الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 11:02

متى سوف يَقدَحُ له؟/ بقلم: الاديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 09/07/20 12:24,  حُتلن: 12:34

"سوف يقدح له عاجلًا أم آجلًا". يقولها الإعلاميّ ورجل الأعمال والعامل المعطّل عن العمل والمثّقف وعامل النّظافة فهناك اجماع اسرائيليّ لم يسبق له مثيل من أقصى اليمين الى أقصى ما تبقّى من اليسار، على أنّ السيّد نتنياهو سوف يقدح لشريكه الجنرال غانتس ويفكّك الائتلاف الحكوميّ ويعلن عن موعد قريب لإجراء الانتخابات بعد أن صار شريكه فزّاعة، شرشوحًا بالعربيّة الدّارجة، وأن الفرصّة سانحة لانتصاره، فقد فعلها من قبل مع باراك وكحلون وشاؤول موفاز وآخرين والمثل الشّعبي يقول "إللي بجرّب المجرّب عقله مخرّب".

هذا التّعبير أعجبني، ففعل يقدح له جاء من القدّاحة، وذكّرني بما سمعته قبل سنوات من امرأة قرويّة تصف الوضع الاقتصاديّ الصّعب لزوج ابنتها بعدما أفلست شركته:" إقدح له في دُبُرِه يشتعل رأسه".
نقرأ ونسمع أسبوعيًّا أنّ نتنياهو يهدّد غانتس وحزبه بفكّ الشّراكة وتقديم موعد الانتخابات ويذّكره بأنّه صار عجَلًا احتياطيًّا، عجَلًا خامسًا، في الحكومة وأنّ حزبه يساوي اليوم 8 مقاعد في الكنيست. وهل نتنياهو أهبل حتّى يستقيل لجثّة حزبيّة ويعطيها رئاسة الحكومة؟!

في المشمش.نعم هكذا صاروا يقولون في العبريّة أيضًا، وعلى الرّغم من أنّ "هذا المشمش مش من مشمشنا" فيحقّ لي أن أتخيّل سيناريوهات لفكّ هذه الشّراكة وسكب لترين من الماء البارد على قفا السيّد غانتس.
أولًا: يصرّ غانتس على أن تقرّ الحكومة والكنيست ميزانيّة الدّولة لسنتين اثنتين كما اتفقّ مع شريكه الّا أنّ نتنياهو يخالفه اليوم الرّأي ويصرّ على ميزانيّة لسنة واحدة. وغانتس جنرال لا يفهم بالاقتصاد ولا بالسياسة وأمّا نتنياهو فقد كان وزيرًا للماليّة ويعرف من أين تُؤكَل الكتف.

يستطيع بيبي أن يقدح له إذا أراد.
ثانيًا: صعد نتنياهو على شجرة عالية اسمها الضّمّ وتبيّن له اليوم أنّ الشّعب الاسرائيليّ مهتمٌّ بأمرين اثنين هما البطالة والكورونا وصار يبحث عن سلّم كي ينزل عن الشّجرة ولا سلّم له سوى غانتس الّذي سيحملّه مسؤوليّة تأجيل الضّم وعندئذٍ سيقدح له.


ثالثًا: بعد تحريضه وتخويفه من إيران وحزب الله وحماس والعرب واليسار والمحكمة العليا وجهاز القضاء جاء اليوم دور المستشار القضائي الّذي كان قد عيّنه كي يخدمه فاتهمه قبل أيّام بالتآمر عليه والتخطيط لانقلاب سلطويّ، وهنا "علقة" غانتس الّذي لم يبقَ من وعوده الانتخابيّة سوى وزارة العدل وعليه أن يدافع عن المستشار القضائيّ كي تبقى قطرة ماء في وجهه.

يستطيع نتنياهو أن يتّهمه بالتآمر مع المستشار القضائيّ والتّخطيط لانقلاب سلطويّ ويقدح له.
وما حدث في الأسبوع الماضي سبب كافٍ لفكّ الشّراكة فقد كانت قافلة السيّد غانتس خارجة من بيته في بلدة راس العين متجّهة الى القدس فشاهد الجنرال امرأة عجوزًا متسوّلّة تجلس على الرّصيف فأمر سائقه بأن يقف. ووقفت القافلة وترجّل الجنرال ورجال الأمن. وسار الجنرال الى العجوز وناولها مائه شاقل.وهات يا صور. وهات يا اعلام. وهذا يُغضب نتنياهو، فمنذ متى يهتمّ الجنرال بالفقراء؟ وما معنى أن يدفع من جيبه مائة شاقل؟ أليس شريكه أحقّ بهذا المبلغ؟!
يستطيع أن يَقدَح له!!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة