الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 18:01

الطيبي يتذكر ابو عمار: كوفيتك وسام

العرب - الناصرة
نُشر: 11/11/08 14:37

* أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً.. بنيت فيه حلماً.. تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس.. كسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثُرت على الظلم وتحديت الخوف..

* كم انحنى ألموت أمامك.. والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر..


شارك الدكتور أحمد الطيبي رئيس كتلة الموحدة والعربية للتغيير في المهرجان الجماهيري المركزي المهيب الذي أقيم في ساحة المقاطعة  برام الله  - بجوار الضريح - بمناسبة الذكرى الرابعة لإستشهاد الرئيس ياسر عرفات, وذلك تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحضور الشخصيات السياسية والدينية والجماهيرية والآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الأبيّ الذين أتوا ليقولوا علانية : نحن لن ننساك!



ولقد ألقى الدكتور أحمد الطيبي كلمة عرب الداخل بهذه المناسبة الجليلة استهلها بتوجيه تحية الناصرة والجليل, والطيبة ويافا وأم الفحم والمثلث والنقب تخليداً لذكرى الرئيس الراحل الخالد.



كما تطرق في كلمته الى انه كما كان الرئيس ياسر عرفات يعرف متى يقول نعم ومتى يقول لا وفقاً لمصلحة فلسطين, فكذلك الرئيس محمود عباس لا يخضع لأي إملاءات بل يقول نعم عندما تكون لصالح فلسطين ويقول لا لصالح فلسطين, ولم يخشَ ان يقول لا لديك تشيني بشأن مؤتمر القمة العربية في دمشق, ولرايس بشأن اتفاق مكة, وللإدارة الأمريكية بشأن اجتماع مجلس الأمن في نيو يورك, بشموخ وإباء وعنفوان. وهذه كلمة الدكتور الطيبي :


 
قم يا ياسر.. أم أنت غاضب ؟
قبل عام قلت لك هنا أنني انتظرتك سنوات ثلاث كي تعود.. تعود لأكذّب غيابك ألقسري.. وجاءت الرابعة
أقف اليوم بينكم أمام الضريح والكلمات تعجز أن تكتب موته على ورق.. لا أستطيع أن أملأ ثقوب الذاكرة بالكلمات.. ولا أتجاوز الجراح .. لم تبكيك عيوننا بل قلوبنا.. كان يوم رحيلك يوم أبكيت فيه السماء قبل الأرض.. وأبكيت الرجال قبل النساء والأطفال.. ودّعك الشجر والحجر.. كنت غضباً .. مسيرة وحلماً.
أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً.. بنيت فيه حلماً.. تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس.. كسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثُرت على الظلم وتحديت الخوف..



إنك عاصفة .. واشتقت منك العاصفة.
كوفيتك وسام للثوار.. شعار لكل الأحرار..
كم انحنى ألموت أمامك.. والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر. ولا تنفجر حياءً من قوة أحلامك.

أبا عمار
ما أحوجنا إليك في ظل الانقسام والتشرذم واليأس والاقتتال
الساحة امتلأت بالحراب  .. والشارع غادره الناس .. حتى الشارع الخلفي ما عاد شارعاً للوطن..
يا صانع الديمقراطية في غابة البنادق.. أخبرك اليوم أن لا غابة ولا ديمقراطية بنادق.. وطنك ممزق.. وقلب حلمك مذبوح ودامي.
في امريكا انتخب الاسود باراك اوباما رئيسا ..اما هنا في الضفة الغربية المحتلة فالابارتهايد يتنامى وعندنا في الداخل تنمو العنصرية وتتصاعد الفاشية  ..وما زال شجر الزيتون عدوا لهم ليقتلعوه.
ابا عمار يا زيتوننا وزيزفوننا ..



لقد غبت يا أبا عمار عن محمودك درويش سنين أربع.. فأبى محمود إلا أن يلحق بك معانقاً .. فاغتنت أرض المزارات بمزار ثانٍ جديد تستطيع أن تطل برأسك الشامخ لتراه هناك في الطرف الثاني من رام الله الحبيبة .. بلد الرمزين..
إقرأ عليه السلام وقبّل وجنتيه وقلبه الذي تمزق..

يا أبا عمار
من دون فلسطين لن نصل إليك ولن نفهم عليك, تلك لغتك التي أتقنتها بألف لهجة ولهجة ولكنها كانت لغة واحدة تبدأ البسملة  فيها بالأقصى المبارك وتنتهي الحمد لله فيها بالفدائي الأول عيسى المسيح ومعنى القيامة " انأ فتحنا لك فتحاً مبينا " .



لن ندع الذين راهنوا على تفرق ريح هذا الشعب بغيابك يفرحون ويجعلون علامة الغياب عرساً لهم يرقصون على قبورنا , ولن نقبل بتحطيم البيت من داخله بل ستبقى وصيتك وكوفيتك التي شرفتني بمداعبتها رمزاً لكرامة هذه الأمة وشرف هذا الشعب.
لن تسقط راية الفارس التي حملتها طالما تجمعت حروفها الستة :
فلسطين:
فاء : الفداء
لام: لا للاستسلام
سين : سرمدية الوطن
طاء : طيبة البلد والشعب
ياء : يا جبل ما يهزك ريح
نون : نعم للحرية والاستقلال
ناديتك قبل عام .. قم يا ياسر.. قم من نومك المؤقت.. قم معي يا طائر الفينيق .. ألا تسمعني.. أم أنك غاضب منا ..
اتأذن لي ثانية أن أطلب بأن أحملك بين يدي وأعتذر لروحي لأنها أيقظتك من زمنك الأبيض.. تأتي معي إلى الحلم ترى شوارعاً تعرفك , حارات وأطفالاً وخطوات وأشجاراً وأصدقاء وناسا.. ومخيماً ومعتقلات. فبأي نبض أزرع الوردة في مقامك الأسمى .. كل ما في المدينة من حزن ومن فوضى ومن موت واحتراب .. قم لنطرد الجراد عن المكان .. هنا وهناك.. اخرج معي إلى هذا الليل الطويل.. فالموت لا يدفن الحقوق وإن السلام غناء.. حياة هنا كما قال محمود..



ايها الناس يا ابناء شعبنا العظيم :
نحن شعب الجبارين  ونحن المستضعفون بالأرض.. قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ". صدق الله العظيم
ما زلت أحبك رغماً عن غيابك .. .. أو قل أكثر بعد غيابك ..
ما زلت اليوم حلماً.. وما زلت الحاضر غداً ..
يا سيد الرجال . يا سيد الوفاء.أيها الفارس الذي ترجل
يا أيها الريح التي حركت الجبل..
والى لقاء في السنة الخامسة.

11\11\2008  رام الله في الذكرى الرابعة للرحيل

مقالات متعلقة