الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

العمل نعمة والفراغ نقمة


نُشر: 28/12/08 07:05

من الواجب على الانسان ان يحافظ على وقته كما يحافظ على ماله بل اكثر من ذلك , حتى يستفيد من هذا الوقت فيما ينفعه في دينه ودنياه , وما يعود على امته بالخير والسعادة ,
 وهذا ما كان يفعله السلف الصالح كانو احرص ما يكونون على اوقاتهم لانهم يعرفون قيمة الوقت .
يقول حسن البصري رضي الله عنه : ادركت اقواما كانوا على اوقاتهم اشد حرصا من الدراهم والدنانير .فكان احدهم يحرص على الوقت حتى لا يضيع منه شيئا في غير استفاده وفي غير منفعه , ويقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وارضاه : ان الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما , وان من علامات  المقت اضاعة الوقت حتى نستفيد من الوقت يجب ان نرتقي من حال الى احسن منها اي ان يكون اليوم افضل من امس وغدا افضل من اليوم وهكذا ..... فيجب ان لا تمر علينا ساعة من الزمن دون ان نتزود بعلم نافع او عمل صالح او مجاهدة النفس ومحاسبتها حتى لا يذهب العمر سدى , ويجب علينا ايضا ان نعتبر من الوقت اذا ضاع سدى دون منفعة ودون استفادة نستغل الوقت في نمو المعرفة ونمو الايمان ونمو العمل الصالح ويقول في هذا ابن مسعود رضي الله عنه " ما ندمت على شيء, اندمي على يوم غربت شمسه ونقص فيه اجلي, ولم يزد فيه عملي . وقال احد الحكماء : كل يوم يمر بي لا ازداد فيه علما يقربني من الله عز وجل , فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم . ان الوقت ثمين اذا اثمنته , وان الوقت ممل اذا مللته وهكذا . فيجب علينا ان نستفيد من الوقت حتى اذا سئلنا في اليوم الآخر عن الايام وعن الشهور وعن السنين بل عن العمر كله , تكون صحائفنا عامرة بالعمل الصالح والايمان ومجاهدة النفس كما ذكرنا فلا يمر الوقت دون الاستفادة منه .
قالها احد الحكماء ايضا : من امضى يوما من عمره في غير حق قضاه او فرض ادّاه او علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه .
هكذا كان حرص سلفنا الصالح على الوقت كانوا يجعلون للوقت قيمة . ان ما نراه اليوم عند بعض الناس من اضاعة الاوقات فاقت حد التبذير الى التبديد .
والحقيقة من انفاق الوقت دون المنفعة اشد خطرا من انفاق الاموال , ان المبذرين والمبددين لاوقاتهم لا يستطيعون ان يعوضوا ولو دقيقة واحدة بينما المبذرين لاموالهم يستطيعون ان يعوضوا شيئا منه , فالوقت اذا ضاع فلا عوض له ,لقد أصبح مألوفا عند بعض الناس في مجالسهم ( قتل الوقت ) تراهم يجلسون الساعات الطوال في ليل او نهار حول مائدة الورق وحجارة الشطرنج وغيرها لا يبالون لاهين عن ذكر الله وعن الصلاة وعن حتى زيارتة اقربائهم وارحامهم ولاهين كذلك عن واجبات الدين والدنيا , اذا سألتهم عن عملهم هذا فيجيبونك بصراحة نريد ان نضيع الوقت , ومن النعم التي يغفل كثير من الناس عنها ويجهلون قدرها ولا يقومون بحق شكرها , نعمة الفراغ هذا ما قاله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبونٌ فيهما الكثير من الناس , الصحة والفراغ , ويقصد الفراغ الخلو من المشاغل والمعوقات الدينية المانعة للانسان من حيث الانشغال بالامور الاخروية .
وفي حديث اخر يقول صلى الله عليه وسلم : " اغتم خمسا من خمس , ومنها فراغك قبل شغلك" , والفراغ يجب ان لا يبقى فراغا أبدا بل يجب ان يملأ بالخير فالنفس ان لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر وان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل . فطوبا لمن شغلته نفسه بالخير والصلاح وويل لمن شغلته نفسه بالشر والفسوق. فلا تجعل من فراغك ووقتك نقمة بل اجعلها نعمة حتى تستفيد وتفيد غيرك من الاوقات .

مقالات متعلقة