الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 09:02

الضاري: "الموساد يعمل في العراق"

الياس كرام
نُشر: 26/04/06 13:20

* "لدينا معلومات من سجناء عراقيين افادوا بعد اطلاق سراحهم ان محققين اسرائيليين استجوبوهم واستعملوا كلمات عبرية"
* "مخابرات عدد من الدول الاجنبية ودول الجوار العراقي مسؤولة عن اعمال التفجير اليومية ومن بينها المخابرات الاسرائيلية"
* "العراق ليس على شفا حرب أهلية انما في بــــــداية حــــرب أهــليــة"
* "الاحتلال الامريكي معني بالحرب الاهلية لكن فرق الداخلية العراقية المسماة بفرق الموت هي التي تعمل على تأجيج الصراع الطائفي"
* "الارادة الحرة للعراقيين تقول لا للصلح مع اسرائيل وليس لليهود حقوق في العراق فقد تم تعويضهم حين رحلوا عام 48 "
* "ملاحقة الفلسطينيين في العراق تأتي على خلفية كونهم سنة والحكومة تسعى الى تقليل اعداد السنة من مختلف الجنسيات العربية"
* "المقاومة الوطنية العراقية تشكل 80% من عمليات المقاومة واقر ان البقية هي اعمال ارهابية"

صادف يوم الاحد الماضي الذكرى الثالثة لسقوط العاصمة العراقية بغداد بيد الاحتلال الانجلو- امريكي المتواصل حتى اليوم، سقوط العاصمة بغداد تمثل ايضا بخلع النظام العراقي الحاكم وتحطيم تمثال الرئيس صدام حسين وسط بغداد، ثلاث سنوات انقضت ولا يزال العراق الجريح ينزف على وقع العمليات العسكرية الامريكية اليومية التي تساندها الحكومة العراقية التي جاءت على دبابات الاحتلال لتحكم وتتحكم بمصير العراق واهله وتنشد الحريات المزعومة من قبل ادارة بوش ، هذه الحريات التي قسمت العراق الى طوائف وقوميات يسهل التحكم بخيوطها من قبل الادارة الامريكية او لربما تكون مقدمة لزرع بذور فتنة طائفية وحرب اهلية تمكن بوش تحت ستارها من سحب جيشه المحتل من وحل العراق الذي غاص به عميقا، ثلاث سنوات انقضت ازهقت فيها ارواح ما يقارب 100 الف عراقي، 24 الفا من بينهم قتلوا في بغداد وحدها منذ آذار مارس عام 2003 وحتى مطلع نيسان من العام الجاري، اضافة الى مقتل نحو 2344 عسكريا امريكيا، فيما يقبع نحو 14055 عراقيا في السجون تصنف وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون 87% منهم على انهم على درجة عالية من الخطورة، فيما تعتقل سلطات الاحتلال الامريكي 465 اجنبيا تقول انهم شاركوا في اعمال ارهابية في العراق، ارقام تعكس واقع العراق اليوم الذي يعيش على وقع الانفجارات والاغتيالات والاعتقالات والعمليات العسكرية، وبغداد اليوم لم تعد بغداد الامس فهي جريحة دامية وحيدة امام عالم عربي فقد كرامته ومجتمع دولي صامت وعاجز.
صحيفة"كل العرب" التقت هذا الاسبوع بالشيخ حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق واحد ابرز الشخصيات في المشهد العراقي اليوم فتحدث عن مشاعره وعن المقاومة والارهاب وعن بغداد التي فقدت عذريتها بعد ان استباحت ارضها مخابرات دول اجنبية وعربية ومن ضمنها اسرائيل ايضا، وتحدث كذلك عن المحققين اليهود الذين يحققون مع الاسرى العراقين وكان هذا اللقاء.
