حصل الطالب مؤاب وحيد عرار من قرية جلجولية والذي يدرس في دار التربية والعلوم ثانوية جلجولية على منحة دراسية مميزة من قبل السفارة الألمانية على اسم يوهانس راو، علمًا بأنه تسجل للمنحة من قبل دار التربية والعلوم واجتاز بنجاح المقابلة الشخصية في السفارة الألمانية في تل أبيب، من بين 200 طالب وطالبة من شتى المدارس الثانوية في إسرائيل يهودية وعربية.

وبعد اجتياز المرحلة الثانية من المقابلات الشخصية والجماعية، رشحت اللجنة 20 طالبًا وطالبة لتمثيل البلاد في زيارتهم لألمانيا وقد تم تحضيرهم على المستويين اللوجستي والمضموني للقيام بهذه الرحلة الدراسية التي تهدف إلى بناء جسر تعارف مع مدارس ثانوية ألمانية، وفيها قام الطالب مؤاب بزيارة مدرسة ثانوية في قرية سالم، مع الإشارة إلى أنه شاركت في البعثة طالبتان من الوسط العربي وهما الطالبة أنهار حجازي من مدينة طمرة من والطالبة كاترين شحادة من قرية كفر ياسيف .
مؤاب عرار والذي عاد إلى البلاد يوم الأربعاء  21/ 10/ 2008  عقب على رحلته قائلا: "بأنها كانت فعلاً جزءًا من عملية حوار حقيقي وناضج عابر للثقافات والحضارات، وقفت فيه على الآراء المسبقة لدى كل من الشعوب، بما فيهم زملائي في الفريق الإسرائيلي، وفي ألمانيا والتي التقينا فيها مجموعة من الطلاب في مدرسة داخلية في منطقة سالم، كان لنا دراسة مشتركة باللغة الانجليزية على مدار الأسبوع وشاركنا في العديد من النقاشات والحوارات الفردية، طرحت من خلالها القضية الفلسطينية وهويتي كعربي فلسطيني أعيش في إسرائيل، كما وقمنا بالتعرف على ألمانيا حضارة وشعبًا بالإضافة إلى الرحلة إلى المناطق الأثرية في برلين وضواحيها".

وأضاف: "كان العنوان الأساس لهذا الحدث هو لقاء الرئيس الفدرالي للحكومة الألمانية، وايضاً المسؤول عن ملف العلاقات السياسية في الشرق الأوسط، وبعض الوزراء من الحكومة الألمانية، عمدنا من خلال هذا اللقاء التعبير عن حضارتنا وتميزها ووضعنا المعيشي في دولة إسرائيل أمالنا وتحدياتنا المستقبلية".
ويعقب الطالب مؤاب: "في الرحلة نفسها تم توزيع الطلاب بشكل زوجي فاستضافني طلاب ألمان وقد تعرفت على طبيعة حياتهم وعلى طرق تعاطيهم اليومي من خلال تعاملنا، والحق أن هذه الرحلة أحدثت لدينا نوع من النقلة في التفكير، رأيت من خلالها العالم الكبير ليس في شكله وإنما في تشكل الحضارات فيه وطرق التفكير وأساليب الحوار الممكنة وأن الفرد يتبع أولاً للمجتمع الإنساني قبل المجتمع القومي وأن هناك العديد من السبل والخيارات لتعميق الحوار بين الشعوب وأهمها مخاطبة الآخر بأسلوب يتأسس على الاحترام المتبادل للإنسان أولاً لمعتقده، توجهه، آرائه والبحث الدائم عن قواسم مشتركة وهي موجودة لا محال.

يذكر أن الطالب مؤاب قام خلال العطلة المدرسية الصيفية بالمشاركة في مخيم الصيفي للعلوم في معهد وايزمن، وفيه قضى شهرًا تعليميًّا وبحثيًّا مع طلاب من أنحاء المعمورة، كان منهم الأمريكيون والألمان، والبريطانيون، والكوريون، والسويسريون ومن البرازيل، وكزخستان، وفرنسا، وصربيا. قامت هذه التشكيلة بالعديد من الأبحاث في المواضيع العلمية المختلفة منها: البيولوجيا، والكيمياء والفيزياء وعلوم الرياضيات والحاسوب.
أما الطالب مؤاب وزميله من الولايات المتحدة فقد قاما بتصوير الحركات البشرية وحاولا تقليدها بواسطة رجل آلي "روبوت"، ومن الجدير بالذكر أن المرشد ليئور نوي طالب للدكتوارة في المعهد قام بإرشاد الطالبين اللذين قدما في نهاية المخيم بحثًا مكتوبًا باللغة الانجليزية، فصلا فيه مراحل البحث المختلفة ونتائجه من خلال دراسة نشرت في معهد وايزمن للأبحاث العملية في رحوفوت.

يُشار إلى أن الطالب مؤاب هو من الصف الثاني عشر ا، يدرس في دار التربية والعلوم، موضوع هندسة البرمجة والفيزياء، مستوى 15 وحدة بجروت تعليمية، وموضوع الرياضيات والانجليزية في مستوى خمس وحدات تعليمية، ويعكف على التحضير لامتحانات البجروت ويشارك في العديد من الدورات المدرسية التعليمية منها في معهد وايزمن ودورات أخرى، ويحافظ على تواصله مع الطلاب الذين التقى معهم في المخيمات الدولية التي شارك فيها، ويتحدث عن قصة نجاحه هذه: "على الطالب أن يكون مبادرًا وطموحًا ولا يعتمد على الآخرين في تحقيق آماله وأحلامه، عليه مواصلة البحث وبمثابرة واجتهاد عن الطرق والسبل التي من شأنها أن توصله إلى أهدافه وطموحاته، وتجعل منه إنسانًا فاعلًا ومتألقًا.." أقوال الطالب مؤاب عرار.