الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

انتخابات لجنة المتابعة- أمير مخول

أمير مخول
نُشر: 18/12/20 02:03

اعتقد ان اعادة انتخاب الاخ محمد بركة في الايام القادمة لرئاسة لجنة المتابعة مجددا هو انتخاب موفق لشخص مناسب في زمن يتطلب تجربته ورصيده.


ورغم المأخذ على المسار في كل ما يتعلق بالشفافية الجماهيرية المطلوبة، إلا ان امتناع الاحزاب عن تقديم مرشحين او مرشحات من قبلها فيه نوع من التوافق على متابعة المشروع الطموح الذي جاء به، والذي حدّت من وتيرته تعقيدات الوضع وتعقيدات تركيبة المتابعة ووضعيتها التي تقع اولا على عاتق الاحزاب والحركات السياسية، كما عطل عام الكورونا من الوتيرة وحدّ من الاندفاعة خاصة في الحملة الشعبية لمواجهة منظومة الجريمة ومن يقف وراءها.
رغم المسؤولية الكبرى لمركبات المتابعة الا انه يبقى للرئيس هامش عمل قيادي هام جدا، وهو المساحة ما بين التعاطي مع التوافق بحدّه الأدنى وبين اعتماده كأساس لرفع سقف العمل سياسي والتنظيم الوطني، ولاطلاق المبادرات الجماهيرية على تنوعها والمساعي لتعزيز بناء المؤسسة المرجعية الاهم والكيانية الوحيدة لجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل، وبالذات في مرحلة يزداد منسوب التعويل على دور الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل في مجمل القضية الفلسطينية، وفي هذا احد اكبر انجازات هذه الجماهير على مسار اوسلو التجزيئي الذي نصّ على تهميش هذا الجزء من الشعب الفلسطيني واعتباره خارج القضية الفلسطينية بل اعتباره قضية اسرائيلية داخلية.
تواجه جماهير شعبنا تحديات غير مسبوقة ليس بمفهوم النقاش والاختلافات والخلافات السياسية ضمن السياق المجمع عليه بل تواجه مؤشرات لشرخ جوهري نرى تجليات له في المستوى التمثيلي للقائمة المشتركة لكن مصدره ليس هناك، وانما في طبيعة التحولات التي تعصف بالنخب الفلسطينية في الداخل وعلى محور العلاقة مع اسرائيل والعلاقة مع قضية فلسطين وتنعكس على مجمل الحياة السياسية وتنظيميتها.
اكما أن ما يجري مؤخرا لا يشكل خطرا على القائمة المشتركة فحسب وانما على لجنة المتابعة ككل، وفيما لو لم يتطور العمل والبنية التنظيمية للمتابعة فإن هناك ما يؤشر الى تشققات في الاجماع الوطني المتوافق عليه، والذي تسير عليه جماهير شعبنا في مسيرتها الكفاحية التي تطال السبعة عقود، وحصريا منذ اتساع نطاق التعددية الوطنية التي قامت لجنة المتابعة على اساسها قبل اربعة عقود.
تحتاج المتابعة الى كل مركباتها ودونما اية استثناءات، وتحتاج الى محورية دور الاحزاب والحركات السياسية، لكن هناك قطاعات واسعة تنتمي الى الثقافة الوطنية لكن ليس الى تنظيماتها، لتجد تعبيرا عنها في حراكات شبابية وحقوقية ونسوية وثقافية، ويمثل تشكلها نقطة قوة لصالح الكل الوطني على تعدديته. وتحتاج لجنة المتابعة الى هذه التشكلات الناشئة وبالذات اعادة الاعتبار للعلاقة مع جيل الشباب الذي تميز علاقته بها الغربة وعدم الشفافية وتزعزع الثقة.
هناك حاجة الى ضبط التوازنات بين المنحى البرلماني والمطلبي- الخدماتي (البلدي) والشعبي، إن لجنة المتابعة هي ناظم عمل الجماهير العربية الفلسطينية، وبهذا المفهوم فهي ليست ملك مركباتها بل ملك الجماهير بكاملها، ومن هنا اعتقد ان اعادة الاعتبار للعلاقة بالناس هي شأن جوهري وهذا يتطلب ليس ان تقوم المتابعة بما لا تستطيع القيام به، لكن يتطلب شفافية عالية وعلاقة مباشرة بالناس والتحاور معها بأشكال مختلفة والاستفادة من الطاقات الهائلة المكمونة فيها.
تحدٍّ جوهري وغير مسبوق هو في انعكاس العلاقات الاسرائيلية المتسارعة مع انظمة التطبيع العربية، وعلى حساب محورية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا. ويشكل إضعاف القوة السياسية للجماهير العربية في الداخل مسارا ضمن استبعاد قضية فلسطين وتهميشها، وتنعكس هذه العلاقات الاقليمية في مساع للانظمة العربية المطبّعة على خلق اذرع لها بين ظهرانينا، وذلك ليس بمفهوم العمالة وانما من خلال خلق بنى لمصالح تدفع بها اسرائيل، في سعيها الدائم للقضاء على الروح الكفاحية والمناعة الوطنية لهذا الجمهور وتفك الارتباط بين مكونات الشعب الفلسطيني.
من شأن لجنة المتابعة ان تستحدث اطرا حوارية تشاورية او بنيوية تستقطب القوى المعنية بالاسهام وتوفر لها المجال في ذلك. كما اعتقد من الضروري ان تقوم رئاسة المتابعة بانشاء هيئة واسعة لدراسة السياسات وافاق التعاطي معها، وبناء سياسات بعيدة المدى تؤثر على جدول اعمالها الداخلي واعمال جماهير شعبنا وعلى جدول الاعمال الاسرائيلي والدولي فيما يتعلق بهذا الجزء من الشعب الفلسطيني، وبالتاكيد على جدول الاعمال الفلسطيني الواسع.
حين نكون على شفى هاوية الازمة ففي وضعيتنا لا نستطيع اعتبار السقوط في الهاوية خيارا، بل دورنا جميعا مدّ أيادينا لتجاوزها والانطلاق قدما. ولذلك فان كل النخب القائمة وكل الغيورين والغيورات على هذا الشعب مطالبين ومطالبات بالمشاركة في هذه المهمة، ولجنة المتابعة مطالبة بتوفير الاجواء لذلك. ليست لجنة المتابعة هيئة اضافية بل الهيئة التي تكون وضعية جماهير شعبنا من دونها مختلفة تماما عن وجودها، انها الهيئة التي بها يصبح هذه الجماهير كيانا منظما.
اتمنى للاخ محمد بركة النجاح في المهام الصعبة والتحديات الكبرى فهو صاحب التجربة الغنية والمؤتمن على تحريك وقيادة العمل، ويستطيع الاعتماد على تجارب كثيرة تسانده في هذه المهمة. مهمتنا جميعا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     


مقالات متعلقة