الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 06:02

لا ترفع يدك على ابن بلدك مهما بلغ الخلاف بينك وبينه

بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 09/07/20 16:12,  حُتلن: 18:48

الشجارات تعتبر مظهر من مظاهر ومخلفات الجاهلية، وغياب الوعي والحكمة، وتعبر عن تجذر العصبية القبلية عميقا في مجتمعاتنا، فكيف يسمح أهل البلد الواحد لأنفسهم ان يتشاجروا ويؤذوا بعضهم البعض وهم جيران ؟، وأين هم من حديث الرسول محمد صل الله عليه وسلم من يؤذي جاره لن يدخل الجنة ؟، وأين حق الجيرة التي وصى بها الله ورسوله ؟.

الى متى نبقى في هذه الأوضاع المزرية ؟ ومتى ندرك ان الشجارات ليست هي الحل لمشكلنا بل تزيدها تعقيدا ؟ متى ندرك ان اسلوب الحوار العقلاني هو الاسلوب الأفضل لحل المشاكل وبالذات بين الجيران وأبناء البلد الواحد ؟ متى نعي ان هذه الشجارات تنعكس سلبا وتزرع العنف والعصبية والبغضاء في نفسية أولادنا، وبذلك يبقى العنف متوارثا بين الأجيال ؟ الى متى نبقى لا نحترم الجيرة ولا نحترم انفسنا ولا العيش المشترك ؟ كيف نريد علاج العنف ولاتفه الأسباب تنشب الشجارات في بلداتنا ؟، كيف نسبب الخسائر والاضرار الجسمانية والمادية لبعضنا البعض نتيجة هذه الشجارات ولاتفه الأسباب ؟، اليس حري بكم بثمن خسائر الشجارات بناء مكاتب عامه لأولادكم وشراء كتب لتثقيفهم حتى لا يتشاجروا مع بعضهم البعض في المستقبل مثلكم ؟.اليس حري بكم بثمن خسائر الشجارات تعليم اولادكم في الجامعات ؟ الشجارات بين العائلات في قرانا تكرس العصبية العائلية او الطائفية التي نورثها مع امراضنا الاجتماعية الاخرى الى أولادنا من جيل الى جيل، ويجب على كل واحد منا أن يعي ويدرك أن الشجار لا يحل أي مشكله بل يعقدها ويزيد الطين بله، ولماذا خلق الله لنا العقل ؟ اليس لكي نتدبر امورنا ونحل مشاكلنا بالعقل والتروي والحكمة وبالذات بين أبناء البلد الواحد ؟!!! متى نعي وندرك ذلك يا أهلنا الكرام !!!! أصعب شيء أن أرى كيف أن الشرطة تفرق المتشاجرين أبناء البلد الواحد والجيران بالهراوات والغاز المسيل للدموع !!! وأمر آخر أصعب من ذلك هو أن أرى جار يكسر أو يحرق بيت جاره نتيجة هذه الشجارات، فهذا خط أحمر يجب أن لا يتجاوزه أي انسان مهما بلغ الخلاف، فيا للعار ان تحدث هذه الشجارات بين الاهل والجيران والأقارب وأبناء البلد الواحد في قرانا !!!!. فللأسف الشباب الجاهل والمراهق غير الناضج هو الذي يدير الامور في مسائل كثيرة في هذه العائلات نتيجة غياب العقلاء وتأثيرهم .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 
 

مقالات متعلقة