الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 16:02

فيزا للعنزة/ بقلم: الدكتور عاهد المطيرات

الدكتور عاهد المطيرات
نُشر: 28/07/20 10:32,  حُتلن: 14:32

كنتُ أسمع عن العراقيل التي تختلقها وزارة الزراعة لجعل تربية المواشي عند البدو شبه مستحيلة إيماناً بأنها بهذه الطريقة ستجعلهم يتخلون عنها وبذلك يقل تشبثهم بالأرض فتصبح عملية مصادرة الدولة للأرض أبسط وسلسة أكثر.

منعوا المرعى بحجج واهية بتعريفهم المنطقة تارةً كمحمية طبيعية أو ارض كيرن كييمت وتارةً كمنطقة عسكرية التي لا تلبث أن تُرَخَّص لاحقاً من قبل وزارة الزراعة كمزارع بدعم مادي ولوجستي كامل لمواطنين يهود فقط، كان آخرها ترخيص ١٦ مزرعة كهذه في النقب قبل شهر. أما للمواطن العربي فطبعاً هذا الأمر مستحيل بل مُحَرَّم.

نتيجة لإنحسار المراعي أضطر بدو النقب الى إطعام مواشيهم بالأعلاف وزراعة ما تبقى من أراضيهم بالشعير والقمح لإطعامها. طبعاً وزارة الزراعة لم تقف مكتوفة الأيدي حِيال هذا الأمر فشرعت بحراثة محاصيلهم بدعوى أنه ليس لهم ملكية على هذه الأرض ولا يملكون حرية التصرف بها. لم يكتفوا بكل هذا الظلم فقاموا بتحريم نقل المواشي من مكان الى مكان الا بتراخيص شبه مستحيلة على البدوي البسيط كفتح ملف في الضريبة وهم يعلمون ان هذا البدوي البائس لا يجرؤ على ذلك لانه بالكاد يقدر على اطعام مواشيه واولاده دون أي دعم من وزارة الزراعة ولو بقرش واحد بعكس أقرانه المزارعين اليهود الذي يتلقون كل الدعم.

دُهِشت اليوم عندما سمعتُ صدفةً عن قوانين لم أسمع بها من قبل. كنتُ قد إلتقيتُ خلال تجوالي في القدس بعنزةٍ في حي من أحيائها أم لتوأم جميل، أحببتهم من أول نظرة فقررتُ إقتنائها مع أولادها. سألت العارفين ماذا يتطلب مني لجلبهم الى مسقط رأسي في كسيفه فأخبروني أنه علي أن امتلك ملفاً في الضريبة، وترخيصاً بأنني مؤهل لنقل المواشي مع العلم أنني بدوي قلباً وقالباً ولا اعتقد ان هناك من هو أبرع وأحن من البدوي في تعامله مع الأغنام، وانه يجب أن يكون لدي سيارة مرخصة لنقل المواشي، وأخيرا على صاحب العنزة الأصلي ان يتوجه لوزارة الزراعة بطلب إصدار تأشيرة (ڤيزا) لنقل العنزة واولادها وهي عملية أكثر تعقيداً من إستصدار ڤيزا لمن يرغب في السفر الى الولايات المتحدة...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة