الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 14:02

حرب البيانات والتصريحات بين مركبات المشتركة

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 30/12/20 12:16,  حُتلن: 18:01

ما نشهده اليوم من تبادل اتهامات داخل المشتركة بين مركباتها، يجعلنا أكثر قناعة من أن أي جسم سياسي لا يكون أساسه سليماً لا يمكن له البقاء. وحتى نكون منصفين، فإن الدكتور أحمد طيبي رئيس "الحركة العربية للتغيير" ظل بعيداً عن هذه الأجواء الوسخة بين مركبات المشتركة الثلاثة، ولم يقحم نفسه في عملية نشر الغسيل الوسخ على حبال المشتركة، احتراماً لشعبه، وظل متمسكاً بهدوئه ولا نعرف متى. سيخرج عن صمته.

قلنا منذ بداية تأسيس المشتركة، أنها لن تدوم طويلاً، لعدم وجود تناسق بين المركبات لأن كل مركب له اتجاه معين مثل اتجاهات البوصلة. فلا هناك برنامج سياسي يلزمهم، والدليل على ذلك ما حصل مع منصور عباس، وما حصل سابقاً من خلافات حول تسمية غانتس لتشكيل الحكومة، وكذلك الخلاف حول المثليين والذي كان "القشة التي قصمت ظهر البعير".
منذ ذلك الوقت ونحن نشهد باستمرار حالات هجوم وهجوم معاكس من الأطراف الثلاثة في المشتركة : الجبهة، التجمع والإسلامية الجنوبية . كل يدلي بدلوه منتقداً الآخر ويحمله مسؤولية فشل المشتركة أو بالأحرى "تفرفط" المشتركة لأنه من ناحية عملية وبناءً على ما نسمعه يومياً من تصريحات شديدة اللهجة ضد بعضهم البعض، فمن المفهوم ضمناً أن المشتركة قد انتهى أجلها.

السؤال المطروح الذي يطرحه كل عاقل ولا جواب له: إذا كانت عملية الطلاق لا بد منها بين مركبات المشتركة، فلماذا لا تتم بصورة حضارية بدون نشر غسيل وسخ؟ لماذا لا يجلس أقطاب المشتركة مع بعض ويعلنوا بكل عقلانية أنهم فشلوا، والأفضل أن يسير كل في طريقه حسب نهجه؟ لكن من جهة ثانية قد تكون هناك إمكانية واحدة بعد: فمن الممكن إذا شعر أقطاب المشتركة فيما بعد بأن عبورهم نسبة الحسم في خطر، فليس من المستبعد أن يخرجوا علينا ببيان " تآخي ومن أجل خدمة الشعب" وكأن شيئاً لم يكن (وخلينا ننسى الماضي) ثم نعود "حليمة إلى عادتها القديمة". كل شيء جائز.
لكن ما يبدو للعيان فالموضوع لغاية الآن أكبر من "التآخي". وسؤال آخر بحاجة إلى جواب: لو خرجت (الإسلامية الجنوبية) من القائمة المشتركة، فهل ستظل القائمة في مركباتها الثلاثة ويبقى اسمها مشتركة؟ وكيف ستكون هذه المشتركة بدون المركب الإسلامي الجنوبي؟

وإذا لم يتم (التآخي) فأنا أعتقد بأن تحالفات لا بد أن تحدث لأنه من الصعب على أي مركب المغامرة في خوض انتخابات منفرداً، رغم تصريحات قادة في (الجنوبية) عن استعدادهم لأي سيناريو.
حرب البيانات التي شهدناها في الأيام الأخيرة، أظهرت أن لا ثقة بعد اليوم بين المركبات الثلاثة. صحيح أن شريط الفيديو الذي أصدرته الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حذّرت فيه من مساعي رئيس الحكومة ورئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو لتفكيك "القائمة المشتركة"، وضرب التمثيل العربي في الكنيست، إلا أن سكرتير الجبهة منصور دهامشة أكد انجرار البعض وراء نتنياهو في إشارة واضحة إلى منصور عباس.

أما عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية (الجنوبية) طلب أبو عرار فقد رد على الفيديو بسرعة كبيرة، واتهم "الجبهة" بأنها السبب في تراجع قوة المشتركة. فقد أصدر بيانا صرح فيه :" تطلّ علينا الجبهة بفيديو تدافع فيه عن نفسها بعد دورها في تراجع قوّة المشتركة وتتهم شركاءها بأنّهم السبب في هذا التراجع".وأكد أبو عرار على أن التصويت إلى جانب قوانين الشذوذ أدّى إلى سلخ المشتركة عن الهوية الأصلية لمجتمعنا العربي وقيمه المتجذّرة، وبالتالي إضعاف قوّة المشتركة، ثم أتت بعده تصريحات رئيس المشتركة التي اتهم فيها جمهور الناس بالنفاق خلال أزمة طحينة الأرز، لتزيد من ابتعاد الناس عن المشتركة، وفق ما يؤكّده استطلاع معهد ستات نت".

النائب امطانس شحادة (التجمع) فكان له أيضاً مشاركة في هذه الهجمات والإتهامات. فقد أصدر هو الآخر بيانا أكد فيه:" أن السبب المركزي لأزمات المشتركة المتتالية في الأشهر الأخيرة، هو العامل السياسي ومحاولة البعض جر المشتركة إلى مشاريع لا تناسبها". ثم يقول في مكان آخر في البيان " ليس من وظيفة المشتركة الاكتفاء بمطالب يومية معيشية لتسهيل التفاوض مع اليمين، ولا أن تعمل وفق "تحالفات" أو "تفاهمات" لحظية مارقة مع اليمين الإسرائيلي". وهذه أيضاً إشارة واضحة ضد منصور عباس.

أعتقد بأن حرب البيانات ستبقى مستمرة بين الأقطاب المتصارعة في المشركة، حتى الإعلان رسمياً عن تفكيكها وتشكيل تحالفات جديدة، أو كما ذكرنا الإعلان عما يسموه "إعادة وحدة المشتركة" و" يا دار ما دخلك شر" وكل يعمل حسب هواه. ورغم أني أستبعد هذا السيناريو، لكن لا مستحيل في السياسة في ظل وجود مصالح.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة