الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 19:02

لا ألُومُ الطّفلَيْن/ بقلم: سليمان السرور

سليمان السرور
نُشر: 12/07/20 19:04,  حُتلن: 21:22

لا ألُومُ الطّفلَيْن ولن ألُوم أهلهما على ما حصل لهما، حتَّى أطفال الأغنياء تُغريهم قطعةُ حلوى ولو كانوا في ساحة بيتهم الفخم وفي أيّ مكان، الأطفال يتصرفّون ببراءَتِهم الفِطريّة وليس بعُقولهم. وتصرّفُ هذا العُنصريّ جــــاء استغلالًا لبراءتهم لِيُظهرَ لنا مدى هَمجيَّته التي لا يقبلُها العقل السَّويّ، وقد انتهزَ الفُرصةَ لمُمارستها مع سبقِ الإصرار والتّصوير، والمُمثّلُ دائمًا يَعي تمامًا ما يقولُ بناءً على فكرةٍ مُسبقةٍ ومَقدِرَةٍ على اختيار عباراته بدقّة، فلا عُذرَ له وإن اعتذر.

ويقولون كيف يُتركُ هؤلاء الأطفال وحدهم في الخَلاء، فأقول إنّ المقطع المُصَوّر رَكّز على الطَّفلين دون المنطقة وأجزمُ أنّهُما في حِمى مَضاربهما ولم يبتعدا كثيرًا، فهذه هي ظروف البدو وحياتهم في الباديةِ البعيدةِ عن خطر الشَّوارع والاكتظاظ السُّكّاني، فالأهل لا يرون في الابتعاد عن الخيام مسافة 200 مترًا أو أكثر مُشكلةً ولا يُعلنون عنهم كمفقودين أو في دائرة الخطر كما هو الحال في المدينة أو القرية التي تختلف ظروفها ونسبة الخطورة فيها. أمّا الوُحوش فعادةً تبتعدُ عن البَشر، ويبقى الخوف دائمًا من الوُحوش البَشريّة هو المُقلِق والأكثر ضررًا في كلّ مكانٍ وزمانٍ ومن كُلّ عِرقٍ وقوميّة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة