الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 18:02

كورونا يتفشى في المجتمع العربي... اعملوا على إنقاذه قبل فوات الآوان

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 24/07/20 10:49,  حُتلن: 18:35

ما يجري الآن في المجتمع العربي على صعيدي العنف و كورورنا، يعيد إلى ذهني، سؤال طرحه علي ناطق باسم الحكومة الألمانية خلال احتفال رسمي أقامته سفارة عربية في برلين. فقد سألني المسؤول الألماني عن سبب عدم التزام غالبية العرب رسميين وغير رسميين بالمواعيد، في إشارة منه إلى عدم التزام الدبلوماسيين العرب بالموعد المحدد للإحتفال. ولم يكن عندي أي مبرر للدفاع عن "عدم اللإلتزام". واليوم، أتساءل أنا شخصياً عن عدم الإلتزام ليس على صعيد الوقت، إنما على صعيد الوقاية من جائحة كورونا ومن استمرار تقشيها في المجتمع العربي.

عندما بدأ فيروس كوفيد 19 بالتفشي في البلاد، كانت نسبة التفشي منخفضة جداً في بعض البلدات العربية، وبلدات أخرى خالية منها. وكان المطلوب فقط الإلتزام بإجراءات الوقاية. لكن لا حياة لمن تنادي. قد يقول قائل ان الوسط اليهودي ليس أفضل حالاً. أنا لا أنكر ذلك. لكن ما يهمني هو مجتمعنا العربي بالدرجة الأولى وعلى هذا المجتمع في مثل هذه الحالة الوبائية أن يكون متضامناً مع بعضه لإبعاد كل مكروه عنه. بمعنى أن نكون قدوة وبالأحرى مثالاً يحتذى به في مجال الوقاية من كورونا.
لكن الذي حدث هو العكس. إهمال وعدم التزام وبالأحرى عدم استيعاب. تماماً كما حدث ولا يزال يحدث مع ظاهرة العنف التي تزداد بدل أن تنخفض، وكافة المطالبات والمناشدات بالإبتعاد عن العنف لم تلق آذاناً صاغية. أريد أحداً أن يرد على التساؤل: لماذا نحن العرب هكذا؟ لماذا لا نسمع ولا نستوعب؟ البعض يقول تواطؤ من السلطات المختصة وبعض آخر يحمل السلطات نفسها مسؤولية الإهمال الذي يؤدي إلى بطالة والبطالة تؤدي إلى ارتكاب أفعال لا تحمد عقباها؟ هل نصدق ذلك أم الحفيفة أن العيب فينا ليس غير؟ أنا لا أبريء الجهات الرسمية أبداً، لكي لا يفهمني أحد خطأً، ولكن هذا جزء من الحقيقة.

كورونا تتفشى في البلاد وتجاوز العدد اليومي للمصابين الألفي مصاب. ويزداد عدد المصابين في المدن والبلدات العربية بشكل مخيف. وأشارت معطيات وزارة الصحة، الى ارتفاع كبير بعدد المصابين بالكورونا في العديد من البلدات العربية . وفي مدينة الناصرة التي يسمونها عاصمة المجتمع العربي، يتكاثر عدد المصابين يوما بعد يوم حتى وصل لغاية كتابة هذا المقال إلى حوالي مائتي شخص، وأصبحت المدينة في دائرة الخطر، حسب تقارير وزارة الصحة. فماذا أنتم فاعلون؟
رئيس بلدية الناصرة علي سلام، رفع صوته عاليا في الكنيست وصرخ في وجه المسؤولين يطالبهم بالعمل بجدية وبسرعة على دعم أهل الناصرة، لأن الأمر لم يعد يطاق . لقد كان على سلام على حق عندما أسمع غضبه لمن كان منواجداً في الكنيست، فهو المسؤول الأول عن الناصرة، التي تعاني من نسبة بطالة مرتفعة جداً. والمطلوب من أهل الناصرة في هذه المرحلة (الكورونية) بالذات العمل المشترك على إنقاذ المدينة.

علي سلام ليس المسؤول الوحيد عن المجتمع العربي في الناصرة، فهناك فعاليات سياسية واجتماعية وهناك شخصيات اعتبارية أخرى عليها أن ترفع صوتها عالياً وتصرخ في وجه المهملين لمجتمعنا. لم نشهد أي دعوات من فعاليات في المدينة لمناقشة ما يحدث في الناصرة. لم نسمع أبداً من "السادة" أعضاء المشتركة أي نشاط ملحوظ يتعلق بمدينة الناصري وحتى في بلدات عربية أخرى.
في ذكرى "المحرقة" سارع عضو في القائمة المشتركة إلى الحديث عما فعله النازيون باليهود، وعن انطباعه وشعوره حول هذا العمل الإجرامي. لكننا لم نره يهب لا قولاً ولا فعلاً بالحديث عما يعانيه المجتمع العربي من إجحاف من السلطة فيما يتعلق بكورونا.

عندنا قائمة مشتركة تضم 15 عضو كنيست. لكن لغاية الآن لم يتجرأ أي واحد منهم الحديث باللهجة التي تحدث بها علي سلام في الكنيست. والسبب واضح جداً: علي سلام ابن الناصرة نشأ وترعرغ فيها، كبر مع أبنائها، وكان همه همهم، واستمر في دفاعه عن مصالح وسكان المدينة منذ دخوله بلدية الناصرة وحتى يومنا هذا. وعندما رأى أن المسؤولين في الدولة غير مهتمين بجدية في الناصرة ذهب إلى الكنيست ورفع صوته هناك، بينما أضاء الكنيست العرب الموجودين بشكل دائم هناك لم يقوموا بما قام به علي سلام.
قد أختلف مع على سلام في بعض المواقف، وهذا أمر عادي، لكني أتفق معه في مواقف أخرى تهم الناصرة.وأنا لا أنكر أبداً وجود مؤسسات وشخصيات نصراوية تقدم العون والمساعدة مشكورين للمحتاجين في المدينة، ولا أنكر أبداً وجود داعمين لطلابنا داخل البلاد وخارجها. لكن جائحة كورونا مختلفة تماما، والمطلوب تضامن شعبي من كل فئات المجتمع العربي لمواجهة كورونا. فهل يلقى كلامي آذاناً صاغية أم يذهب أدراج الرياح؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة