الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 16:02

خلفية مسح اسم "فلسطين" من خارطة جوجل/ أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 21/07/20 10:24,  حُتلن: 15:21

موقع “AS-Source News” الخاص بالأخبار العسكرية في الشرق الأوسط وأمريكا وروسيا، كشف قبل أيام قليلة عن قيام شركة جوجل للبحث بشطب اسم فلسطين من خريطتها. ويشير البحث عن فلسطين على خريطة جوجل إلى مخطط لقطاع غزة والضفة الغربية، ولكن لا توجد علامات تشير إلى فلسطين.. صحيفة (إندبندنت) البريطانية قالت إن التقارير عن إزالة خارطة فلسطين بدأت من منشور على إنستغرام من قبل مستخدم يدعى “أستغفرالله”،نشر يوم الأربعاء الماضي، والذي اتهم عمالقة التكنولوجيا (جوجل وآبل) بإزالة اسم فلسطين رسميا من خرائطهم. الصحيفة لم تكتف فقط بنشر الخبر، بل أرادت أن تعرف الخلفية لذلك بمعنى سبب إقدام جوجل على هذا العمل. فقد أوضحت أن شركة جوجل لم ترد على طلب للتعليق على ذلك.
ما فعله محرك جوجل له خلفيات سياسية: فهو يندرج طبعاً في إطار الدعم المعنوي لإسرائيل من جهة، والسيطرة الصهيونية على هذا المحرك من جهة أخرى. وهذا ليس بجديد. فالصهيونية مثل الأخطبوط أصابعها منتشرة في كل مكان، وأصبحت لديها عقدة كبيرة من اسم فلسطين والفلبسطينيون.

عندما كنت مقيماً في العاصمة الألمانية برلين أمارس عملي الصحفي، وقع بين يدي في العام 1985 قاموس ألماني عربي للشبيبة تم طبعه في العام 1969. وبما أن غريزة حب الإستطلاع عندي كانت قوية، أردت أن أرى ما هو مكتوب تحت اسم (القدس) ويا لهول ما رأيت:" عاصمة دولة إسرائيل". تصوروا أن القاموس تم طبعه في العام 1969 ولم ينتبه أحد من العرب إلى ذلك أليس ذلك فضيحة؟ توجهت إلى عميد السلك الدبلوماسي العربي في تلك الفترة وشرحت له الأمر، وقد أخبرني قيما بعد أن الحركة الصهيونية وراء هذا الأمر، وأن السفراء العرب لم يبدو أي اهتمام وامتنعوا عن توسيع الموضوع بوزارة الخارجية..
ومنذ تلك الواقعة أصبحت قناعتي تتزايد في أن أصابع الصهيونية وراء كل أزمة في هذا العالم وخصوصاً في القضية الفلسطينية، وأنها تتدخل في البنوك والشركات الكبرى والمؤسسات العالمية. وبما أن جوجل هي إحدى هذه الشركات العالمية فلا بد للصهيونية أن يكون لها تأثير فيها.

إدارة شركة جوجل، إما أن تكون جاهلة ولا تعلم بأن دولة فلسطين يعني اسم فلسطين معترف به من 137 دولة في العالم، وإما أن تكون (مسيّرة) من الحركة الصهيونية وتتجاهل قرارات الأمم المتحدة مثل إسرائيل تماماً. الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في الخامس عشر من شهر ديسمبر/كانون أول 1988 قرارا يحمل الرقم 43/177 ينص على استبدال اسم منظمة التحرير الفلسطينية باسم" فلسطين في منظومة الأمم المتحدة. وفي السابع عشر من شهر ديسمبر/كانون أول عام 2012، قرر رئيس بروتوكول الأمم المتحدة يوتشول يون، أن "تستخدم الأمانة اسم دولة فلسطين في جميع وثائق الأمم المتحدة الرسمية ".
محرك البحث الإلكتروني (جوجل) يستطيع مسح اسم فلسطين من خارطة جوجل، لكنه لا يستطيع مسح فلسطين من ذاكرة الأمتين العربية والإسلامية، وأن وضع اسم إسرائيل على الخارطة بدل اسم فلسطين لن يغير أي شيء من حقيقة أن فلسطين موجودة في أعماق ووجدان كل فلسطيني. إن فلسطين، وكما قال محلل سياسي خليجي عروبي أصيل:" فلسطين ليست اسما أو موقعا فقط.. وليست تاريخا وجغرافيا فحسب.. وليست محلا يتم تبديل يافطته بتغيير مالكه المحتل.. هي كيان استراتيجي لأمة كاملة، وتضحيات وحروب، وآمال وآلام، وتطلعات وأحلام مشروعة، ستتحقق بإذن الله تعالى، مهما طال الزمن"
الشعب فلسطيني يا محرك جوجل،، وكما قال مغرد فلسطيني: تحركه فلسطين كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وحتى كل ثانية، فالشعب الذي يسمي أولاده باسم "فلسطين" وأيضاً بأسماء مدن فلسطينية، وغالبية شبابه وشاباته يحملون خارطة فلسطين في أعناقهم ويعلقون خارطة فلسطين في بيوتهم، ويعلمون أولادهم منذ الصغر تاريخ فلسطين، لا يهمه أبداً أن تكون فلسطين على خارطتكم أو لا تكون.
الحقيقة أن ما قامت به شركة (جوجل) ليس صدفة، بل هو عمل سياسي مقصود.فهو يأتي تزامناً مع إعلان إسرائيل عن مخططات الضم الإسرائيلية، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، بمعنى أنه يأتي في ظل تحركات إسرائيلية لمواصلة عمليات الاستيطان، واحتلال مزيد من الأراضي العربية، وفرض سياسة الأمر الواقع،
هذه الواقعة أثارت ردود فعل غاضبة كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي على الصعيد العربي. فلسطينياً، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أنه يتم بحث الإجراءات القانونية للرد على خطوة جوجل، بينما رأت حركة حماس في تصرف جوجل “انحيازا لرواية الاحتلال". أما منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، فيرى أن "ما قامت به شركة "جوجل" يأتي ضمن المخطط الإسرائيلي الرامي إلى إلغاء فلسطين بصورة نهائية، ومحو اسمها من أي خارطة".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة