* مركز ميزان: "المحكمة العليا الإسرائيلية باتت وللأسف أداة لتنفيذ سياسة الصهيونية وباتت القيم الإنسانية والحقوق المنادى بها شعارات جوفاء وعصي وحبال يلقون بها ليسحروا أعين الناس"

أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارا يسمح لمؤسسة أمريكية مدعومة من قبل منظمات إسرائيلية ببناء ما أسموه ب "متحف التسامح"، على أرض المقبرة الإسلامية التاريخية مقبرة مأمن الله، الأمر الذي لن يتم إلا بعد تسوية الأرض بعد نبش القبور فيها وانتهاك حرمة موتاها.
وقد أصدر مركز ميزان لحقوق الإنسان في الناصرة بيانا بهذا الخصوص، جاء فيه:
لا يرى مركز ميزان في هذا القرار قرارا ظالما ومنكرا فحسب، بل يراه انحطاطا أخلاقيا وإفلاس سياسي وخطوة غير مسبوقة في الاعتداء على الأموات وانتهاك حرمتهم، بعد أن دِيست كرامة الأحياء وصودرت حقوقهم. إن قرارا مثل هذا لهو خرق واضح لكل القوانين والمواثيق الدولية والمعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية المحضة، حيث لا يرضى عاقل أو مجنون بأن يتم نبش القبور وانتهاك حرمتها لأجل إقامة متحف يُدعى لفرط السخرية والاستهزاء "متحف التسامح الديني".

مقبرة مأمن الله

لو علمنا أن المؤسسة الإسرائيلية تحترم الديانات السماوية لخاطبناهم الخطاب الديني ولقلنا إن المحافظة على حرمة الموتى واحترامها هو أمر منصوص في كل الديانات السماوية، وهو نهجٌ سارت عليه الأمم منذ فجر التاريخ، حتى أن الجيوش التي كانت تلتقي في ساحة المعركة كانت تحترم موتى أعدائها بأن تدفنهم لمنع سلبهم أو التمثيل بجثثهم، لكنا كنا نأمل على الأقل أن تقوم الحكومة ومؤسساتها بالالتزام بالمعاهدات والمواثيق التي وقعت عليها، ومنها اتفاقية جنيف لعام 1949، والتي تنص على أنه "يجب احترام موتى العدو ودفنهم حسب الطقوس المعمول بها في الدين الذي ينتمون إليه، وأن تحترم قبورهم ويتم إبرازها ووضع علامات على وجودها كي يسهل إيجادها."

إن المحكمة العليا الإسرائيلية باتت وللأسف أداة لتنفيذ سياسة الصهيونية وباتت القيم الإنسانية والحقوق المنادى بها شعارات جوفاء وعصي وحبال يلقون بها ليسحروا أعين الناس ولكن ما كان لقول أو قرار من أي جهة كانت، أن يجعل الحق باطلا أو الباطل حقا، ولا يعقل أن يقوم من يشتكي من اللاسامية ويتباكى على انتهاك حرمة قبوره في أنحاء الأرض أن يعيث هو تخريبا في قبور المسلمين وانتهاكا لحرماتهم.
وأضاف البيان: "نحن في مركز ميزان لحقوق الإنسان سوف نتابع الاستئناف على قرار المحكمة بالطرق المتاحة محليا ودوليا، وسنسخر كل طاقاتنا وجهودنا في سبيل منع انتهاك حرمة المقبرة وساكنيها، كونها من القضايا التي تمس مستقبلنا وجوهر وجودنا في أرضنا".