الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 11:02

أحب قريتي-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 20/12/20 03:07

  أحب قريتي

أحب قريتي..

لأنني أحبُّ أن أرى الصفاءَ

في منابع الأنهارْ..

أحبُّها.. أحبُّها

لأنني أحبُّ أن أرى النقاءَ

في معادن الإنسانْ -

أريدُ أن أراهُ حرَّاً من قيودٍ

عرقلت وتيرة النموَّ في أمانْ..

أحبُّ أن أرى عفْويةَ انتمائهِ 

إلى الجذورِ

كانتماء جدولٍ إلى منابع الجبالْ -

وأن أرى عفويةَ انتمائهِ 

إلى مَعَالِمِ المكانْ..

أحبُّ أن أسمعَ الحوارَ بين نسوةٍ 

  يزرعنَ مشتلَ النعناعِ في فناءِ الدارْ-

أن أسمع الحوارَ 

بين شيخٍ والصغارْ..

أن أسمعَ الحوارَ بين جارتينِ

عبرَ شارعٍ خالٍ من الزِّحامْ-

أن أسمعَ الناسَ في حوارٍ

حول خطبة الإمامْ..

أحبُّ أن أرى الياسمينَ 

صاعداً على جدارْ..

أن أسمع الديكَ في الصباحِ

داعياً إلى الصلاةِ والإفطارْ..

      ***

أحبُّ ما أحبُّ 

في مدينةِ الزِّحامِ والأضواءْ

لكنني لا أحبُّ

أن أرى الأبراجَ تحجِبُ السماءْ..

أحبُّ نزهةَ الأطفالِ بين عائلاتهم

في حدائق المدينة الصاخبةْ -

لكنني لا أحبُّ عُزلةَ الإنسانِ 

تسْتَبِدُّ بالأفراد كلما زاد العددْ

أحبُّ مسرحاً وجامعهْ-

لكنني لا أحبُّ الحَشْرَ في شارعٍ

يغصُّ بالناسِ والمحركاتِ 

والقُمامةْ-

كأن الناسَ في سباقٍ 

إلى يوم القِيامةْ

    ***

أحب قريةً تَرَعْرَعت بها طفولتي

أحبّها كلما تذكرتُ أُمّاً أو جَدّةً 

صادفتني في طريق المدرسةْ -

صَلّت على الرسولِ 

كي يصون لي سلامتي..

وأغدقت عليَّ من حَنانِها وعَطْفِها

فنَمَّت براعمَ الحُبِّ في مُهجَتي

وأشعرتني أنها أمّي أنا.. أو جدّتي..

أحبُّها.. أحبُّ قريتي الناعِمةْ

تزدانُ بالوئامِ والأخلاقِ

والإحسانِ والكرامةْ..

تسافرُ الأحلامُ فيها

على جِنح اليَمامةْ.

يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة