءَهُمْ = وَأَنَا بِبَابِكَ يَا عَظِيمَ مُنَائِي
فَامْنُنْ بِفَضْلِكَ يَا كَرِيمُ وَمُدَّنِي = بِالْفَضْلِ مِنْكَ فَأَنْتَ كُلُّ رَجَائِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الكامل التام
ثاني الكامل :
العروض تام صحيح
والضرب تام مقطوع
ووزنه :
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ = مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلْ
الكامل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
وَرِحَالُهُ حَطَّتْ عَلَى اسْتِحْيَاءِ = بِجَزِيرَةٍ تَشْدُو بِخَيْرِ الْمَاءِ
لَفَتَ انْتِبَاهَ مُؤَمِّلٍ فَضْفَاضَةً = هِيَ دُمْيَةٌ فِي الشَّكْلِ مِثْلَ نِسَاءِ
قَدْ أُجْلِسَتْ فِي سَاحَةٍ جَذَّابَةٍ = وَالنَّاسُ يُلْقُونَ السَّلَامَ الْحَائِي
يَا دُمْيَةً بِفَمِ الزَّمَانِ تَأَلَّقْتْ = بِالْبَاءِ ثُمَّ التَّاءِ ثُمَّ الثَّاءِ
لَمْ تَلْقَ بَعْدُ مَهَانَةً بِشَبَابِهَا = مَزْهُوَّةً بِجَمَالِهَا الْبَنَّاءِ
تُعْطِي الْأَنَامَ سَعَادَةً بِحَيَاتِهِمْ = فِي فِكْرِهَا الْمِقْدَامِ وَالْمِعْطَاءِ
تَجْتَاحُهَا الْأَنْوَارُ فِي فَخْرٍ بِهَا = تُزْهَى أَنُوثَتُهَا بِحَرْفِ التَّاءِ
شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

مقالات متعلقة