* ثلاث سنوات على سقوط بغداد ما هي مشاعركم وما هو تقييمكم للمرحلة السابقة وتلك الآتية؟
- تسألني عن مشاعري في الذكرى السوداء الثالثة لاحتلال العراق فهي مشاعر اي فلسطيني اغتصبت منه ارضه واحتل منه بلده عنوة، مشاعري لا تختلف عن مشاعر اي فلسطيني يشعر بالم ذكرى اغتصاب فلسطين واحتلالها من قبل الاعداء، هذا شعوري وشعور كل عراقي شريف غير عميل وغير محرض على بلده،الذكرى تحرك بالعراقين آلام مأساة الاحتلال ووقوع بغداد ببراثنه، الاحتلال يعيث فسادا بارض العراق، فالعراق احتل بذريعة البحث عن اسلحة الدمار الشامل ولم يجدوها فجاءنا بالخراب والدمار الشامل لكل مظاهر الحياة، فالاحتلال دمر العراق ارضا وشعبا وعقيدة وحضارة ومالا ومقدرات ودمرها نفسيا ومعنويا .
- * بغداد اليوم ليست بغداد الامس فكيف تصف لنا حالها اليوم؟
- اصفها ببلد المأساة ودار الخراب وان الاعداء يلعبون بها من كل حدب وصوب.. اذ فتحت ابواب العراق وهدمت اسواره وقد قصده كل الذين يريدون له الشر والدمار، مخابرات عدة دول بما فيها دول الاحتلال ودول الجوار كلها تعمل لاهداف مختلفة على حساب العراق ارضه وشعبه ومقدراته؟
- * تحديدا عند هذه النقطة التي توقفت عندها قيل كثيرا عن دور المخابرات في العراق بما فيها المخابرات الاسرائيلية هل صحيح ان المخابرات الاسرائيلية موجودة على ارض العراق وكيف تلمسون ذلك على ارض الواقع؟
- الحقيقة ان الكيان الصهيوني ادخل مخابراته الى العراق وادخل ايضا قوات( عسكرية) هذا ملموس من خلال العمليات التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد المعارضين له، هذه العمليات متجانسة مع العمليات التي تجري في فلسطين هنالك الكثير من القادة والكثير من المحققين في سجون الاحتلال هم اسرائيليون ويعلنون ذلك ولا يخشون ذلك، لديهم اشاراتهم وكذلك نفهم من لغتهم ومن اسئلتهم التي يوجهونها لابنائنا الذين يسجنون في سجون الاحتلال وهم بالآلاف.
- * ماذا تقصد باشاراتهم؟
- تماما كما نسمع بالاعلام الصهيوني عن العراق، بان العراقيين هم اعداء الاسرائيليين لا بل هناك بعض النساء اللواتي يشاركن في التحقيقات واعترفن انهن اسرائيليات بمعنى ان الحديث ليس عن اشارات فقط، انما عن تصريحات واضحة، وطبعا نحن كهيئة تأتينا الاخبار عن هذه الامور مما يشكل لدينا اليقين بان المخابرات الاسرائيلية ليست موجودة فحسب انما عاملة ومؤثرة من خلال قوات حلفائها الامريكيين.
- * هل هذه المعلومات حول وجود المحققين والقوات الاسرائيلية على ارض العراق وصلتكم من اشخاص حقق معهم من قبل هؤلاء؟
- نعم من ابناء العراق الذين قبض عليهم بتهم الارهاب وممن اشتغلوا في بعض الدوائر القريبة لدوائر الاحتلال حيث شعروا ان هناك اشخاصا لديهم ملامح اسرائيلية ويسمعونهم عبارات عبرية وما الى ذلك من امور.
- * الاحتلال الامريكي يبدو انه يحرك العراق بخيوط مختلفة واحدة تلعب على الوتر الطائفي واخرى على وتر المذاهب والقوميات وما الى ذلك والهدف واضح هو تقسيم العراق.. كيف تنظرون الى هذا الموضوع تحديدا؟
- نحن قلنا منذ البداية ان الاحتلال اذكى روح الطائفية والعنصرية بتشيكله لمجلس الحكم الذي بني على اساس التقسيم الطائفي وكان في كل خطوة يخطوها يهتم بهذه التقسيمة الطائفية، ثم جاء قانون ادارة الدولة الذي رسخ هذا المفهوم، واخيرا جاء ما يسمى بالدستور الذي فرضه السفير الامريكي حيث كانت تعرض عليه الفقرات التي تنجزها اللجان فكان يبقي من الفقرات ما يعجبه ويحذف ما لا يعجبه الى ان اكمل الدستور مع اللجان المتفق معها بالشكل الطائفي وتقسيم العراق وجعل بعض الفئات التي لا تروق له اقليات حيث جعل السنة الذين يشكلون ثلث اهل العراق اقل من الخمس .
- *هل يقف العراق اليوم باعتقادك على شفا حرب اهلية؟
- الحرب واقعة في العراق، كل يوم يقتل العشرات، احيانا يصل عدد القتلى في اليوم الواحد الى ثمانين، وهؤلاء من يعثر عليهم، فهنالك من لا يعثر عليهم وقد يكونون مثل هذا العدد او اكثر، نحن في بدايات حرب اهلية ولسنا على شفا هذه الحرب وقوات الاحتلال اصبحت وراء هذه القضية فهي تريد ان يشتبك اهل العراق فيما بينهم حيث يخلو لها الجو في العراق لتنفيذ مخططاتها .
- * من المعني بتأجيج الحرب الاهلية؟
- الاحتلال طبعا ، لكن من يقوم بذلك عمليا فهو سلطات الدولة والمليشيات التابعة لها وانت تعرف ممن تتشكل الحكومة العراقية اليوم.
- * سمعنا عن فرق الموت او الفرق السوداء وهي تابعة لوزارة الداخلية العراقية هل هي هذه الفرق المقصودة؟
- اغلب هذه الفرق من مليشيات الحكومة بدليل ان قوات الامن بوزارة الداخلية تدعم هذه المليشيات، ثم ان هنالك مليشيات تعمل بالطرف السني وهي فرق توصف بالقذرة والتي تعمل لحساب المخابرات الامريكية.
- *لقد كنت عنصرا فعالاً في الدعوة للحوار الوطني الشامل في العراق الذي اطلق تحت مظلة جامعة الدول العربية لكن هذا الحوار لم يخرج الى حيز الوجود ما السبب؟
- لم يلتزم الآخرون بما تقرر في مؤتمر القاهرة ،ففي المؤتمر وصل ببيانه الختامي الى حد ادنى من التوقعات التي عقد العراقيون الآمال عليها ومع ذلك نحن رضينا بها الا ان الاطراف الاخرى التي تمثل الحكومة واحزابها والاحتلال طبعا تنصلوا منها خاصة ما ترتب عليه من التزامات كاطلاق سراح الاسرى ووقف المداهمات والاغتيالات وتشكيل لجان تحقيق محلية ودولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في سجون الاحتلال والحكومة ولم يحدث كل ذلك بل على العكس زادت الاعتقالات والمداهمات وهي في اوجها الآن.
- * لنتحدث عن المقاومة العراقية هناك من يقسم هذا الموضوع الى اقسام مختلفة من مقاومة وطنية واخرى صدامية(تابعة للرئيس صدام حسين) والبعض يذهب الى وصفها بالارهاب في اي اطار تضع المقاومة العراقية؟
- المقاومة الوطنية العراقية موجودة وهي تشكل 80% من المقاومة العراقية الشرعية في ظل الاحتلال وهي عاملة ومستمرة بدليل انها احرجت الاحتلال واوقعت في صفوفه الكثير من الخسائر التي يعلنها هو بنفسه، المقاومة الوطنية لا تستهدف الا الاحتلال والعملاء والسائرين في ركبه والى جانب ذلك يوجد ارهاب وانا اقر بذلك، الا ان مصادر الارهاب متعددة ويمكنني ان اجملها بعدة مصادر، الاول هو جيش الاحتلال الذي يضرب ويدمر القرى بشكل عشوائي ويقصد البيوت لمجرد وشاية ان في البيت ارهابيا او مقاوما واحيانا يهدم البيت على ساكنيه، والمصدر الثاني للارهاب هو الحكومة ومليشياتها فهي التي تسهم في الارهاب لان المقاومة تضرب الاحتلال والعملاء والحكومة تضرب المواطنين الابرياء لان المقاومة تنسب اليهم والا ما ذنب عائلة مكونة من اب واربعة ابناء في المدارس اختطفوا واعدموا.. قسم منهم امام بيوتهم وقسم آخر في الشوارع، فقوات الداخلية تقوم بمثل هذه الاعمال يوميا في العراق، والمصدر الثالث هو المخابرات الاجنبية العاملة على ارض العراق من مخابرات الاحتلال او لبعض الدول المجاورة التي تقوم باعمال تفجيرية لاهداف ومصالح خاصة بها ومن بينها المخابرات الاسرائيلية، وهناك ايضا مصدر آخر لمجموعات تدعي المقاومة وهي بعيدة عنها وتنشط بهدف السرقة والاعمال الاجرامية.
- * كيف كنت تصنف تنظيم القاعدة العامل في العراق بقيادة الزرقاوي؟
- ابحث لي عن سؤال آخر من فضلك.
- * سمعنا بعض الاصوات في الحكومات العراقية الانتقالية التي تدعو الى اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتعويض اليهود الذين تركوا العراق ورحلوا الى فلسطين عام 48 كيف تنظرون الى هذا الموضوع وهل هو جدي باعتقادكم؟
- الحقيقة ان هذا يصادم الارادة العراقية الحرة في العراق التي تبنى على اساس ان لا صلح مع اسرائيل او اقامة علاقات طبيعية معها ، ليس لليهود حقوق في العراق لان من غادر منهم تم تعويضهم عام 1948 حين خرجوا، ثم لماذا يطالب لليهود بتعويضات وللفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم الى الدول العربية لا، فقد وصلت اعدادهم للملايين، اين تعويضهم؟ اين بيوتهم؟اين حقهم بالعودة؟ اعتقد ان الاصوات التي تدعو لاقامة علاقات مع اسرائيل هي اصوات عميلة وتريد ان تتشبث بمناصبها التي استفادت منها بعد الاحتلال بمغازلة الاحتلال بمثل هذه الشعارات المرفوضة رفضا تاما من قبل الشعب العراقي كله .
* هل تؤيد نقل محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين الى خارج العراق وما هو رأيكم بما بات يوصف بمسرحية المحاكمة؟
- لا استطيع سوى ان اقول ان المحاكمة محاكمة سياسية وهزلية ولا ندري ان كان الاحتلال جادا فيها ام غير جاد، هل يغازل من خلالها من هم بالداخل ام في الخارج؟ ولا ندري ما تكون نهايتها وهذا الموضوع لا يهمنا كثيرا بقدر ما يهمنا تخليص بلدنا من الكارثة التي المت به.
* العراق احتضن ابناء الشعب الفلسطيني على مدى سنوات طويلة واليوم التعامل معه اختلف كليا هناك مطاردة وهناك تضييق على الفلسطينيين في العراق قسم منهم يقف منذ اسابيع على الحدود الاردنية العراقية هل بيدكم ما تفعلونه لانقاذ هؤلاء؟
- نحن نهتم بالموضوع منذ اكثر من عام واخبرنا المسؤولين الفلسطينيين عنه ودافعنا عنهم ولا نستطيع ان نفعل اكثر من ذلك، سبب الملاحقة هو طائفي لان اخواننا الفلسطينيين سنة والحكومة تعتقد ان وجودهم يزيد عدد السنة في العراق ولذلك يسعون بكل طريقة ممكنة لاظهار ان السنة في العراق هم اقلية ولذلك تتم مضايقة كل العرب الموجودين على ارض العراق وفي مقدمتهم الاخوة الفلسطينيون الذين يؤلمنا ما اصابهم، ايران تستضيف خلال الايام القادمة المهرجان السنوي لنصرة القدس فاذا كانت بالفعل جادة في ذلك وفي حفاظها على الفلسطينيين وفي دعمها لهم فان لها يدا وسلطة على اجبار هذه الاحزاب التي تقوم مليشياتها بمضايقة الفلسطينيين بالتوقف عن ذلك.
- *كيف تنظر الى العلاقات الامريكية العراقية والمحادثات الهادفة الى تناول موضوع المقاومة في العراق؟
- انا لا ادري ما هو موضوع المحادثات اما اذا كان مرتبطا بالمقاومة فالمقاومة غير مرتبطة بايران ولا تستطيع ايران او غيرها وقفها فهي مقاومة عراقية خالصة، اما اذا كانت المحادثات على تقاسم النفوذ فنحن نستنكر هذا وندعو الجارة ايران الى ان لا تصطف الى جانب الاحتلال لايذاء الشعب العراقي وتمزيقه.

مقالات متعلقة