الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 02:02

وقفة مع نص شعري للأستاذ نافع كبها/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 09/05/20 07:07,  حُتلن: 09:23

أخي وصديقي الأستاذ نافع كبها، كان معلمي للغة العبرية بمدرسة كفر قرع الثانوية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وأشهد أمامالجميع أنه جدي ومتمكن من هذه اللغة، ومخلص جدًا لرسالة العلم حتى النخاع، ولكنّي لم أكن أعرف أنه يعشق إلى هذا الحد لغتنا العربية،لغة الضاد، التي قال فيها شاعر النيل حافظ ابراهيم :


أنا البحر في أحشائه الدر كامن


فهل سألوا الغواص عن صدفاتي


كذلك لم أعرف أن أستاذنا المعطاء يجيد الكتابة الإبداعية بهذه الصورة الجميلة.


الأستاذ نافع كبها من قرية عين السهلة المتربعة على جبال الخطاف، التي تتميز بموقعها الخلّاب وطبيعتها الخضراء، ومن روابيها ترنو عينالناظر إلى ما هو ملهم للشعر والجمال، وتكفي يراعة ومخيلة صديقي الشاعر الإعلامي قيصر كبها، الذي يجود علينا ويتحفنا بشعر وجانيرقيق وعذب ورهيف.


واليوم وأنا أتصفح الفيسبوك استرعى انتباهي وجذبني وأسرني حد الدهشة نص مكثف سجعي حزين شفيف فيه روح الشعر، فاضت بهقريحة ومخيلة الأستاذ نافع كبها، نشره على صفحته الشخصية باللغتين العربية والعبرية.


وكيف لا تفيض روحه وتبدع بترجمة مشاعر الحزن ولوعة الفراق والبعاد، وقد فجع بحالة الفقد وعاشها على جلده، وأصيب بشظايا الفراق فيأعماقه..؟؟!


إنه نص عميم الحزن، طافح بالشجن، بالغ التأثير، فيه كل معاني الأسى والوجع، يصور ويعبر عن ألم داخلي يعصف في صدره، ووجد لميهدأ بعد، لم تفلح الأيام في إطفاء نار الشوق ولهيب اللوعة وحرقة قلبه.


لقد فاضت روحه بكلمات ليست كالكلمات، في نص بديع ومؤثر يقوم على أيقاع حزين وصور محسوسة، وبوح وجداني صادق عفوي وشفاف،لعل ذلك يخفف من معاناته ووجده، ويقدم الموت وفق رؤية أكثر عمقًا وشمولية للحياة.


فلنسمعه يقول :


"الفراق"


عصفتْ بي الدُنيا وناءَتْ بثكلٍ وفراقْ.


أتَتْ تترَى بعامِ حزنٍ حدودَ كلَّ صبرٍ فاقْ.


أمسَتْ الروحُ كسيرةً ودمعُ العينِ رقراقْ.


وهبَّتْ نسائِمُها نديّةً وكمْ من فراقٍ وعناقْ.


صارَ الدمعُ عصيًا وما بالقلبِ حسٌّ وخِفاقْ.


بأفراحٍ جئْنَ تِباعًا لهُنَّ كنتُ بالوَجدِ تَواقْ.


طغى أوَلهُما على اخرِهما مُفرّغًا أعماقْ.


أعماقُ قلبٍ زاخرٍ عُلَّ وبهِ الصّدرُ ضاقْ.


منهُ باتَ كلُّ فراقٍ وأهْيا دونَ ذاكَ الفراقْ.


لقد أجدت يا صديقي ومعلمي وأستاذي نافع كبها في تجسيد ألم الفراق والبعاد المُرّ، وكم تأثرت وبكيت، حين قرأت النص، وانهالت العبراتعلى مقلتي وخدي، كيف لا وقد اكتويت أنا أيضًا بهذه اللوعة التي خلفت جرحًا عميقًا، وكيف له أن يندمل ..؟!


تحياتي ومحبتي لك وتقديري لحروفك أستاذ نافع كبها، ولعل هذا النص يكون ايذانًا بولادة شاعرية جديدة، وفاتحة لنصوص إبداعية أخرىفيها فرح الحياة وجمال المشاعر.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة